دكاكين.. على عجل!!

عباس الطرابيلي الأربعاء 30-12-2020 03:34

تعرف شوارعنا ظاهرة الباعة الجائلين.. رغم أن معظمهم أصبحوا.. ثابتين!، وإذا كانت المدن المحترمة عرفت تثبيت هذه العملية بتخصيص أماكن للبيع، ولكن مع تنظيمها.. إلا أننا نعرف أيضًا دكاكين تستخدم عربات الكارو لبيع كل شىء.. وأى شىء. وإذا كنت رأيت فى مدينة كوالالمبور الأشهر فى ماليزيا وعلى مرأى البصر من أهم مبنى لشركة البترول الشهيرة هناك اختراعًا هو الأشهر، وهو عبارة عن دراجتين، يعنى اثنين بسكليتة ولكن تم تثبيتهما ببعض بلوح خشبى تحول إلى «بسطة» وضع عليها البائع ما يريد بيعه.. إلا أننا- فى مصر- عرفنا عربة كارو تتحول إلى دكان صغير يبيع كل شىء.. من خضار وفواكه.. وأيضًا أنابيب البوتاجاز!، وكانت فى السابق يجرها البائع نفسه، أو الواد بلية.. بتاعه.. ولكن سرعان ما استخدمنا الحمير والخيول لجر هذه العربات.. وتخيلوا مخلفات هذه الحيوانات فى كل شارع أو حارة.. وتجد على كل عربة كل أنواع الخضر: طماطم، كوسة، بطاطس، باذنجان، بامية، حتى الملوخية.. ولا بد أيضًا من عرض شوية برتقال أو يوسفى، والبطاطا التى تظهر أيام البرد.

هى إذن دكاكين صغيرة متحركة.. وبعد أن كنا نجد أم الخير تعرض بضاعتها على الرصيف، بداية من الفجل والجرجير والبصل الأخضر وكمان شوية كزبرة وبقدونس وشبَت.. نجد كل ما نحتاج إليه.. على كل رصيف!!.

وهذه الدكاكين المتجولة لا تستأجر محال.. ولا تحتاج إلى كهرباء أو مياه.. ولا تدفع للدولة أى ضرائب أو رسوم.. بل هى دكاكين شيطانى تجوب ليس فقط الأحياء الشعبية.. بل أخذت تغزو الأحياء الراقية.. وليس بعيدًا أن نجدها أيضًا وسط أى كومباوند.. وبالطبع بعضها يعرض الخضروات الجاهزة للطبخ. يعنى الباذنجان المقور لزوم المحشى، والجزر المقطع وربما القرع الجاهز. والبطاطس المقشرة.. وكل ذلك لزوم «الست الكادحة» التى تجرى وراء ما يريحها!!. ورغم الخدمات التى تقدمها هذه الدكاكين المتحركة الآن على عربات الكارو.. إلا أننا نجد من طور هذه العربات، وأخذ يستخدم «التروسيكلات» ونوعًا من دكاكين حديد تتحرك بموتورات، لزوم التحديث والتطوير.. وهى نوع من وسائل النقل الحديثة المستوردة أيضًا من الصين. ونعترف أن أسعار المعروضات هنا لا تزيد بل تقل كثيرًا عما تعرضه الدكاكين الثابتة.. أو الأسواق الشعبية المشهورة فى بلادنا.

■ ■ واللطيف أن كل ذلك يجرى تحت بصر السلطات المحلية التى تطارد فقط أى بروز أمام أى دكان ثابت، وتكتفى بمصادرة الموازين ثم الإفراج عنها بعد سداد المعلوم. إيه رأيكم فى هذه النوعية من المقالات.. بالذمة أليست أفضل من الكلام فى السياسة وما أدراكم متاعب ومشاكل الحديث فى السياسة؟!!.