غرائب الأسماء المصرية

عباس الطرابيلي الثلاثاء 29-12-2020 02:08

المصريون - مثل معظم الشعوب - تشكل الحرف والمهن نسبة كبيرة من أسمائهم؛ إذ فى معظم هذه الشعوب نجد عائلات: الحداد، الخباز، البنا، النجار، السماك، وغيرها.. ولكننا نجد لدى المصريين عائلات تنتسب إلى حرف ليست موجودة إلا عندنا فقط، مثل: الفوال، الصايغ، الدباغ، وهكذا، بل عندنا عائلات تحتفظ بأسماء حرف انتهت أو اندثرت من حياتنا.. وربما لا يعرف من يحملها حتى الآن معناها.. ورغم أن لى كتابين فى غرائب الأسماء المصرية والعربية، إلا أن كثيرًا من القراء لا يزال يسألنى عن معنى اسم عائلته.

مثلًا: هناك عائلات تحمل اسم: الطوبجى، السرجانى، البواب، الخولى، العقاد، الحمامصى، البستانى، كما نجد عائلات: السلحدار، دويدار، الكاتب، الشوربجى، ونجد أيضًا أسماء تعود إلى أنواع من الفواكه مثل البرتقالى، قمحة، حلبة، وبلطية، والبورى، وكابوريا، وبطيخة، وكراوية، وحمص، وكمون، وفسيخ، ولا يكتفى بأرز بل نجد: الرزاز، وهكذا.

ولكننى أقف هنا عند أسماء اندثرت تمامًا.. هناك: الطوبجى وهو العسكرى المدفعجى، ومنها نجد اسم الطوابى أى القواعد العسكرية بالمعنى العصرى.. ونجد أيضًا: السياف! والعنبرى، فهل منا الآن من يتذكر العنبر.. وحوت العنبر، تلك الغدة التى توجد فقط فى نوع من الحيتان. وإذا كان السردين يكاد يختفى من حياتنا منذ أنشأنا السد العالى، الذى تسبب فى اختفاء السردين الذى كان يأتى إلى سواحلنا الشمالية من أمام شواطئ أمريكا الشمالية، ويعبر المحيط الأطلنطى ويدخل البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق طمعًا فيما كان يحمله طمى النيل من عوالق يهواها.

ورغم أن السرجة انتهت تقريبًا من حياتنا وكان يجرى فيها عصر السمسم لنحصل على زيت السيرج والطحينة، فإننا نجد أن عائلة السرجانى تعمل الآن وتتخصص فى صناعة وتجارة المجوهرات والمصوغات. بل نجد شبه اختفاء عائلات مثل الزيات لأن صناعة وعصر الزيوت تكاد تختفى، وكان من عائلات الزيات: أحمد حسن الزيات، صاحب وناشر واحدة من أفضل مجلاتنا الثقافية «الرسالة»، ومنهم محمد حسن الزيات زوج كريمة عميد الأب العربى طه حسين، وكان وزيرًا لخارجية مصر أيام حرب أكتوبر ١٩٧٣، وهى حرفة كادت تختفى رغم أن مصر عرفت عصر بذرة القطن لإنتاج الزيت الفرنساوى. وعصر بذرة الكتان لنفوز بالزيت الحار.. وإن بقى عصر الزيتون لنحصل على الزيت الطيب، زيت الزيتون وهو الأفضل غذائيًا. وأفضله ما يجرى عصره حجريًا.. وهل ننسى فيلم شباب امرأة ونجمته التى كانت تمتلك معصرة للزيت!!.

وكنا نجد فى مصر عائلات تحمل أسماء أجنبية مثل جوهر الصقلى - من جزيرة صقلية، والجريتلى، أو الكرتيلى، وأصولها تعود إلى جزيرة كريت التى كان يحكمها أيضًا محمد على باشا الكبير.. والسلانكلى الذى ينتسب إلى مدينة سالونيك اليونانية، وفى دمياط نجد عائلة القبرصلى.

■ ■ ولأن مصر كانت منطقة جذب سواء لمن يبحث عن ثروة أو عمل أو لقمة عيش، نجد فيها عائلات من الشرق والغرب، من دول عربية وإسلامية مازالت موجودة بيننا حتى الآن.. فهل نمضى ونتحدث عن غرائب الأسماء فى حياتنا.. إيه رأيكم.. والقرار لكم دام فضلكم!!.