تأملات فى أحداث العباسية

أيمن الجندي الأحد 13-05-2012 21:00

اتفقنا أن أبدى رأيى فى الأحوال الجارية، ولو لمرة واحدة أسبوعيا.

أولاً: كقاعدة أنا ضد أى مواجهة مع المجلس العسكرى، طالما لم يحتفظوا بالسلطة بعد 30 يونيو.

ثانياً: معظم المتظاهرين إنما ساقهم اليأس وعدم اكتراثهم بالحياة، ألم يكن من الأجدى أن يعطى المجلس العسكرى لكل مواطن 3 فدادين يزرعها فى الصحراء، كنت لن تجد معظمهم هنا.

ثالثاً: سواء كان ما حدث محاولة اقتحام، أو اقتراب لحد الاجتراء على وزارة الدفاع، فإننى لا أتعاطف معهم، لا تنسوا أن كل جندى فى القوات المسلحة هو مشروع شهيد، فكيف نطلب منهم أن يضحوا بحياتهم فى أى معركة مقبلة إذا أهنّاهم واقتحمنا عرينهم وكسرناهم؟.. لا أعتقد أن أى شعب فى العالم غيرنا قد فعل هذا!

لماذا يتصرف الثوار، وهم أنبل من فى الوطن بهذه الرعونة؟ يؤسفنى أن أقول لهم: إذا انتخب الشعب عمرو موسى أو أحمد شفيق فلا تبحثوا عن السبب فى تزوير الانتخابات بل إبحثوا عن أخطائكم أنتم.

رابعاً: كما تلاحظون انشغلنا باقتراب انتخاب رئيس الجمهورية، وتوارى إلى حد ما المشهد الدامى العبثى بالعباسية. يا حسرة قلوب الأمهات على من ماتوا هدراً، ونسيناهم بعد أسبوع واحد. الإشعاع السيكولوجى للجموع هو الذى جعل حياتهم تهون عليهم فى غير طائل، نصيحتى للثوار: حياتكم ليست ملككم بل هى وديعة من الله تعالى، لذلك لا تخاطروا بحياتكم إلا حينما تكون القضية واضحة تماما، ويكون الموت معناه الشهادة قولا واحدا. ثم ألا تلاحظون أن من يهيجونكم لا يخاطرون بأنفسهم ولا يحدث لهم شىء أبدا!.

خامساً: فى لحظة ما فى هذه الليلة السوداء، شعرت بإن أحداث 28 يناير ستتكرر، وفجأة وجدنا قوات الصاعقة قد اكتسحت الميدان بكل معنى الكلمة، فقط فى خلال ثلاث دقائق، وبقدر ما أسعدنى الاطمئنان على كفاءة جيشنا، فإننى لم أستطع أن أمنع نفسى من التساؤل: إذا كان جيشنا الهمام بهذه الكفاءة، فلماذا لم يظهرها فى أحداث سابقة مثل محمد محمود واقتحام السفارة؟!، ولماذا لم تظهر تلك الكفاءة فى الحد من ظاهرة البلطجة؟. ثم تذكرت أن المجلس العسكرى حينما يريد شيئا يفعله! والدليل انتخابات مجلس الشعب التى لم تشهد بلطجة!

أترانى أفرط فى سوء الظن حينما أعتقد أنهم أرادوا الفوضى فى الفترة الانتقالية حتى يستنزفونا لتمرير إعادة إنتاج النظام السابق؟. ولكن حينما اقترب الأمر من قدس أقداسهم (وزارة الدفاع) ظهرت كفاءتهم المحجوبة!.

سادساً: تذكروا هذه النبوءة: تسليم السلطة لرئيس جمهورية مدنى لن يحل المشكلة، بل ربما ستزيد الأمور سوءا، وتعم الفوضى، ما لم يأت رئيس قوى، له قلب أسد.

سابعاً: هب أن السلطة سُلمت اليوم لرئيس المحكمة الدستورية أو لرئيس الشعب،ماأدواته لحفظ النظام؟ هل ستنزل الملائكة لضبط الشارع، أم أنه سيستعين بالجيش والشرطة؟! دعونا إذن نستعيدهم ولا نكسرهم.

aymanguindy@yahoo.com