كارتر: عملية السلام تلفظ أنفاسها الأخيرة.. وواشنطن عرقلت جهود مصر للمصالحة بين فتح وحماس

الإثنين 21-12-2009 00:00

فى محاولة لتجميل صورة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وتعزيز قراره بوقف الأعمال الاستيطانية فى الضفة الغربية المحتلة لمدة 10 أشهر لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال وضع خطة عمل تستخدم آلاف الرجال من قواته لتدمير المبانى التى تم بناؤها بشكل غير شرعى فى مستوطنات الضفة.

ويأتى ذلك بعد أن وزع المفتشون الإسرائيليون فى الأسابيع الأخيرة أوامر هدم، ما أدى إلى وقوع مواجهات بين المستوطنين المحتجين وقوات الشرطة.

وقال متحدث عسكرى إسرائيلى إن الجيش «يتصرف بناء على تعليمات الحكومة المنتخبة ديمقراطيا»، إلا أنه لم يدل بالمزيد من التفاصيل حول الوسائل التى سيجرى اتباعها لهدم المبانى المخالفة، وأوضحت وسائل الإعلام أن القيادة العسكرية للمنطقة الوسطى التى تضم الضفة الغربية تتوقع أن تؤدى أعمال الهدم إلى وقوع مواجهات مع المستوطنين،

بينما قررت السلطات الإسرائيلية نشر الآلاف من قوات الأمن لضمان تنفيذ القرار، ومن المقرر استخدام الطائرات لمراقبة العمليات، وإقامة الحواجز على الطرقات وقطع الخطوط الهاتفية لمنع المستوطنين المحتجين من التنسيق فيما بينهم، ومنع وسائل الإعلام من الوصول إلى موقع العمليات.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن القادة العسكريين تلقوا الأوامر بالاستعداد لمواجهة حالة عصيان محتملة فى صفوف الجنود بتحريض من الحاخامات، بينما اعتبر دانى دايان، رئيس مجلس المستوطنات فى الضفة، هذا القرار هو «إعلان حرب من الحكومة ضد المدنيين».

وفى هذا الإطار، ذكرت وثيقة للجيش الإسرائيلى كشفتها صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجيش يخطط لاستخدام «أقصى قوته» لتدمير البناء الاستيطانى غير المصرح به بينما تعهد العديد من المستوطنين بمواصلة البناء على أى حال .

ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن نتنياهو زاد من مساعيه لشق صفوف حزب «كاديما» المعارض بزعامة تسيبى ليفنى وقالت إن هناك 6 نواب من كاديما يستعدون للانشقاق عن حزبهم والانضمام إلى الائتلاف الحكومى.

وفى غضون ذلك، رأى الرئيس الأمريكى الأسبق، جيمى كارتر، أن الولايات المتحدة عرقلت الجهود المصرية لحل الخلافات بين «حماس» و«فتح» وقال إن إنهاء هذه الخلافات كان سيقود إلى إجراء الانتخابات الفلسطينية، العام المقبل، وأن وصول محادثات الحركتين إلى طريق مسدود جعل زعماء منظمة التحرير الفلسطينية يقررون استمرار «عباس» فى سلطته حتى إجراء انتخابات وهو ما قوبل بانتقادات فلسطينية،

ودعا «كارتر» فى مقال بصحيفة «الجارديان» البريطانية لسرعة رفع المعاناة عن سكان غزة وإعادة بناء القطاع، وأكد تردى عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى حالة الجمود وقال إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب استمرار اسرائيل فى التوسع الاستيطانى بينما يرفض الفلسطينيون دخول أى محادثات سلام دون تجميد بناء المستوطنات.

وفى غضون ذلك، أرجع الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، فى حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» فشل المصالحة الفلسطينية إلى تدخل إيران وأطراف أخرى ومعارضة قادة حماس فى دمشق، وقال: «أقسم بالله أننى وقّعت على ورقة المصالحة رغم وجود 20 ملاحظة عليها ومعارضة شديدة من كثيرين، ومنهم الأمريكيون»، وأضاف: «لست متفائلا، ولا أريد أن أبنى أوهاما فى الهواء، لكن حتى الآن عندى أمل فى الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يستمر بما بدأه».