قالت الفنانة سهير البابلي، إن مسلسل «قانون سوسكا» عرض عليها منذ عامين، إلا أنها فضلت تأجيله لحين ادخال بعض التعديلات عليه، مشيرة إلى أن المواضيع الدرامية يتم طرحها في وقت غير مناسب، موضحة أن هناك فقر في الإنتاج الحكومي، مطالبة المسؤولين بضرورة التدخل وتبني أعمال راقية، موضحة أن رمضان المقبل سيكون موسمًا جيدًا يتضمن أفكارًا جديدة، مبررة ذلك بأن الذين يعملون في صناعة الدراما حاليًا هم عشاقها، وإلى نص الحوار.
■ بعد 5 سنوات من الغياب ما الذي دفعك لقبول مسلسل «قانون سوسكا»؟
- ابتعدت عن التمثيل فترة طويلة، وعدت منذ 5 سنوات مع مسلسل «قلب حبيبة»، وبعده بدأت رحلة البحث عن عمل كوميدي يسعد الجمهور، ومنذ عامين عرض على سيناريو «قانون سوسكا»، وتم تعديله بالشكل الذي يرضيني، وأقدم من خلاله كوميديا صريحة لأول مرة ولكن بحس سياسي، لأنني في الأساس كوميديانة سياسية، وأعتقد أن دور الفنان في وقتنا الحالي هو أن يسعد المشاهد ويبعده عن الجو العام للبلد، ويكسر حدة القسوة التي تفرضها الحياة على الجميع.
■ هل كان لك شروط قبل الموافقة على المسلسل؟
- نواجه أزمة في النصوص الدرامية بعد رحيل جيل العمالقة، وآخرهم أسامة أنور عكاشة، فالسيناريوهات سيئة وتحتاج إلى تدخلات من الممثل بحكم خبرته، و90 % من النصوص لا يتم تنفيذها حرفيا، وخلال جلساتي مع ربيع فرج كاتب السيناريو أضفت بعض التفاصيل للشخصية.
■ كيف تجدين العمل مع المخرج مازن الجبلي؟
- مازن مخرج مثقف ولديه إمكانيات كبيرة، ويتمتع بحس كوميدي عال، كما أن له رؤية أحترمها وإلا ما كنت تعاملت معه لأنني في سن لا يسمح لي بالمغامرة بتاريخي وجمهوري.
■ هل تم اختيار فريق العمل تحت إشرافك؟
-طبعا، واخترت عزت أبوعوف وشيرين، وفخورة بهما جداً، لأنهما قمة فى الأخلاق والإنسانية، فمثلا عزت أبوعوف إنسان متواضع وفنان تلقائي، أما شيرين فعشرتها حلوة ومواعيدها في منتهى الدقة، وتبهرني بإيفيهاتها التلقائية.
■ ما تفسيرك لعودة نجمات مثلك ومثل سهير رمزى للساحة الفنية بعد فترة غياب؟
- نحن نعود لنؤكد للجميع رسالة مهمة وهي «لا حياء فى التمثيل ولا حياء فى الدين»، وليس كل شىء حراما وعيبا، الدنيا لا يمكن إغلاقها وإلا فليعش الجميع بالصحراء، فالتمثيل والغناء والباليه ليست عيبا، ولكن المهم تقديم فن راق وجيد، وفى النهاية الفن القبيح يعترض عليه الجميع ولا نقبله لأنه يسىء لمصر بأكملها.
■ ما الأزمات التى تعانى منها الدراما المصرية من وجهة نظرك؟
-اختيارنا للقصص والموضوعات التي يتم طرحها غير مناسب للوقت الحالى، كما نعاني من فقر فى الإنتاج الحكومى، وأطالب المسؤولين بضرورة التدخل وتبنى أعمال راقية.
■ ما هى توقعاتك للموسم الدرامى الرمضانى؟
-عدد المسلسلات قليل لكن ذلك ليس أساس التقييم، فالمهم بالنسبة لى القيمة الفنية والرسالة التى تقدمها، وأتوقع أننا سنشهد موسما جيدا يتضمن أفكارا جديدة، لأن الذين يعملون فى صناعة الدراما حاليا هم عشاقها لكن التجار ابتعدوا عن الساحة خوفا من خسارة أموالهم.
■ هل تتابعين المسلسلات التى تعرض فى رمضان؟
-لا أتمكن من متابعة الأعمال، ولكن أسعى لتكوين فكرة عامة عنها، ففي رمضان أحرص على التقرب إلى الله وممارسة عباداتي والجلوس مع أحفادي وابنتي.
■ ما تفسيرك لكثرة الدعاوى القضائية المرفوعة على بعض المسلسلات؟
-ليس لها أى قيمة أو تأثير، والجانب الإيجابي فيها أنها تزيد من كراهية الناس للإسلاميين، فأنا أرفض أسلوبهم الذي يعتمد على السب والتطاول على الآخرين، لأنه لن يأتي بنتيجة بل يسىء لأصحابه ولمصر.
