أصدر الأدباء والمثقفون والفنانون المعتصمون بمقر ديوان عام وزارة الثقافة، بيانًا جديدًا في ثالث أيام اعتصامهم داخل مكتب علاء عبد العزيز، وزير القافة، اعتراضًا منهم على ما وصفوه بأنها «محاولات لأخونة وزارة الثقافة وإقصاء المبدعين واستبدالهم برجال الإخوان المسلمين»، وذلك على خلفية عدة قرارات أصدرها الوزير منذ توليه مسؤولية الوزراة في 7 مايو الماضي، وأشار البيان الذي صدر مساء الجمعة إلى أن «الوزير يستخدم بيوت الله لإلقاء ادعاءات وتهما مرسلة كما يفعل رئيسه الذي اختاره».
جاء في نص البيان أن «المعتصمين بمقر وزارة الثقافة يعتبرون أن ممارسات الدكتور علاء عبد العزيز بمسجد رابعة العدوية، الجمعة، دليل قاطع على طبيعة الدور الذي يلعبه، والفتنة التي يسعى لتأجيجها بين الشعب المصري ومثقفيه ومبدعيه، مستخدماً بيتاً من بيوت الله المقدسة للاحتماء من سهام الغضب المتصاعد ضده وضد لنظام الذي أفرزه، ويرى معتصمو وزارة الثقافة أن (عبد العزيز) سار على درب من عينه في استخدام بيوت الله كواجهة للدعاية لنظام سياسي فقد مصداقيته، وحنث بوعوده ولم يرع أمانة استأمنه الشعب عليها».
وشدد المعتصمون في بيانهم على أن «الاستقواء بتنظيمات وجماعات الإسلام السياسي لن ينجح في إرهاب عقول مصر التي تصدرت المشهد في أيام الثورة الأولى وما زالت ترفع راية الوطن الحر والدين السمح والعقل المستنير، ونؤكد أنه لن ترهبنا قطعان تساق دونما وعي أو عقل».
وذكر البيان أن المعتصمين يرفضون «محاولات ( عبد العزيز) توزيع الاتهامات بالفساد على رموز مصر الأدبية والثقافية والفنية، معتبرين هذه الادعاءات محاولة لاستخدام ذات الأسلوب الذي يلجأ إليه رئيسه الدكتور محمد مرسي بأحاديث مرسلة عن فساد و فاسدين لا تعدوا إلا فرقعات في هواء حكم خاو من أي موقف أو رؤية، وإن كان هناك من يملك مستندات فساد فليعلنها بدلاً من إطلاق الشائعات في بيوت الله».
وأشاد المعتصمون، في بيانهم، بالجهات التي تساندهم، موجهين لهم الشكر وهم «مبدعي مصر في أسوان، الأقصر، دمياط، الإسماعيلية، السويس، الإسكندرية، طنطا، المنصورة، قنا، الغردقة»، إضافة إلى «الجمعية الوطنية للتغيير»، وأحزاب «الدستور، الناصري، المصريين الأحرار، التحالف الاشتراكي» و«حركة التيار الشعبي والسفير يحيى نجم».
واختتم المعتصمون البيان بقولهم إن «اعتصامنا أوشك على إنهاء يومه الثالث، والقضية لم تعد مواجهة بين مثقفين ووزير، إنما تحولت إلى معركة تحرر بين عقول مصر وشعبها، في القاهرة والأقاليم، وبين نظام حكم فاشي يسعى لشق الصف الوطني تارة باستخدام الدين، وأخرى بالتفريق بين القاهرة والأقاليم بما يمثل ازدراءً للدين وتهديداً لاستقلال الوطن وهويته، وبالتالي فإن قضية وزير الثقافة تجاوزها الوقت وصارت الخصومة مع نظام لا يرى إلا ذاته ولا يسمع إلا صوته، ومستقبل مصر لن يكون به مكان لطاغية أو مستبد، فرداً كان أو جماعة، عاشت مصر حرة الإرادة مرفوعة الراية».
كان علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، أدى صلاة الجمعة، بمسجد رابعة العدوية، بمدينة نصر، مع هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وأحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، وسط المئات من أعضاء التيار الإسلامي، قبل انطلاق «المسيرة العالمية للقدس»، في الذكرى الـ 46 لاحتلال القدس، من النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، حيث تنتهي بساحة استاد القاهرة.
وأمّ المُصلين الدكتور صلاح سلطان، أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي وجّه شكره عقب الصلاة لوزير الإعلام، صلاح عبد المقصود، لاستجابته طلبه بإرسال طاقم من التليفزيون المصري لتغطية فعاليات المسيرة، مُشيرًا إلى أن «عبد المقصود» في زيارة حالية إلى تركيا.
كان أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، وجه رسالة إلى الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، قال له خلالها «إن حِيل بينك وبين مكتبك وعملك، فمسجد عمر بن عبد العزيز المتاخم للاتحادية مفتوح لتمارس منه عملك، لأن الثقافة تبدأ من المسجد».