«نهضة بجد».. إنقاذ مصر بأفكار شعبية بعيدا عن «الأهل والعشيرة» (ملف خاص)

كتب: اخبار الأربعاء 05-06-2013 22:02

يقول ابن رشد: «إذا أردت أن تتحكم فى جاهل، فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى». والتأسيس السياسى لمصطلح «النهضة» هو أوروبى خالص فـ«عصر النهضة» أو «Renaissance era» يؤرخ لبداية نجاح شعوب القارة الأوروبية فى التحرر من التفسير الكنسى المتأخر، فى ذلك الوقت، للعلم والحكم والجنة والنار. نهضتنا فى ربيعنا العربى تعود بنا إلى العصور الوسطى.. فهى منغمسة فى التفسير الدينى لكل شىء.. ويبدو أننا فى طريقنا لجعل «النهضة» مفهوماً سيئ السمعة، كما حاول قادتنا تشويه «الديمقراطية» لسنوات طويلة. برنامج الرئيس مرسى لـ«النهضة» بعد عام كامل من حكمه بلا روح أو كفاءات.. مجرد أفكار منقولة، وبعضها مسروق من أبحاث ودراسات سابقة، ولم يقدم إنجازاً حقيقياً للشعب سوى وعود وعقود لمشاريع بلا إجماع وطنى، وبعضها مريب للغاية. فى هذا الملف، ومع دخول صحيفتنا «المصرى اليوم» عامها العاشر أخذنا وعداً على أنفسنا ألا نقلب فى هذا المشروع، لأننا عهدناه وعداً انتخابياً من جماعة وحزب ورئيس تبخرت جميع وعودهم فى الهواء.. ولا يصلح له إلا إخوانى من ظهر إخوانى أو إخوانى كان مطروداً وتائهاً، ثم عاد تائباً منيباً لحضن «الجماعة».. طاف محررونا بأرجاء الوطن، تواصلوا مع الخارج، بحثا عن فكرة، عن مصرى، حلم يوم قامت ثورة يناير بأنه مستعد لخدمة بلده والعمل من أجل غد أفضل له، ثم تلاشت هذه الفكرة وهذا الحلم مع تولى أمورنا صغارنا، صنعنا صوراً قلمية عن بعضهم، تحدثنا مع كثيرين منهم، لم ننشغل بدين الواحد منهم أو انتمائه السياسى أو لباسه أو ذقنه. المهم «العقل» والفكر وحب البلد. آثرنا أن نكتب عن أسماء مجهولة للمصريين، ونعتذر هنا للآلاف من العلماء فى الداخل والخارج ممن تجاوزناهم اليوم لضيق المساحة وسرعة الإنجاز، ونؤكد أننا سنتواصل معهم، نعتذر لانشغالنا على مدار 30 شهراً، تقريباً، بالسياسة ورموزها المتلونين، فى معظمهم، على حساب مستقبلنا.. نعتذر لعلماء مصريين أجلاء وعظماء جمعت أكاديمية البحث العلمى أسماءهم وصنفتهم فى جميع المجالات البحثية ولم يلتفت إليهم صحفى واحد.. نعتذر لمن قدم إلينا بحثاً أو فكرة، ولم ننشرها، شغلنا مرسى وجماعته وإعلاناته الدستورية، استحوذ على المانشيتات الرئيسية لمعظم الأيام.. نشرنا صور قاطعى الطرق واللصوص، وقاطعنا العلماء. وإذا كان نظام مرسى، بعد عام كامل فى الحكم، لم ينتج إلا فكرة واحدة لمشروع عملاق واحد، هو تنمية قناة السويس، فإننا هنا نقدم أفكاراً أكثر عملية وواقعية ولا تفوح منها أى روائح، والمؤكد لدينا أنها لن تواجه أى انتقادات أو مقاومة شعبية، فمن يرفض إعادة الحياة لصناعة الغزل والنسيج التى دمرتها خصخصة «مبارك»، أو الاستفادة من الكنز البشرى فى دمياط، الذى تربى على فن الإبداع فى صناعة الآثاث، أو التسويق للمنصورة «بلد غنيم» كمدينة عالمية للطب؟!. من يرفض تعمير سيناء أو حلايب وشلاتين؟! لكن أجمل ما نقدمه هنا هو سيمفونية العطاء الحقيقى لمصريين عديدين حققوا النهضة فى مجالات عديدة.. مشاريع صغيرة لكنها عملاقة فاستحقت أن تكون بداية لـ«نهضة بجد».

محمد السيد صالح 

مصنعالمزيد