يترقب نزلاء معتقل جوانتانامو بارقة أمل في الخلاص من سجنهم بعد 19 عاما قضوها مكبلين بالقيود المشددة، لكن إغلاق تلك المؤسسة العقابية التي توصف بأنها سيئة السمعة في كوبا سوف يكون بمثابة مهمة معقدة على حد تعبير صحيفة أوبزرفر البريطانية في تقرير لها الأحد.
وتساءل التقرير عما إذا كان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مستعد لإغلاقه؟ قائلا: عندما تواترت الأنباء عن فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية وعبرت مضيق فلوريدا لتصل إلى خليج جوانتانامو حيث يوجد ذلك المعتقل، تعلق ما لايقل عن أربعين نزيلا بالأمل في اقتراب اعتقالهم الطويل إلى النهاية.
وأضاف التقرير إن المدى الذي تستطيع أن تذهب إليه إدارة بايدين لانتشال نزلاء تلك الحفرة السوداء في إشارة إلى معتقل جوانتانامو الذي الذي أقيم عام 2002، هو الذي سوف ينبئ كثيرا عن عزم الرئيس المنتخب الانفصال عن الماضي الذي شكل السياسة الأمينة والسياسة الخارجية منذ الهجمات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر.
وتابع التقرير إن بايدين لم يفصح إلا عن القليل بشأن خططه الخاصة بجوانتانامو، والتي لا تزيد على تكرار تصريحاته حول نية إغلاقه، حيث نشرت حملته الانتخابية بيانا في يونيو الماضي يؤكد أن بقاء المعتقل يقوض الأمن القومي الأمريكي من خلال تجنيد الإرهابيين، كما إنه يتنافى مع قيمنا كدولة
واستطرد التقرير أن الإدارة القادمة سوف تبدأ عملها في ذروة وباء كورونا، التي يصحبها أزمة اقتصادية وبلاد يعمها انقسام عميق، لافتا إلى أن إغلاق جوانتانامو سوف يكون مهمّة معقدة
وأردف أن فريق انتقال السلطة يدرس تكتيكات لإغلاق مركز الاعتقال الذي تأسس منذ نحو 19 عاما مضت في قاعدة بحرية على موطئ قدم أمريكي في كوبا، ولكن هذا الفريق كشف القليل عن مداولاته في هذا الشأن.
وقال مسؤولون سابقون إن معسكر بايدن تعلم درس إدارة أوباما والتي قطعت وعودا كبرى بإصدار أمر تنفيذي بإغلاقه في يومها الثاني، ولكن شيئا لم يتحقق، فعلى مدار ثمانية أعوام، تمكنت من نقل نحو 200 نزيل، وتفاوضت في اتفاقيات مع الدول حول العالم لنقلهم، غير أن هذا الكونجرس قاوم هذه الجهود وأعاقها.
ولفت التقرير إلى أن إغلاق معتقل جوانتانامو قبل 2009، كان أمرا متعلقا بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، بينما اعترف الرئيس الأسبق جورج دابليو بوش أنه كان مسؤولية وطنية ونقل ما يزيد على 500 نزيل، لكن عندما تولى أوباما السلطة اعتبر إغلاقه أولوية، مما جعله استهدافا من الجمهوريين في ظل عدم وجود دعم كامل من جانب الديمقراطيين.
وأشار إلى أن دونالد ترامب أنها سياسة تحويل السجناء من جونتانامو وتعهد بأن يكدسه بالأشرار، وهو ما لم ينفذه.
وذكر عددًا من العقبات التي تتمثل في إعادة هؤلاء السجناء إلى بلادهم التي يتعذر العودة إليها لأسباب أمنية تتعلق بمدى خطورتهم وما إذا كانوا يشكلون تهديدات.
وقال محامي الدفاع بنيامين فارلي الذي عمل مع مكتب وزارة الخارجية الأمريكية الذي كان يتفاوض على نقلهم في عهد إدارة أوباما إن هناك فرصة في إعادة نحو 30 معتقلا إلى أوطانهم واستقرارهم من جديد، وبدون حاجة إلى إذن من الكونجرس، وذلك من خلال إحياء الآليات التي فككها ترامب.
في حين أكدت ألكا براذان وهي محامية دفاع أخرى في قضايا جوانتانامو أن هذه العملية يمكن التعجيل بها من خلال تعاون وزارة الدفاع الأمريكية، موضحة أن عزوف البنتاجون، يشكل جزءا من المشكلة، لأسباب تتعلق بالمسؤولية القانونية حسبما هو مفترض،، فهي لا تقر بأن بعض المعتقلين لا يجب أن يكونوا في معتقل جوانتانامو على الإطلاق.
وقالت إن أحد المشكلات كانت تتمثل في قيام وزارة الدفاع بالتصريح بفقرة معلوماتية قصيرة لوزارة الخارجية لنقل السجناء إلى دول أخرى، حيث تتضمن هذه الفقرة حرفيا اسم السجين، وبلده الأصلي، والمدة التي قضاها في جوانتانامو، وليس هناك معلومات أخرى، مضيفة أن الدولة التي يفترض أنها مضيفة للسجين سوف تبحث عن اسمه عبر شبكة الإنترنت والكشف عن المزاعم التي غالبا ما تكون ملفقة أو لم يتثبت أحد من صحتها بشأن النزيل.
وأكد التقرير أن الجزء الأكثر صعوبة أمام الجهود الرامية إلى إغلاق معتقل جوانتانامو يتمثل في 10 إلى 12 سجينا، وهم إما يواجهون محاكمات عسكرية أو يشكلون خطورة أمنية للولايات المتحدة، للدرجة التي يستبعد معها إطلاق سراحهم بموجب قرار من مجلس المراجعة الدوري الخاص بالمعتقلين.
وأكدت مدير مركز الأمن القومي بجامعة فوردهام، كارين جرينبيرج أنها لا تزال تعتقد أن فريق بايدين بوسعه أن ينجز هذه المهمّة.