تقرير لـ «يونسكو»: قطاع الثقافة سيفقد 10 مليون وظيفة بسبب «كورونا»

كتب: سحر المليجي الثلاثاء 22-12-2020 12:21

أعلنت منظمة اليونسكو في تقرير لها أمس، أن قطاع السينما وصناعة الأفلام، سيسجل خسارة عشرة ملايين وظيفة خلال عام 2020 الجاري، بسبب أزمة كورونا، جاء ذلك في تقريرها حول «التدابير التي اضطلعت بها الحكومات للآثار التي ألحقتها أزمة كوفيد-19 بقطاع الثقافة والعاملين».

وقالت اليونسكو في دراستها، إن البيانات التي جمعتها المنظمة وأوردتها في وثيقة توجيهية جديدة تؤكد تسبب ازمة كورونا في «اجحاف تجاوز التوقعات».

وأضاف التقرير، أن ثلث المعارض الفنية قد قلل عدد الموظفين بمقدار النصف، وأنه في حال استمرار وضع الإغلاق بقطاع الموسيقي، فإن الخسارة المالية ستصل إلى 10 مليارات دولار ومن المتوقع أن ينكمش سوق النشر العالمي بنسبة 7.5 ٪ .

كانت اليونسكو، قد قامت بعمل ورقة بحثية بعنوان «الثقافة في أزمة: دليل رسم السياسات الكفيلة بتعزيز مرونة قطاع الابداع»، وذلك بعد صدور قرارات بغلق ابواب دور السينما والمسارح والمكتبات، حيث اهتمت الورقة بتقديم دليل عملى يعين الحكومات على تذليل التحديات التي تواجه الفنانية والعاملين في مجال الثقافة اثناء الجائحة، فضلا عن تقديم النصائح الخاصة بتعزيز مرونة الصناعات الابداعية في المستقبل.

ومن جانبها قالت اودرى ازولاي، المديرة العامة لليونسكو، ان قطاع الثقافة يعمل تحت مظلته 30 مليون وظيفة، مؤكدة ان هذا القطاع ساعد على تخطى الازمة، وانه علينا اليوم مساعدته والابقاء على جوهر قوته المتمثل في التعددية.

ورصد التقرير أن كثير ما يحظى العديد من الفنانين بفرص توظيف غير رسميّة ويُهمّشون، وأن النساء يشغلن نسبة أعلى من الوظائف غير المستقرة في قطاعي الفنون والثقافة، وأنهن معرضات بصفة خاصة لانعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما يفرض أهمية اتخاذ إجراءات هادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين في ميادين عملها، وتقترح من هذا المنطلق 15 تدبيراً أساسياً للتصدي لتأثير كوفيد-19 على قطاع الثقافة.

واوضحت الورقة البحثية، الأنماط الرئيسية الثلاثة التي يمكن للحكومات حول العالم اتخاذها اليوم، وهي: تقديم الدعم المباشر للفنانين والعاملين في مضمار الثقافة، وتقديم الدعم غير المباشر للصناعات الثقافية والإبداعية، والنهوض بالقدرة التنافسية للصناعات الثقافية والإبداعية. وعلى سبيل المثال، أنشأت أوروغواي وزيمبابوي صناديق لمساعدة الفنانين، وقدّمت الفلبين مساعدات مالية فردية للمئات من العاملين في مجال الثقافة ممن تضرروا من قيود الحجر الصحي. ومن جهتهما، اضطلعت ألمانيا والإمارات العربية المتحدة بطلب وشراء أعمال فنية في خطوة منهما لإغاثة الفنانين وتزويدهم بمصدر دخل.

وأكد التقرير أنّ 46٪ من عدد السكان في العالم غير متصلين بالإنترنت (5)، الأمر الذي يحرم شخصاً واحداً تقريباً من بين كل شخصين من الاطلاع على الثقافة والفنون في خضم فترة الحجر الصحي لوباء كورونا .

ومن بين التدابير التي اتخذتها اليونسكو للتصدي للجائحة، استهلّت المنظمة عملية رصد ومتابعة دولية يتمثل الهدف منها، ضمن أمور أخرى، في تقييم تأثير كوفيد-19 على قطاع الثقافة باستخدام أداة تتجلّى في هيئة نشرة أسبوعية بعنوان «الثقافة وكوفيد-19: آثار واستجابات». وأقامت المنظمة أيضاً حواراً عالمياً بحضور ثلة من المهنيّين والفنانين، فضلاً عن أكثر من 220 حلقة نقاش ضمن حركة «صمود الفن» في أكثر من 75 بلداً، وتتضمن هذه الفعاليات سلسلة من المشاورات مع وزراء الثقافة، والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وساهمت هذه البيانات كافة في تشكيل المرجعية لصياغة دليل موجه لصانعي القرار.