انتهت المعركة الانتخابية فى نقابة الصحفيين بنتيجة أقرب للتوقعات المبدئية، وبإنجاز حضور غير مسبوق لأعضاء الجمعية العمومية، وهو الإنجاز الأكبر الذى يستحق البناء عليه لتكون حالة الحضور تلك حالة دائمة ليس فقط فى مواسم الانتخابات، ولكن فى متابعة القضايا الحيوية للصحفيين، ومتابعة أداء مجلس النقابة والنقيب.
من حق أنصار الزميل ضياء رشوان أن يهتفوا: «عاش كفاح الصحفيين» لكن المفترض أيضاً أن تكون لديهم قناعة كافية أن الأستاذ مكرم محمد أحمد جزء من هذا الكفاح بشكل أو بآخر، وأنه لم ينجح فقط بسبب دعم حكومى كان واضحاً، بقدر ما كان تاريخه الشخصى ورقة رابحة أيضاً فى المنافسة،
ومن حق أنصار النقيب الفائز أن يفرحوا بانتصارهم، لكن المفترض كذلك أن تكون لديهم قناعة بأن فرحتهم الكبيرة تلك سببها الرئيسى والمباشر هو المعركة الكبيرة التى خاضها الزميل رشوان وأنصاره، وأن هذه المنافسة الكبيرة هى التى منحت لتلك الانتخابات قوتها وحضورها وفرضتها على الأحداث، كما منحت لأنصار مكرم هذه الفرحة والإحساس الكبير بالإنجاز والانتصار.
من حق ضياء رشوان أن يتلقى شكراً من الجمعية العمومية على خوضه الانتخابات بجدية تليق بمرشح على مقعد نقيب الصحفيين.. وبدون هذه الجدية والحماس والإصرار على النجاح، ما كانت هناك معركة، ولمرت انتخابات نقيب الصحفيين بشكل باهت دون أن يشعر بها أحد أو يقبل عليها الصحفيون بهذه الصورة غير المسبوقة.
من واجب ضياء رشوان و1561زميلاً من أنصاره ألا يلوموا زميلاً منح مكرم محمد أحمد ثقته وأعطاه صوته، سواء عن قناعة حقيقية بالرجل وتاريخه وما يطرح فى برنامجه، أو فعل ذلك مجاملة لصديق، أو استجابة لرئيس عمل، أو حتى خوفاً منه، فالحقيقة أن للتصويت حسابات شخصية جداً لا يقدرها ولا يثمنها إلا صاحبها،
وإذا كان هناك من منح صوته لمكرم دون قناعة كاملة، ففى المقابل هناك من أعطى صوته لضياء لأسباب شخصية جداً ولا علاقة لها ببرنامجه، فلا يليق أن نكون صحفيين ننادى بحرية الرأى واحترامه ثم نلوم من يختار الجانب الآخر ونسفه اختياره، فكما أن «لا» حرية اختيار.. فـ«نعم» أيضاً حرية اختيار، وكما أن لـ«لا» حسابات.. فـ«نعم» أيضاً مبنية على حسابات ذات تقدير ووجاهة عند صاحبها.
يستطيع ضياء رشوان أن يبنى على ما حدث أمس الأول لمعركة قادمة بعد عامين، ويستطيع أن يواصل جهوده الجدية، ويزيد من تواصله مع أعضاء الجمعية العمومية، وألا يعتبر ما حدث وكأنه مرحلة عابرة، خاصة أن لديه فى برنامجه نقاطا ذات وجاهة، خاصة تلك المتعلقة باستغلال رشيد لموارد النقابة، والضغط لنيل حقوقها المالية لدى الدولة والمؤسسات الصحفية، ومنح النقابة استقلالاً مادياً حقيقيا يكفيها ويكفى أعضاءها، ويبتعد بها عن التدخلات والتأثيرات الحكومية.
ومن واجب الأستاذ مكرم محمد أحمد أن ينظر لزميله ضياء رشوان كونه الرجل الذى حظى بثقة ما يقرب من ثلث الجمعية العمومية، ومنح معركته الأخيرة طعماً مختلفاً، وأن يكون نقيباً لجميع الصحفيين وفى المقدمة منهم 1561زميلاً منحوا أصواتهم لرشوان.
من مصلحتنا جميعاً أن يكون لدينا عشرات المرشحين المتمتعين بالجدية والكفاءة والجاهزية لخوض انتخابات النقابة، بما يسمح بإفراز مستمر للكوادر النقابية القادرة والمؤهلة لرعاية مصالح الجماعة الصحفية، ولذلك فقط لا بد أن نشكر ضياء رشوان.
sawyelsawy@yahoo.com