عندما يُنطق اسم مدينة المنصورة، نتذكر - دون تردد - اسم الدكتور محمد غنيم الذى جعلها مؤهلة لأن تكون عاصمة طبية لمصر نالت اعتراف المجتمع الدولى بعد أن أصبحت تضم 9 مراكز طبية عالمية متخصصة فى مجالات متعددة، وإذا توفرت البنية التحتية الجيدة، والتنسيق الحضارى المناسب للخدمة الطبية، ستكون مركز انطلاق قطار السياحة العلاجية.
أهم المراكز التى يقصدها الكثير من المرضى العرب والأفارقة والأجانب هو مركز «أمراض الكلى والمسالك البولية» فى جامعة المنصورة والذى أسسه الدكتور محمد غنيم عام 1977 وافتتحه عام 1983، والذى يحظى بشهرة عالمية كأول وأكبر المراكز العلمية الطبية فى الشرق الأوسط المتخصصة فى مجالات الكلى الصناعية وزراعة الكلى وجراحة الأورام السرطانية فى المسالك البولية، والذى يستقبل أطباء العالم فى تخصص المسالك لينقل لهم خبراته فى هذا المجال الحيوى، كما أنه حاصل على شهادة «أيزو 9001»، واعتراف منظمة الصحة العالمية.
يقول الدكتور أحمد شقير، مدير المركز إنه أول مركز زرع الكلى منذ عام 1976 ويضم عيادات خارجية تفحص أكثر من 500 حالة يوميا، و270 سريرا، و8 غرف للعمليات، لذلك هو أكبر مركز متخصص فى العالم، ويمثل العلاج المجانى نسبة 92% من الخدمة الطبية المقدمة، وأجرى ما يقرب من 3 آلاف حالة نقل كلى، وأكثر من 6 آلاف عملية استئصال جذرى للمثانة وتحويل مجرى البول، وأكثر من 5 آلاف عملية استبدال مثانة، وأكثر من 60 ألف حالة علاج حصوات بالتفتيت والمنظار والفتح.
أوضح شقير أن المركز يضم تخصصات دقيقة داخل المسالك البولية، وكل مجموعة من الأطباء تعمل فى تخصص واحد ضماناً للإتقان، فهو يضم تخصصات زرع الكلى، وأورام المسالك البولية، ومنظار المسالك البولية، وجراحات الأطفال، وجراحات أمراض المسالك البولية عند النساء، ومناظير البروستاتا، كما يوجد قسم خاص للفشل الكلوى وغسيل الكلى، وهناك أكثر من 700 بحث عالمى منشور فى الدوريات الطبية الدولية خلال العقدين الأخيرين، ومعظم أطباء المركز أعضاء فى الجمعيات الطبية العالمية ومعتمدين دوليا، والعديد منهم محكِّمون للدوريات الطبية العالمية، ومعظمهم حصل على جوائز قومية وعالمية.
يضم المركز بيتا لحيوانات التجارب لإجراء الأبحاث، كما أنه معتمد للتدريب من الجمعية العالمية للمسالك البولية، لأنه يقدم برامج التدريب للأطباء المقيمين المصريين والعرب والأجانب من جميع أنحاء العالم، وكذلك الدورات التعليمية لطلبة كلية الطب والدراسات العليا عن طريق التعليم الالكترونى، ويمنح درجة الماجستير والدكتوراه فى جراحة المسالك البولية، فهو مجهز بدوائر تليفزيونية لغرف العمليات مع قاعتين للاجتماعات للتعليم الجراحى المباشر وشبكة كمبيوتر عملاقة لحفظ جميع بيانات المرضى وتشمل الأشعات والفحوصات الطبية المختلفة، مع إمكانية الاتصال عبر الأقمار الصناعية لبث أو استقبال المؤتمرات العالمية والجراحات المختلفة، ويعمل به أكثر من 1500 شخص.
