فتح الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي تحقيقًا في تمويل قطري «مشبوه» لإنقاذ مشروع ناطحة السحاب «666 فيفث أفينيو» التابع لشركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز».
ويهدف التحقيق إلى تحديد ما إذا كان تمويل قطر للمشروع بمبلغ يزيد على المليار دولار، مرتبطا بمساعي دفع إدارة دونالد ترامب لتغيير موقفها بشأن المقاطعة الخليجية ضد الدوحة.
ووفقا للصحيفة فقد طلب السيناتور رون وايدن من ولاية أوريجون، والنائب خواكين كاسترو من ولاية تكساس، مجموعة وثائق من شركة بروكفيلد لإدارة الأصول، التي أنقذت المبنى من ضائقته المالية في عام 2018، والتي يعد جهاز قطر للاستثمار من بين الداعمين الماليين الرئيسيين لها.
كما طلبا «السجلات الأخلاقية ذات الصلة من محام كبير في البيت الأبيض».
ويشير التقرير إلى أن «اتفاق بروكفيلد مع عائلة كوشنر، جاء في وقت كانت فيه إدارة ترامب تتأرجح بين دعم قطر وانتقاد الإمارة بسبب دعمها للإرهابيين، مما خلق موقفا محفوفا بالمخاطر للدوحة التي كانت آنذاك تحت مقاطعة اقتصادية من قبل جيرانها».
وينوه إلى أن «ريكس تيلرسون، وزير خارجية ترامب آنذاك، حث الحكومة السعودية على وقف المقاطعة بعد فترة وجيزة من فرضها في عام 2017، لكن سرعان ما تم تقويضه من قبل ترامب، الذي قام بالتغريد بالموافقة على الإجراء السعودي بعد ظهر اليوم نفسه. لكن بعد عام، وقبل وقت قصير من إعلان صفقة بروكفيلد، عكس الرئيس مساره، وبدا أنه يسحب دعمه للمقاطعة».
ويقول المشرعون: «هذا التسلسل في الأحداث، خاصة التراجع المذهل في السياسة الأمريكية تجاه قطر، يثير تساؤلات جدية حول الدور الذي يمكن أن يكون لعبه غاريد كوشنر ومصالح عائلته المالية، في التأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالمقاطعة».
وبحسب تقرير «فايننشال تايمز» جاءت الصفقة المذكورة في أعقاب «جهود محمومة من قبل عائلة كوشنر لجمع أموال كافية لسداد دفعة رهن عقاري بقيمة 1.2 مليار دولار على البرج، وتزامنت مع سلسلة من التحولات الحادة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قطر».
ويضيف: «في ذلك الوقت، كان كوشنر يلتقي بقادة الشرق الأوسط خارج القنوات الدبلوماسية التقليدية ويتولى دورا بعيد المدى في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية».
وقال رون وايدن وخواكين كاسترو: «بينما ادعت شركة بروكفيلد أن الممثلين القطريين لم يشاركوا في صفقة 666 فيفث أفينيو، ما زلنا قلقين من أن الأموال القطرية أنقذت شركة مرتبطة مباشرة بغاريد كوشنر».
وأشارا إلى أن «قوانين تضارب المصالح الجنائية الفيدرالية لكبار مسؤولي البيت الأبيض، لا تمتد فقط إلى الأمور التي تؤثر على مصالحهم المالية الخاصة، ولكن مصالح أقاربهم المباشرين».
ويركز محققو الكونجرس على قرار «بروكفيلد» دفع جزء كبير من الإيجار مقدما عندما استأجرت «666 فيفث أفينيو» في عام 2018، قبل أشهر من استحقاق رهن كوشنر العقاري.
في ذلك الوقت، أصر مدير الأصول الكندي على أنه «لا يوجد كيان مرتبط بقطر له أي مشاركة أو استثمار أو حتى معرفة بهذه الصفقة المحتملة».
لكن المشرعين استشهدوا بتحقيق في «فاينانشيال تايمز» نُشر في وقت سابق من هذا العام، والذي وجد أن المدفوعات التي تزيد على مليار دولار، جاءت من سيارة كانت تحت سيطرة (Brookfield Property Partners (BPY، وهي مؤسسة استثمارية باعت 1.8 مليار دولار من الأسهم المفضلة إلى صندوق الثروة السيادي لجهاز قطر للاستثمار.
وبحسب المشرعين، فإن «هذا من شأنه أن يعطي لجهاز قطر للاستثمار تأثيرا كبيرا، ويسمح له بتلقي معلومات سرية لا يراها المستثمرون الآخرون»، لكن «بروكفيلد» قالت إن الدوحة «لم تمارس أبدا حقوقها في الوصول إلى المعلومات أو تعيين مدير في مجلس إدارة BPY».