آلـــــــو..!

كتب: حاتم فودة الخميس 10-12-2020 00:27

■ بدأ المولى سبحانه الآية 68 بسورة النحل بلفظ «وأوحى» ولم يذكر الله وحيه لأى من الكائنات غير المكلفة سوى النحل، ورجعت إلى «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم»، فوجدت هذا اللفظ مذكورا 8 مرات كلها لمكلفين عدا النحل، أما باقى تصرفات اللفظ مثل أوحينا وأوحيت ونُوحى وغيرها فيبلغ عددها 69 تصرفا.

■ نعلم أن سيدنا النبى لم يفسر لنا القرآن وإنما تركه لنا لنتدبر ونتفكر، واجتهد كثيرون فى التفسير، وقرأت ما قاله الطباطبانى والكاشانى والدكتور محمد على البنبى وغيرهم، وقد أعجبنى ما ذكره الأخير فقال «إنه الإلهام والتصرف الذى يُؤدى تلقائيا بدون سبب واضح وبدون تفكير» وأعطى سيادته مثلا فى قول الله تعالى فى سورة القصص 7 (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى لْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى) ولو تصرفت أم موسى بعقلها فى هذا الشأن ما ألقت بوليدها فى البحر، لأنه فى هذه الحالة هالك لا محالة، والأقرب إلى العقل أن تخفيه بأى وسيلة ففرصة نجاته أكبر.. لذا فوحى الله للنحل يقصد به الأعمال التى تؤديها بالفطرة طبقا لما أودعها الله فى مخلوقاته ولا تتطلب أن يتعلمها الصغير من الكبير.. وللحديث بقية.

حاتم فودة

Fouda50@gmail.com