مخترعات: أطعمة « 3D » لرواد المريخ.. والبيتزا والحلوى في المقدمة

كتب: محمد السيد علي الأربعاء 12-06-2013 19:13

ما هو طعام رواد الفضاء؟ سؤال شغل الكثيرين، منذ أن صعد السوفيتى يورى جاجارين كأول رائد فضاء فى العالم عام 1961، وأجيب عنه على مدى الخمسين عاما الماضية؛ حيث اشتملت القائمة على أشكال متنوعة من الطعام المجفف، والبذور، والخضراوات والبروتينات والسوائل التى أعدت خصيصا لتتحمل ظروف الفضاء غير العادية. لكن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» ستجرى تعديلا جذريا على تلك القائمة، حينما يتعلق الأمر بإرسال رحلات مأهولة إلى كوكب المريخ قد تمكث هناك من عام إلى خمسة أعوام.

وكان رواد الفضاء يتناولون طعامهم فى عبوات شبيهة بتلك التى توضع فيها معاجين الأسنان، وعمل العلماء على تطوير هذا النوع من الغذاء لفترات طويلة، واليوم تحتوى قائمة طعام محطة الفضاء الدولية على أكثر من 185 صنفاً من الأطعمة المختلفة منها الستيك، والجمبرى والسلطات وغيرها.

وذكرت «ناسا» فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى أنها تحتاج إلى تحسين نظم دعم الحياة لرواها على المريخ، بما فى ذلك التغذية، خلال تلك البعثات الاستكشافية الطويلة، عبر تكنولوجيا متقدمة لإعداد أغذية متنوعة توفر الاستقرار والسلامة البدنية للرواد؛ لذا لجأت لاستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الذكية، لإنتاج أغذية وأطباق رئيسية وحلوى لرواد الفضاء على سطح الكوكب الأحمر بكبسة زر فقط حدد طلبك عبر جهاز الكمبيوتر، سيخرج لك طعام شهى وساخن، وفى دقائق معدودة!.

وأضافت «ناسا» أن المقترح مثير للاهتمام، ومن أسباب ذلك قدرته على إنقاص الحمل عن سفينة الفضاء، وكذلك لإمكانية استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد فى صناعة أشياء أخرى، مثل الأدوات.

وأوضح ديفيد ستيتز، المتحدث باسم «ناسا» أن رواد الفضاء يحملون حاليا طعاما معدا مسبقا يشبه الوجبات الجاهزة التى يتناولها أفراد الجيش. ويفتقر هذا النوع من الطعام إلى النكهة، وهو معالج صناعيا بشكل كبير، مما يتسبب فى تحلل العناصر الغذائية الموجودة فى الطعام، مضيفا أن هذا النوع من الطعام يسبب مشكلة إذا امتدت الرحلة إلى سنة أو ثلاث سنوات داخل كبسولة معدنية صغيرة.

وقالت «ناسا» إنها اختارت شركة «سيستيمز آند ماتيريالز ريسيرش» للأبحاث فى تكساس، لتحصل على منحة قيمتها 125 ألف دولار، لتطوير الطابعة ثلاثية الأبعاد التى تنتج طعاما مغذيا وله نكهة تناسب رواد الفضاء، باستخدام «وصفة رقمية» تخلط الطابعات المساحيق لإنتاج الطعام الذى له تكوين وملمس ورائحة الطعام الحقيقى، بحيث يلبى الاحتياجات الغذائية لكل فرد من رواد الفضاء ويحسن صحته والأهم من ذلك يخفف من الملل والضجر.

وقال أنجان كونتراكتور، المهندس بالشركة، مدير المشروع، لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن النظام المعمول به حاليا فى الغذاء الذى يتناوله رواد الفضاء غير كاف وغير مقبول لرحلة فضائية تستغرق خمس سنوات إلى المريخ أو أى رحلات فضاء أخرى طويلة، مضيفا أن فكرة طابعة طعام الفضاء ستخرج إلى النور بنهاية العام الحالى.

وذكر ديفيد إيرفين، مدير الأبحاث فى الشركة إن وجبة البيتزا تأتى على رأس قائمة الأصناف التى تستهدفها الطابعة، وتم اختيارها لاحتوائها على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والنكهات.

وطبقا لمقترح الشركة، فإنه سيتم تخزين كل العناصر الغذائية التى ستدخل فى الوجبة، مثل البروتين والكربوهيدرات، على هيئة مساحيق فى خراطيش الطابعة، وعندما يختار رائد الفضاء الوصفة التى يريدها يتم خلط كل المكونات اللازمة فى وحدة خاصة، وتمتزج بالماء والزيت، ثم يتم تسخين الخليط ورشه على قاعدة ساخنة. ويأخذ الطعام فى التشكل، طبقة بعد الأخرى على القاعدة إلى أن يصبح جاهزا وساخنا وطازجا من الفرن رأسا.

ويقول إيرفين:« البيتزا مثال لما يمكن أن تقدمه الطابعة، ونظريا يمكن لرائد الفضاء، الذى يشعر بحنين إلى الوطن التمتع بطعام والدته، فالطابعة تمتلك القدرة على الاتصال بالأرض وتلقى تعليمات شخصية أو وصفات». ويمكن للأم تصميم كعكة على الكومبيوتر وإرسالها إلى مركبة الفضاء، بحيث يطبعها الابن أو الابنة فى أعياد الكريسماس.

شركة «سيستيمز آند ماتيريالز ريسيرش» ذكرت أن أحد دوافعها للحصول على منحة «ناسا» هو تحقيق هدف أسمى يتمثل فى مكافحة الجوع فى العالم.

وأضافت أن الطعام المطبوع يمكنه زيادة فعالية الأنظمة الغذائية على الأرض، من خلال إنهاء وجود الفضلات، وتسهيل تخزين ونقل المكونات الغذائية. كذلك تتصور الشركة طباعة الطعام لأفراد الجيش وهو ما من شأنه خفض الإمدادات والمؤن.

فى المقابل، حذر خبراء من النظر إلى التكنولوجيا كحل لكل مشاكل العالم الغذائية. حيث قال جوين كريبك، مدير سياسات الأمن الغذائى والجوع فى منظمة «أوكسفام أميركا» للإغاثة الإنسانية: «لا توجد تكنولوجيا ذهبية قادرة على حل كل مشكلات الجوع».