حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من الدعوات الإرهابية لتنظيم «داعش» التي تحث عناصرها وذئابها المنفردة على شن هجمات إرهابية في أعياد الميلاد، حيث دعا التنظيم في رسالة عرفت باسم «الغلظة على الكفار» إلى شن هذه الهجمات في أعياد الميلاد المقبلة بعد أيام.
وقال المرصد اليوم السبت: إن التنظيم اعتاد على نشر مثل هذه الدعوات التي تهدف إلى بث الرعب بين المجتمعات الأوروبية في مثل تلك الأوقات، حيث سبق أن دعا التنظيم عناصره إلى شن هجمات إرهابية في أسبانيا، ووثق ذلك في إصدار له تحدث فيه عناصره باللغة الأسبانية.
وأشار المرصد إلى أن التنظيم عادة ما يبث مثل هذه الدعوات بهدف بث الحماس في نفوس عناصره، ولا سيما ما يعرف بـ «الذئاب المنفردة» منهم وبخاصة في المجتمعات الغربية، إلا أن توقيت إصدار هذه التهديدات يختلف عن الأعوام السابقة بسب تنفيذ التنظيم لثلاث عمليات إرهابية استهدفت كلًّا من فرنسا والنمسا في أكتوبر ونوفمبر من هذا العام، وهو ما يعطي انطباعًا بأن التنظيم عاد مرة أخرى إلى الاعتماد على ذئابه المنفردة في تنفيذ عمليات إرهابية باستخدام الأسلحة الخفيفة أو الدهس وغيرها.
وأوضح مرصد الإفتاء أن التنظيم سبق له أن نفَّذ عمليات إرهابية خلال أعياد الميلاد في أعوام سابقة، ففي ديسمبر 2016 نفذ التنظيم هجومًا إرهابيًّا استهدف به سوقًا بالعاصمة الألمانية برلين؛ مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 50 آخرين. كما تمكنت السلطات النمساوية في العام نفسه من إحباط هجوم إرهابي كان يعد له «داعش» عبر ثلاثة شبان تأثروا بأيديولوجية التنظيم، وكانوا يسعون لشن هجمات إرهابية على سوق في العاصمة النمساوية فيينا.
كما أصدر التنظيم في عام 2017 ما عرف بـ«دليل الذئاب المنفردة»، وهو مكون من (17) عنصرًا يتحدث فيه عن كيفية عمل عناصره في أوروبا بهدف شن هجمات إرهابية مروعة خلال أعياد الميلاد.
وأكد المرصد أن القضاء على تنظيم داعش في منطقة ما لا يعني القضاء نهائيًّا عليه، خاصة أن التنظيم له عناصر تتبعه من كافة المجتمعات، وهو ما يعني أن التنظيم قادر على شن هجمات مروعة في أي مكان، خاصة مع ما يعرف بـ «ظاهرة العائدون من داعش» الذين يشكلون تهديدًا مستمرًّا لمجتمعاتهم، خاصة أن الكثير من التقارير والدراسات أكدت أن عناصر منهم لا يزالون على صلة بالتنظيم وأفكاره.
وفي السياق ذاته، يسعى التنظيم في الوقت الحالي إلى العودة مرة أخرى مع تزايد قوته في معاقله التقليدية بالعراق وسوريا، وتصاعد عملياته بشكل ملحوظ في القارة الأفريقية، مما قد يعطي دفعة معنوية لعناصره في المجتمعات الغربية بتنفيذ هجمات إرهابية محتملة، وهو ما أكدته تقارير أوروبية صدرت في الأشهر الماضية تحدثت عن أن التنظيم قادر على أن ينفذ عمليات إرهابية في أوروبا.
ورصدت هذه التقارير الإصدارات الداعشية وغيرها من الدعوات التحريضية التي تستهدف أوروبا بالأساس، ومما يؤكد تلك الفرضية نجاح السلطات الروسية في نوفمبر من هذا العام في إلقاء القبض على عناصر كانت تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة «موسكو» وكشفت السلطات أن هذه العناصر عملت أيضًا على جمع الأموال وتجنيد أشخاص آخرين.