تأملت كثيرًا فى كلمة الخصام ومعناها، وما يحدث بين المتخاصمين من الجفاء والعداء، قد يصل إلى الاعتداء والقتل والوقوع فى الذنب وضياع الحق. فوجدت أن مرجع هذا كله إلى الجهل والجهالة، واتباع الشياطين من الإنس والجن معًا، والمبالغة فى حب النفس. طبيعى أن يحب الإنسان نفسه ويكره ما يؤذيها ويخاصم من أجلها، لكننا جميعا نخطئ بطبيعتنا البشرية.
نخطئ فى حق بعضنا البعض، سواء عن قصد أو عن غير قصد. لهذا أمرنا الله بالعفو والتسامح والمغفرة، وألا نعيش فى خصام دائم وعداء وشحناء، تمزق روابط المحبة والتعاون والحب بيننا. وتضيع على المجتمع فوائد ومصالح لا تتم إلا بمساعدة بعضنا البعض، بل إن الحياة وتقلباتها وصعابها لا يهونها إلا وجود أهل وأحباب وأصدقاء، بجوارنا يشاركوننا أفراحنا وأحزاننا وخطواتنا، لكننا أحيانا يتملكنا الكبر والإحساس بالعظمة والكبرياء، وأننا لا نخطئ ولهذا يجب ألا نعتذر أو نطلب التصالح. فينشأ التخاصم وتزيد الفجوة بيننا بالعناد وحب الانتصار على بعضنا البعض. فنعيش فى جزر منعزلة وتتعارض مصالحنا بدلا من أن تتقابل، ونترك إرثًا من الضغينة والبغضاء للأجيال بدلًا من أن نترك لهم ميراثًا من الحب يجمع بينهم.
طارق السيد متولى- عضو الجمعية التاريخية المصرية