يوميات أسبوع

أيمن الجندي الجمعة 18-12-2020 01:06

الجمعة: توجد صفحات كثيرة على مواقع الاتصال الاجتماعى تنشر أقوالًا للصديق الراحل (د. أحمد خالد توفيق)، أعرف من أول نظرة أنها ملفقة ولم يكتبها صديقى على الإطلاق. هذه أشياء لا يجادلنى فيها أحد، لأننى أعرف الشىء الأصلى لخالد، أو الذى يمكن أن يكتبه، أعرف أفكاره وأسلوبه وطريقة جده وطريقة مزاحه. وهذا وضع طبيعى بالنظر لرحلة العمر التى تشاركنا فيها، وجعلتنى أعرف كل شىء عنه!.

فى البدء كنت أندهش جدًا! وأرد على من يشاركها بأنها (ملفقة)!، خصوصا تلك المكتوبة بطريقة المواعظ الدينية!.. خالد كان يكتب بحس إنسانى رفيع وليس بذهنية دينية!. والمضحك أنهم كانوا ينشرون باسمه مواعظ، حتى الشيخ شعراوى لا يقولها بهذه الطريقة!.. وكنت أتساءل فى نفسى: لماذا يكذبون؟.

ثم بدأت أفطن إلى التشابه الكبير بين هذا التلفيق والتلفيق الواسع لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم!، طبعا لا أقصد المقارنة بين سيد البشر وبين واحد من أتباعه (عسى أن تناله وينالنا شفاعته)! ولكن خالد مشهور ويحظى بقبول واسع! وكتاباته تنتشر بين قطاعات عريضة من الشباب! هكذا بالتأكيد يفكر الملفقون: فلماذا لا نستغل اسمه فى إشاعة الفضيلة ونكسب ثوابًا بالمرّة؟!.

■ ■ ■

هكذا فعل بعض حسنى النية مع أحاديث النبى، صلوات ربى وسلامه عليه!، لم يردعهم أن الحديث الوحيد المتواتر فى لفظه برواية أكثر من ستين صحابيًا هو (من كذب علىَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)! تخيلوا! الحديث الوحيد المتواتر لفظًا! أقوى حديث سندًا على الإطلاق من كل أحاديث الرسول يكون بالتحذير الرهيب من الكذب على مقام النبى!.

كان من المفروض أن يردع هذا أبسط إنسان لديه مثقال ذرة من العقل ومن العاطفة الدينية! لكن تصوروا ماذا حدث؟ قالوا: نحن نكذب له لا عليه. وراحوا يلفقون الأحاديث فى فضائل السور!

خالد لم يمض على وفاته عامان- رحمه الله- ومع هذا انتشر الكذب الفاضح عليه! لكم أن تتخيلوا ما حدث بالنسبة للمقام النبوى عليه الصلاة والسلام. أقولها لهؤلاء الذى يعتقدون أن الحديث يهيمن على القرآن! فهل يعلو بشر على خالقه؟!.

■ ■ ■

السبت: سألتنى: (هل يكفى أن نريد شيئا بشدة حتى يتحقق؟). خبرتى فى الحياة من تجاربى الشخصية ومِن تأمل تجارب مَن حولى، أن كثيرًا من الأشياء التى أردناها سوف يحققها لك الله قبل أن تنتهى حياتك. باستثناء الشىء الذى تريده بشدة! الشىء الذى ستصبح به حياتك جنة! الشىء الذى لو تحقق سيجعل قلبك يقف من الفرحة! هذا الشىء لن يتحقق فى الغالب مهما فعلت!.

تفسيرى لذلك أن الحياة ليست هى جنة الخلد التى يدخلها المتقون جزاء على سعيهم فى الحياة الدنيا. وبالتالى، يجب أن يكون هناك نقصٌ! شىء تفتقده! شىء تشعر كلما تذكرته بغصة فى القلب. هذه هى طبيعة الحياة الدنيا.

(نكمل غدًا).