■ هل تشعرين بالخوف على الفن من وجود الإخوان فى الحكم؟
- إطلاقا، فالفن الهادف قادر على الوقوف أمام الإخوان، ولن يتمكنوا من التأثير عليه، وسنستمر في تقديم رسالتنا مهما كانت الضغوط، وأنا ضد الإقصاء والعنف والأوامر الصارمة، ويجب أن تكون هناك مساحة للحوار وتبادل الآراء لندرك أين الصواب وأين الخطأ؟، لكني تأكدت بمرور الأيام أننا خسرنا مع الإخوان بعد أن كنا نظن فيهم الخير ولم نجده.
■ ومتى تعودين إلى السينما؟
-منذ فترة طلبني أحمد حلمى والمخرج شريف عرفة للمشاركة في فيلم معهما، ولكن حتى الآن لم يدخل العمل حيز التنفيذ ولم يخبرني أحد بموعد التصوير رغم حصولي على مقدم عقدي، وأعتقد أن وضع السينما سيئ جدا بدليل اتجاه عادل إمام إلى التليفزيون وهو نجم سينمائي كبير.
■ وماذا عن المسرح ومشاكله؟
-المسرح انقرض من قبل الثورة بعامين، ويعاني من الإفلاس في النصوص والممثلين، لذلك ابتعدت عنه، بالإضافة إلى اتجاه منتجي المسرح لتقديم أعمال رخيصة المحتوى لمجرد تحقيق المكسب المادي وأتمنى من مسؤولي البيت الفني للمسرح أن يبحثوا عن أفكار جديدة.
■ كيف ترين الأزمة الأخيرة للمبدعين مع وزير الثقافة علاء عبدالعزيز؟
-أقول لمن يمتلك سلطة إصدار القرارات سواء كان رئيسا أو وزيرا إذا أردتم عزل أشخاص من مناصبهم لا يجب أن تكون الأمور بهذا الأسلوب، «حرام عليكوا ربنا قال ماتخضوش حد وإحنا عمالين نتخض من أول ما مستكوا البلد»، ورغم أن الإخوان متدينون لكن الدين ليس بهذه الطريقة، فيجب أن تجمعنا لغة حوار وتفاهم إذا أرادوا الاستمرار، فالعناد لن يأتي بأي نتيجة مع المصريين، وأقول لوزير الثقافة «يا تقول قرارات عادلة ليس فيها أي مساس بمصر يا تتفضل تمشى».
■ بعد عامين من الثورة كيف ترين الوضع فى مصر حاليا؟
- مصر «بتشحت» من بلاد صغيرة تتعامل معنا بتعال ولا نحصل على شىء فى النهاية، وأصبحنا فاشلين حتى فى «الشحاتة»، ولم نحصد أي مكاسب بعد الثورة، والإسلام لم يكن بهذه الطريقة، والحكم الإسلامى ليس بالابتسامة وقلة الكلام، ولا بالمستشارين والحراس، ولكن بالنزول إلى الشارع وسماع الآخرين، و«يا ريتك يا ريس استمريت على فتح ذراعيك كما فعلت وسط الملايين فى الميدان»، لذلك أنا حزينة عليك وعلى وصول مصر لهذه المكانة.
■ معنى هذا أن الشعب أخطأ باختياره الإخوان؟
-بالتأكيد، وأنا حزينة على فقر المصريين والحال الذى وصلنا إليه.
■ وما رأيك فى شعار الإخوان «الإسلام هو الحل»؟
-هم يتاجرون باسم الدين، وأقول لهم أنتم مصريون ولستم يهودا وأرجوكم لا تفرحوا بصداقة أشخاص على حساب مصر، وأقول للرئيس «أنا لا أكرهك»، ولكنى ضد الأفعال والأوامر التى تنفذها لصالح آخرين أنت تعرفهم جيدا، فرأيك يتغير 10 مرات فى الثانية، والقوانين تتغير، وأتمنى أن تستمع إلى النخبة المثقفة ولأشخاص تفانوا فى حب مصر ولا تستمع لجماعتك.
■ ما رأيك فى الدور الذى تلعبه المعارضة فى الشارع؟
-لست راضية عن المعارضة، وأتمنى أن تدرك أهدافها وتحاول الوصول إليها بعيدا عن المصالح والأهواء الشخصية.
■ ما رأيك فى حركة تمرد؟
- أؤيدها، لكن 7 أو 8 ملايين عدد قليل وقعوا على «تمرد» لا يكفى لسحب الثقة، لذلك نحن نريد الوصول إلى 50 مليون توقيع حتى نجبر الرئيس مرسى على الاعتراف بخطئه ويترك الرئاسة.
■ وما هى رسالتك للرئيس محمد مرسى؟
-أقول له هل أنت الرئيس أم الجماعة كلها يشاركونك الحكم؟، لماذا تكرهون عبدالناصر والسادات ومبارك، تكرهون حتى أنفسكم؟ وأقول له اعدل وذاكر مشاكل بلدك وافهم الإسلام، فأنت تعرضت وجماعتك للظلم لكنكم لم تتعظوا وانقلبتم إلى وحوش بمجرد وصولكم إلى السلطة.
■ وما هي توقعاتك ليوم 30 يونيو؟
- خائفة من هذا اليوم، وأتمنى ألا تحدث أى مشادات أو اشتباكات وأن تعود الأمور إلى طبيعتها وتعبر مصر هذه الأزمة بسلام.