ثانى المراكز هو مركز جراحة الجهاز الهضمى بالجامعة، أسسه الدكتور محمد عبدالوهاب رائد زراعة الكبد، ويتصدر قائمة أفضل عشرة مراكز طبية متخصصة على مستوى العالم ويضم أطباء مميزين عالميا.
يقول الدكتور عبدالوهاب إن المركز يواجه التزايد المستمر فى أمراض الكبد والفشل الكبدى، ويجذب المرضى من دول كثيرة فى العالم مثل السعودية والسودان وليبيا وسوريا والصين، وأصبح ذا سمعة عالمية فى مجال علاج أمراض الجهاز الهضمى وزراعة الكبد، كما يأتى إليه المتدربن والطلاب لدراسة برنامج زراعة الكبد، ومعظم الأبحاث العلمية المنشورة عالميا فى مجال أمراض الكبد لأطباء المركز.
أجرى المركز 240 حالة زرع كبد خلال 5 أعوام، بمعدل 8 حالات فى الشهر وهو معدل عالمى وفقا للدكتور عبدالوهاب الذى يرى أن مدينة المنصورة تحتاج إلى التوسع فى وحدة زراعة الكبد، التى بدأت بخبرة فرنسية، وأصبحت بعد 30 حالة فقط تجرى الجراحات بخبرة مصرية 100 % ينفذها أطباء مدربون على مستوى عالمى.
يطالب الدكتور عبدالوهاب بفنادق متميزة فى المنصورة لاستقبال مرافقى المرضى بالإضافة إلى جعل مشروع المدينة الطبية مشروعا قومياً يساهم فيه مستثمرون فى شتى المجالات ليقدم خدمات جانبية خارج المستشفى ترتقى بالمظهر الحضارى للمجتمع المحيط بالمراكز الطبية.
المركز الثالث هو مستشفى الباطنة التخصصى التابعة لجامعة المنصورة،
ويقول الدكتور محمد ياقوت مدير المستشفى وجود وحدات وتخصصات تقدم الخدمات التعليمية والعلاجية المتميزة تخدم عدداً كبيراً من المواطنين الذين يعانون من أمراض الباطنة المنتشرة والتى تخدم ما يزيد على 8 ملايين نسمة.
يضم المستشفى عيادة القلب والأوعية الدموية، وعيادة الكبد والجهاز الهضمى، وعيادات السكر والغدد الصماء، وعيادات الكشف المبكر عن أورام الكبد والتهاب القولون التقرحى، وعيادات القدم السكرى والسمنة، وطب المسنين، وقسم الاكتشاف المبكر لأورام الكبد.
يرى ياقوت أن المستشفى يحتاج إلى إرادة سياسية لتحويله والمراكز الطبية الأخرى إلى مستوى متقدم عالميا، من خلال زيادة الدعم المالى المخصص لها، خاصة الدعم المخصص للأبحاث العلمية كمشروع يمثل قيمة مضافة للثروة القومية، وله العديد من الفوائد الاجتماعية ومن أبرزها الأبحاث العلمية المتقدمة والمتطورة التى تهدف إلى تحسين نوعية الحياة فى إقليم الدلتا، لكن للأسف، فرضت عليها وزارة المالية دفع نسبة 20% من قيمة إجمالى حساب الصناديق والتى تحصل من المنبع، ما تسبب فى توقف إنشاءات المبنى المكمل للمستشفى والخاص بالوحدات المتخصصة، كما تحاسب الدولة (ممثلة فى التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة) تلك المراكز بتكاليف أقل من المنصرف على علاج المرضى مما يؤدى إلى أن تقدم تلك المراكز خدمة طبية بخسارة مالية كبيرة لصالح تلك الجهات على عكس ما يحدث مع المستشفيات الخاصة.
تضم جامعة المنصورة أيضا مراكز طب وجراحة العيون، ومستشفى الأطفال، ومستشفى الأورام، ومركز جراحات التجميل والحروق، ومستشفى الحالات الحرجة والنقاهة، ومستشفى الطوارئ.