كيف نقيس نجاح المهرجان أو حتى أى نجاح؟.. مع الأسف أغلبنا يصبح هو الترمومتر، النجاح ليس للمشروع ولكن بما تحصل عليه من المشروع. فنان يعتبر المهرجان قد حقق أقصى درجات النجاح لأنه تلقى دعوة، وآخر يراه هو الخطر الحقيقى الذى يهدد أمننا القومى لأنهم لم يتذكروه.. صحفى ينتظر كارنيها، حصل عليه (تمام التمام)، حدثت معوقات (يا داهية دقى)، مخرج رفض المهرجان عرض فيلمه يكره المهرجان وسنين المهرجان، وآخر وافقوا على فيلمه، سيعتبره قد حقق ذروة النجاح ولو حصل على جائزة يعتلى المهرجان ذروة الذروة، نجمة ستذهب فى الصباح الباكر لتكنس عليهم تراب السيدة زينب، أخرى ستذهب لمقام السيدة تدعو للقائمين عليه بطول البقاء.
الفستان قبل المهرجان أحيانا، من الممكن أيضا أن تعثر على نجمة تريد فقط دعوة الافتتاح والختام لاستعراض الفستان، وشىء أيضا مما قد يخفيه الفستان، مهرجان (القاهرة) أقل صخبا فى هذا الشأن من (الجونة)، أغلب نجمات (الجونة) متفرغات للسجادة الحمراء، ومن تلق منهن هزيمة فى سجادة تعد العدة للمباراة الثأرية فى السجادة التالية، ورغم ذلك تجد مثلا يسرا وليلى وإلهام لأنهن أكثر إدراكا لمعنى النجومية لا يتواجدن على السجادة سوى مرتين فقط، افتتاح وختام، ربما زادتها إلهام للثالثة، بحكم عرض فيلمها (حظر تجول). كاتب صحفى كبير غاضب ونجم كبير صاحب تاريخ، ومدير تصوير مخضرم وكلهم قطعا يستحقون ولهذا هم غاضبون، كثيرا ما تشير الصحافة فى المانشيت إلى حضور فلانة، وهى غالبا نجمة صاعدة لا يعرفها سوى شباب الألفية الثالثة، وغياب علانة النجمة الكبيرة التى كانت فتاة أحلام جيل الستينيات، ولا يمكن لأحد أن يضع معيارا صارما لتوجيه الدعوات، إلا إذا أقيم الحفل فى إستاد القاهرة حيث يتسع لـ100 ألف، العدد الضئيل المتاح من المقاعد لم تتجاوز 800 ماذا تفعل إدارة المهرجان؟.. ورغم يقينى قطعا أن هناك دعوات حصل عليها من لا يستحق وضلت الطريق لمن كان يستحق.
فى السنوات الماضية كان من النادر أن تجد نجما شابا، أقصد من تعودنا فى بلدنا أن نطلق عليهم شبابا وبعضهم تخطى الخمسين، الآن صاروا على السجادة الحمراء هم العنوان الأبرز، القليل منهم يشاهدون الأفلام، لم أجد حتى الآن بين نجوم ونجمات هذا الجيل من يذكرنى بشباب محمود حميدة وليلى علوى، كنا نراهم فى الثمانينيات والتسعينيات الأكثر دأبا فى المشاهدة والمناقشات.
البعض سألنى عن سر الغياب الدائم لأسماء مثل نجلاء فتحى وميرفت أمين وشريهان؟، الثلاثة هن أصحاب القرار، كل منهن ومنذ أكثر من عقد من الزمان صارت تفضل الإقامة بالمنزل، حتى التكريم أغلبهن يعتذرن عنه، ولو بحثت عن الدوافع ستكتشف أنهن قد أصبحن من أنصار الابتعاد عن الصخب الاجتماعى، وتضاءل بالنسبة لهن حتى معنى الجائزة. نجح المهرجان لأنه عرض أفلاما هامة أم لأنه منحك دعوة مميزة؟، الإجابة غالبا ستجدها فى الدعوة، وأيضا لونها لأنه يحدد مكان المقعد، عدد غير قليل يعتبر موقعه فى صالة حفل الافتتاح هو الترمومتر، كلما اقترب من خشبة المسرح أكثر، أصبح المهرجان ناجحا أكثر وأكثر، وعندما يجد نفسه فى المقاعد الخلفية فهذا يعنى بما لا يدع مجالا للشك أن المهرجان هو عنوان الفشل، (وبالطول والعرض ح نجيب المهرجان الأرض)!!.
tarekelshinnawi@yahoo.com