عقدت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى، الأحد، مؤتمرًا صحفيًا لمناقشة تداعيات مشروع سد النهضة الإثيوبي.
واتفق الحاضرون من النواب على أن بناء سد النهضة «خطر على مصر ويؤثر على أمنها القومي»، داعين في الوقت نفسه لضرورة وقف بنائه.
وعلّق الدكتور عصام العريان، رئيس أغلبية حزب الحرية والعدالة في «الشورى»، بقوله: «نحن أمام صراع عالمي على الموارد الطبيعية»، داعيًا إلى ضرورة مواجهة أزمة بناء سد النهضة من خلال التعاون مع الدول الأفريقية بما يحفظ مصالح مصر.
من جانبه، أشار حزب النور من خلال ممثله في مجلس الشورى إلى أن مصر أعطت ظهرها لأفريقيا من أجل التعاون مع أوروبا وأمريكا فخسرت أفريقيا وأمريكا وأوروبا.
وقال: «نحن مقدمون على تقليل حصة مصر من المياه، وهذا السد سيؤثر على حصة مصر، ولابد أن تضع مصر هذه المشكلة في حجمها الصحيح، وهذا السد سيكلف مصر أكثر من 55 مليار جنيه وسيؤثر على الزراعة».
ودعا «النور» إلى طرح بدائل يمكنها حل أزمة بناء سد النهضة، موضحًا: «المجال السياسي مع إثيوبيا لابد من اللجوء للتفاوض معها وأقدم البدائل لها، لأنه مش معقول أقول لها السد بيضرني وأقف ساكت لأنه فين مصلحة إثيوبيا؟»، مطالبا بالاستعانة بالمراكز البحثية لإيجاد بدائل.
وعن الخيار العسكري أشار «النور» إلى أنه لابد أن يكون موجودًا و«تتحكم فيه مصر بما يناسب هذه المشكلة».
وشارك ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، في المؤتمر بكلمة قال خلالها: «كانت لطمة على كل مصري ذلك القرار الذي اتخذه رئيس وزراء إثيوبيا بعد اجتماعه بالرئيس محمد مرسي، والذي أحزنني هو رد فعل مصر تجاه تلك اللطمة، والسفير عمر عامر، المتحدث باسم الرئاسة، هوّن من الأمر»، معتبرًا أن بناء السد «خطر على الأمن القومي».
واعتبر «الشهابي» القرار الإثيوبي هو إعلان حرب على مصر، مشيرًا إلى أن سد النهضة له آثار سلبية من بينها انهيار السد العالي وغرق مصر، وأضاف: «علينا أن نتخذ قرارا، وبناء السد يؤدي للدخول في معادلات وعلينا أن نمنع بناء السد لأنه عمل عدائي، وكنت أتمنى من الرئيس دعوة مجلس الأمن القومي للانعقاد».
وفي السياق نفسه، نالت الحكومة برئاسة الدكتور هشام قنديل اللوم والتوبيخ من ممثل حزب غد الثورة في «الشورى»، مرجعًا ذلك إلى أنها لم تخاطب المحافل الدولية والمنظمات والمؤسسات الدولية بأن السد يهدد مصالح مصر.
ودعا «غد الثورة» إلى الاستفادة من الدراسات والتقنيات التكنولوجية التي تؤدي إلى تحلية مياه البحر، خاصة أن مصر لديها عجز مائي بدون سد النهضة، حسب تعبيره.
وطالب بتشكيل لجنة تضم أعضاء الصناعة والزراعة والشؤون الأفريقية والأمن القومي والخروج بتوصيات لمجلس الشورى.
من جانبه، قال ممثل حزب البناء والتنمية، إن المياه هي الحياة ومصر هبة النيل ولا اختلاف لدى أي مصري على «التفريط في أي مللي واحد من مياه مصر».
وأضاف «البناء والتنمية»: «إذا لم يمتلئ ميدان التحرير بالملايين في هذه اللحظة فمتى يمتلئ؟»، مشيرًا إلى أنه يجب أن تؤكد مصر على أنه لا تفريط في حقوقها، ويجب أن يكون الخيار العسكري قائمًا وموجودًا، كما تساءل: «ما أدرانا أن إثيوبيا تحجز المياه الآن؟».
وتابع: «يجب أن تعلم كل الأطراف الداعمة لبناء السد وتضر بمصالح مصر أن الشعب المصري قادر على الإضرار بمصالحها»، مختتمًا كلمته بالدعوة إلى ضرورة حدوث إجماع واصطفاف وطني لدى المصريين.