إحالة 8 مسؤولين للـ«الجنايات» بتهمة قتل 119 مواطناً في ‏‏«الدويقة»‏

كتب: مصطفى المرصفاوي, فاطمة أبو شنب الثلاثاء 29-12-2009 19:12

قرر‎ ‎المستشار «عبدالمجيد محمود» النائب العام، إحالة نائب محافظ ‏القاهرة‎ ‎للمنطقة الغربية سابقاً، و7 آخرين من مسؤولى رئاسة حى ‏منشأة ناصر ومنطقة‎ ‎الإسكان وإدارة المبانى والأملاك بالحى إلى ‏المحاكمة الجنائية لاتهامهم‎ ‎بالتسبب في وقوع كارثة انهيار صخرة ‏الدويقة التى تسببت فى قتل 119 شخصاً‏‎ ‎وإصابة 55 آخرين فى شهر ‏سبتمبر قبل الماضى، وجهت لهم النيابة تهم القتل‎ ‎والإصابة الخطأ‎.‎

وأمر النائب العام بتحديد جلسة‎ ‎عاجلة لبدء محاكمة المتهمين، وأرسل ‏النائب العام ملف‎ ‎القضية إلى المحكمة، ولم يذكر البيان، الذي أصدره ‏مكتب النائب العام‎ ‎والمحامى العام لنيابات غرب القاهرة، أسماء ‏المتهمين وعما إذا كانوا قد‎ ‎أحيلوا إلى المحاكمة محبوسين من عدمه‎.‎

وجاء في‎ ‎التحقيقات التي باشرتها نيابة غرب القاهرة بإشراف ‏المستشار «عبد الخالق‎ ‎عابد» المحامى العام، أن النيابة العامة تأخرت ‏في الإعلان عن نتائج‏‎ ‎التحقيقات نظراً لتعاقب المسؤولين على رئاسة ‏الحي وتعدد الموظفين‏‎.‎

وأكد‎ ‎البيان أنه فى 6 سبتمبر 2008، تلقت النيابة العامة بلاغاً بانهيار ‏صخرة‎ ‎بمنطقة الدويقة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحى، مما أدى ‏إلى وفاة 119 شخصاً‏‎ ‎وإصابة 55 آخرين. ‏

وفور تلقى النيابة البلاغ، قررت تشكيل لجنة من المحافظة‎ ‎وأخرى ‏جيولوجية لتحديد أسباب وقوع الكارثة‎.‎
وتبين‎ ‎من التحقيقات وتقارير اللجنة الجيولوجية أن هناك عدة أسباب ‏لوقوع الكارثة،‎ ‎ومنها أن الطبيعة الجيولوجية لهذه المنطقة التى ‏ينتشر بها العديد من‎ ‎الفواصل والصخور القديمة، وكذلك زيادة الكثافة ‏السكانية العشوائية أعلى‎ ‎الهضبة وعلى حوافها وعدم وجود شبكة ‏صرف صحى تساعد على تسريب مياه الصرف‎ ‎الصحى، مما أدى إلى ‏انتشار المياه أسفلها، وانتفاخ فى الصخرة ثم انهيارها‏‎ ‎قرب منطقة ‏الحادث، وما ساعد على وقوعها أيضاً هو قربها من طريق‎ ‎الأوتوستراد الذى تمر عليها شاحنات ثقيلة بكثافة‎.‎

وأسفرت‎ ‎التحقيقات عن وجود تقصير متتابع من المسؤولين بالحى، ‏وخاصة أنهم كانوا على‎ ‎علم بأن هناك تقارير صادرة من هيئة ‏المساحة الجيولوجية تنذر بكارثة‎. ‎وأوضحت التحقيقات أن الهيئة ‏سلمت الحى فى 14 يونيو 2007 أى قبل وقوع‏‎ ‎الكارثة بما يزيد على ‏عام تقريباً، وطلبت تلك التقارير من المسؤولين إزالة‎ ‎جميع المساكن ‏الموجودة فوق الصخرة، وإنشاء سور لكونها أحد مصادر تسرب مياه‎ ‎الصرف الصحى فى المنطقة. ‏

وشددت التقارير على أن هناك خطورة شديدة تعرض‎ ‎حياة المواطنين ‏للخطر إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.. وأثبت التقرير‎ ‎أن هناك ‏صخرة على وشك الانهيار، وأوصت اللجنة فى تقاريرها التى عثر ‏عليها‎ ‎فى أدراج هؤلاء المسؤولين المتهمين بإزالة المساكن الموجودة ‏أسفل الصخرة‎.‎

وأوضحت‎ ‎التحقيقات أنه كان يتعين على المسؤولين ونائب المحافظة ‏تنفيذ تلك القرارات‎ ‎التى أوصت بها اللجنة لمواجهة الكارثة، وكذلك ‏كان من الضرورى قيام الإدارة‎ ‎الهندسية ورئاسة الحى بعمل حصر ‏لتلك المنطقة وتنفيذ القرارات وإخطار‎ ‎المحافظ لاتخاذ التصرف ‏المناسب وهو ما لم يعلم به الدكتور «عبدالعظيم وزير»‏‎ ‎محافظ ‏القاهرة، طبقاً لما أدلى به من معلومات أثناء الاستماع لأقواله فى‎ ‎القضية‎.‎
وقالت النيابة فى البيان الصحفى الصادر‎ ‎بإحالة المتهمين إنه كان ‏يتعين على هؤلاء المسؤولين تنفيذ تلك الإزالة،‎ ‎وفى حالة اعتراض ‏الأهالى على تلك القرارات فكان من حقهم الاستعانة بأفراد‎ ‎الشرطة ‏للتنفيذ وحماية الأهالى من الكارثة وتوفير المبانى المناسبة لهم،‎ ‎خاصة أنها متوفرة لدى نائب المحافظ‎.‎

وكشفت‎ ‎التحقيقات أن أركان جريمة القتل والإصابة الخطأ متوفرة فى ‏حق المتهمين‎ ‎المحالين إلى المحاكمة، إذ أخلوا بواجباتهم وأصول ‏وظائفهم المحددة لهم،‎ ‎ولم يراعوا القانون وتجاهلوا القرارات ‏الصادرة وهو ما يخالف القانون‎ ‎واللوائح. وأوضحت التحقيقات أن ‏تلك المبانى التى انهارت أسفل الصخرة كانت‎ ‎مقامة دون تراخيص ‏وهو ما يعد إهمالاً إضافياً إلى المتهمين فلم ينفذوا‎ ‎القانون بتنفيذ ‏قرارات الإزالة الصادرة بحق تلك المبانى. وكشفت التحقيقات‎ ‎أنه ‏بالرغم من علم المتهمين بأن كارثة فى انتظار الأهالى لم يبلغوا‎ ‎مرؤسيهم قبل الحادث بوقت كاف‎.‎

وعلمت‎ «‎المصري اليوم» أن التحقيقات كانت قد انتهت منذ 6 أشهر ‏تقريباً، وتساءل‎ ‎مصدر قانونى: «كيف تحيل النيابة متهمين مجهولين ‏ولم تذكر أسماءهم؟» إلا أن‎ ‎مصدراً مسؤولاً بالنيابة أكد أن الأسماء ‏محددة وموجودة فى أمر الإحالة ولم‎ ‎يذكر سبباً لحجبها عن وسائل ‏الإعلام