من التجمع الخامس إلى الحي العاشر إلى صفط اللبن ونزلة المعتمدية وشبرامنت، تنتشر ملاعب لكرة القدم الخماسية الشعبية على مساحات ومواقع متباينة، لكنها في النهاية ترضي رغبات عشرات الآلاف من المواطنين الذين يبحثون عن ممارسة الرياضة ولكنهم لا يجدون مكانا ملائما سوى هذه الملاعب لممارسة الرياضة المفضلة.
هذه الملاعب الشعبية التي لا يعرف الناس عنها الكثير من المعلومات تحولت بمرور الأيام إلى نشاط اقتصادي احترافي لبعض رجال الأعمال والأفراد العاديين الذين وظفوها لصالحهم في إطار بيزنس تجاري واقتصادي له أسس يمكن أن تندرج في يوم من الأيام في إطار كيانات مؤسسية وشركات اقتصادية يعمل بها العشرات.
قال الدكتور أحمد عكاشة، الذي يدير ملعب لكرة القدم في التجمع الخامس: «ملاعب الكرة الخماسية بدأت في الظهور منذ 5 سنوات في المناطق الراقية مع ارتباطها برغبة مجموعات من الشباب في ممارسة كرة القدم بشكل جماعي مع وجودهم في مناطق مختلفة قبل أن تنتشر بشكل كبير في الكثير من المناطق الشعبية».
وأضاف «عكاشة» أن هذا النشاط تحول بمرور الوقت إلى بيزنس خاص لأصحاب هذه الملاعب، لكنه يختلف من حيث السعر والرواج بين منطقة وأخرى، فمثلا في التجمع الخامس وزهراء مدينة نصر والمعادي تتراوح ساعة التأجير بين 150 و200 جنيه، فيما تتراوح في الهرم وبولاق الدكرور ومنطقة صفط اللبن بين 70 و80 جنيها للساعة.
وقال إن تكلفة إدارة ملعب خماسي لكرة القدم تختلف من منطقة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال فإن التكلفة الشهرية في التجمع الخامس تصل إلى 7 آلاف جنيه مقسمة بين 5 آلاف إيجار ملعب وألف جنيه للحارس ومثلها لفاتورة الكهرباء لكنها في منطقة مثل صفط اللبن قرب الدائري تصل إلى أقل من 4 آلاف جنيه فقط.
وأضاف أن حدة المنافسة بين ملاعب كرة القدم وانخفاض الدخل دفعا أصحاب هذه الملاعب لتنظيم حملات تسويقية لدى البنوك والشركات تمنح العاملين فيها خصومات تصل إلى 25% أو أكثر في حال الالتزام بتعاقد سنوي مع صاحب الملعب الخماسي وهو ما يضمن له على الأقل دخلا ثابتا يستخدمه في تغطية التكلفة الثابتة.
وقال محمود شعبان الذى يدير ناديا قرب دائرى صفط اللبن: «كثرة الملاعب الشعبية مؤخرا بشكل كبير مع تحويل الكثير من الناس لمساحات يمتلكونها لملاعب شعبية- تسببا في حدوث مضاربات على الأسعار لدرجة جعلت سعر الساعة في المنطقة يصل إلى 50 جنيها، وهو مبلغ قليل مقارنة بساعات التشغيل».
وأضاف أن انقطاع الكهرباء الذي يعاني منه البلد حاليا بدأ يؤثر على قدرات أصحاب هذه الملاعب؛ فبعد أن كنا نجدول مواعيد الحجز نواجه مشكلة في موسم الصيف الحالي بسبب الانقطاع، وفضلا عن أنه يقلل العائد ويربك الجدول فإنه يثير بعض المشاكل بين الحاجزين وإدارات النوادي.