حواديت الدورى العام (1)

ياسر أيوب الأحد 13-12-2020 00:17

بدأ أمس الأول موسم جديد لدورى كرة القدم، هو الثانى والستون للمسابقة التى بدأت عام 1948.. ولا أنوى هنا تكرار كلام يقال بهذه المناسبة كل عام عن المباراة الأولى والهدف الأول وأندية ومباريات أول أسبوع فى أول موسم لدورى مصر لكرة القدم.. ولكننى أتوقف أمام الأيام التى سبقت بدء هذا الدورى بعد قرار الملك فاروق بضرورة أن يبدأ الدورى العام فى أقرب وقت.. وكان محمود بدر الدين، مدير اتحاد الكرة وقتها، يطالب بهذا الدورى منذ عام 1942 ولا أحد يستجيب له.. ويطلبه حيدر باشا رئيس اتحاد الكرة ورئيس الزمالك من الملك فاروق منذ عام 1946 دون أن يوافق الملك..

وفجأة قرر الملك إقامة الدورى فى وقت لم يتوقع أو يتخيل فيه أى أحد إمكانية بدء مسابقة كروية جديدة.. فالجيش المصرى كان يحارب فى فلسطين ويتابع المصريون جميعهم أخباره.. وحيدر باشا أصبح وزيرًا للحربية منذ أقل من عام وبات مشغولاً بهذه الحرب التى لم تأت نتائجها كما يتمناها الشعب والقصر.. ووسط ذلك كله يقرر الملك بداية هذا فى أسرع وقت قبل نهاية الهدنة الثانية لحرب فلسطين فى نوفمبر 1948.. وبالتالى أصبح من الضرورى أن يبدأ هذا الدورى فى أكتوبر.. ولنا أن نتخيل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة حيدر باشا وهم يجتمعون للتفكير فى شكل هذا الدورى الجديد الذى لابد أن يبدأ خلال أيام قليلة وما هى الأندية التى ستشارك فيه.. وبعد نقاشات طويلة تم الاتفاق على اختيار أربعة أندية من منطقة القاهرة هى الأهلى والزمالك والترسانة والسكة الحديد.. وأربعة أندية من منطقة الإسكندرية هى الاتحاد والأوليمبى والترام واليونان.. وثلاثة أندية من منطقة القناة هى المصرى وبورفؤاد والإسماعيلى.. والتزم الصمت الأمير عمر إبراهيم وعبد الرحمن باشا حمادة ممثلا الوجه البحرى فى مجلس إدارة الاتحاد، وأيضا حسن إسماعيل وكمال أديب ممثلا الصعيد.. ولم يدافع هؤلاء الأربعة عن حق أندية الدلتا والصعيد فى المشاركة فى هذا الدورى طالما أن الاختيار كان يتم على مائدة اجتماعات الاتحاد دون أى تصفيات وباعتبار المسابقة الجديدة هى دورى عام تشهده مصر لأول مرة، وكان من اللائق والضرورى أن تشهد مشاركة أندية تمثل كل مناطق مصر الكروية.. لكن لم يهتم أحد بذلك وبدأ التفكير فى كيف ومتى سيبدأ هذا الدورى الجديد.