القبول، أو الرفض للأشخاص قد يبدأ بصورة، ولذلك يستعين السياسى بالذات، بطاقم من المساعدين لتحسين صورته لدى الجماهير.. وهذا موجود فى كل الدول: ديمقراطية، أو ديكتاتورية.. أى «منهم» من يقوم بتصويره - فى أحسن حال - وأفضل ملابس.. أو «قصة شعر»، بل ويختار له نوع البسمة التى يجب أن يظهر بها أمام الإعلام والكاميرات.. ولذلك يقوم معاونو هذا الشخص بالاتصال بالصحف ووسائل الاتصال والميديا لتحديد الصور التى تنشر مع أخبار ونشاط السياسى الذى يعمل لحسابه.. بل ويصل الأمر إلى حد إعدام غيرها من الصور.. والهدف هو أن يظهر هذا السياسى فى أحسن شكل أو صورة.. بعد أن يحسن اختيار ما يرتديه من البدلة والقميص وربطة العنق. وكنا نجد ذلك زمان، سواء بين الباشوات والوزراء وكبار المسؤولين، وبالطبع كبار المسؤولين كان بعضهم يصر على أن يوقع بيده على الصور التى يختارها لتنشر مع أخبارهم.. بالذات فى الصفحات الملونة.
وإذا كان الفنانون يصرون على ذلك بحكم أنهم ممن يحبهم الناس.. وأنهم نجوم، رجالا قبل نساء، وكانوا يدفعون كثيراً للمصورين.. فإن رجال الساسة والسياسة - أيضاً - كانوا يعمدون إلى مثل ذلك، وكان بعضهم يتصلون بالصحف «ويدفعون.. أيضاً» من أجل تحسين صورهم أمام الجماهير وأمام الساسة وحتى المرشحين لأى انتخابات.. ونتذكر أن مرشحى الرئاسة يجب أن يخضعوا لعمليات تجميل.. ونتذكر هنا تلك المواجهات أمام وسائل الإعلام.. ونتذكر كيف تم إظهار أحد الرؤساء بصورة ليبدو أكثر شباباً فى الحوارات التليفزيونية، من قميص مفتوح.. أو حتى «تيشيرت» تماماً كما نصحوا الممثل الهزلى الشهير شارلى شابلين بأن يقبّل أى طفل ولو فى الشارع ليظهر أنه ذو قلب رحيم!!
نقول ذلك لأن مثلاً.. مثلاً: الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات الجديدة، غالباً ما تظهر صورته فى الصحف وهو متجهم وكأنه يحمل هموم الكرة الأرضية كلها، وليس فقط هموم ومشاكل إسكان المصريين.. ولن أردد هنا أن بعض مسؤولينا - كانوا زمان - لديهم من يحسن اختيار صورهم التى تنشر لهم مع نشاطهم فى الصحف.
■ ■ ولكننى أيضاً لن أنسى صورة البرلمانى سيد جلال، أشهر مرشح برلمانى فى دائرة باب الشعرية الشهيرة، عندما أراد العودة إلى البرلمان أيام عبدالناصر.. ارتدى الجلابية التى كان يرتديها عندما كان مجرد «شيال لعربة كارو» فى بداية مشواره.. وجاء بعربة كارو بحمار ووضع علامة العربجى النحاسية على صدره وهو يطوف بشوارع الدائرة وهو يهتف قائلاً: سيد جلال.. رجع يا رجالة.
وفاز بمقعد الدائرة.. من جديد!! وتلك مزايا العودة إلى الأصل!!