قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه «ناقشنا أهمية زيادة التدفقات السياحة الفرنسية إلى المقاصد السياحية في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان».
نرصُد أهم الرسائل التي قالها السيسي خلال لقائه بماكرون.
1. وجّه السيسي رسالة طمأنة إلى السياح في جميع دول العالم، إذ قال «بطمن أصدقائنا الفرنسيين إصابات كورونا في مقاصدنا السياحية تكاد تكون منعدمة».
وأكد الرئيس السيسي على أن مصر تتعامل مع ملف كورونا بشكل معتدل، قائلا: «المعدلات معقولة قياسا بالحالة الموجودة في العالم كله، وبتطمن كل أصدقائنا في المقاصد السياحية، معندناش مشكلة في كورونا».
وأشار إلى أن الجهود المستمرة بين تطبيق الإجراءات الاحترازية واستمرار النشاط الاقتصادي وتفعيل الحماية الاجتماعية، جعل مصر تحقق نموا اقتصاديا على مستوى العالم.
2. سُأل السيسي من أحد الصحفيين الفرنسيين عن أوضاع المجتمع المدني في مصر، فأجاب: «نُقدَّم وكأننا لا نحترم الناس، أو لا نحب مجتمعاتنا، وكأننا قادة مستبدون، لا يليق أن تقدموا الدولة المصرية بكل ما تفعله أنها نظام مستبد، لدينا أكثر من 65 مليون شاب، ولن يقبلوا أي نظام ضدهم».
وتابع: «معندناش حاجة نخاف منها أو نحرج منها، نحن أمة تحاول بناء نفسها في محيط مضطرب جدا».
3. أكد السيسي: «مصر دفعت ثمنا باهظا للإرهاب من كل طوائف الشعب، مصر عانت منه أكثر من أي دولة».
4. قال السيسي، إن مصر تضم أكثر من 55 ألف جمعية ومنظمة مجتمع مدني تعمل في إطار القانون دون أي معوقات.
وأضاف: «مصر أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل لشعبها في منطقة شديدة الاضطراب، مشيرا إلى أن مصر تواجه تنظيما إرهابيا عمره أكثر من 90 عاما يستهدف أمنها».
5. بخصوص أزمة الرسوم المُسيئة للرسول محمد، قال السيسي: «أكدت للرئيس الفرنسي على ضرورة عدم ربط الإرهاب والتطرف بأي دين وعدم الإساءة إلى الرموز الدينية».
وأضاف أنه يجب عدم ربط الإرهاب بأي دين والتمييز بالإسلام كدين والممارسات الأخرى العنيفة.
ومن جانبه قال ماكرون: «فرنسا كانت ضحية حملة كراهية ومقاطعة غذَّاها الجهل والتطرف وأشكر السيسي على هذه الزيارة التي تساعد على استقرار شراكاتنا».
«اتفقنا على أهمية العمل المشترك لزيادة الاستثمارات الفرنسية والاستفادة من المشروعات القومية».
6. قال السيسي إنه تم التوافق على رفع التبادل التجاري بين مصر وفرنسا.
ومن جانبه، قال ماكرون إن العالم يشهد حاليا أزمات صحية واقتصادية غير مسبوقة برمته عملت على زعزعة موازين القوى في بعض المناطق، مشيرا إلى الشراكة مع مصر أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضاف ماكرون، أن زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا شهادة للعلاقة القريبة بين البلدين.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد استهل اليوم الأول من زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس بمقابلة السيد «جان إيف لودريان» وزير خارجية فرنسا، وذلك مساء اليوم بمقر وزارة الخارجية الفرنسية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الخارجية الفرنسي رحب بزيارة السيد الرئيس إلى باريس، مؤكدًا ثقته في أن تلك الزيارة ومباحثات سيادته المرتقبة مع الرئيس الفرنسي «ماكرون» ستدعم مسيرة العلاقات بين البلدين على نحو بناء وإيجابي، في ظل تطلع فرنسا لتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.
كما أعرب «لودريان» عن تطلع فرنسا لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء التوازن الاستراتيجي الذي تقوم به مصر في شرق المتوسط ومحيطها الإقليمي، خاصةً أن مصر بقيادة السيد الرئيس نجحت خلال سنوات قليلة في استعادة دورها المحوري الإقليمي الفعال على نحوٍ عَكَس عراقة الحضارة المصرية الممتدة، وهو ما تجسد أيضًا في النجاحات الضخمة المتتالية داخل مصر سواء على مستوى الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب أو على المستوى الاقتصادي والتنموي والاجتماعي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع في كلٍ من شرق المتوسط وليبيا وسوريا والأزمات في بعض من دول المنطقة، حيث أكد السيد الرئيس أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الدعم الكامل من المجتمع الدولي لاستعادة المؤسسات الوطنية لتلك الدول من أجل عودتها إلى وضعها الطبيعي وتقويتها لمواجهة التدخلات والأطماع الخارجية ودحر خطر الإرهاب، وتحقيق التوازن بين دول المنطقة.
كما أكد السيد الرئيس حرص مصر على تدعيم الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع فرنسا، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط، معربًا سيادته في هذا الإطار عن التطلع للتنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، ومؤكدًا سيادته الأهمية المتنامية في الوقت الراهن لدعم جسور التواصل ومسارات الحوار سعيًا نحو تحقيق تفاهم مشترك بين العالمين الإسلامي والأوروبي على نحو من الاحترام المتبادل لخصوصيات كل منهما.
كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث تم التوافق على تركيز التنسيق المشترك بين مصر وفرنسا خلال الفترة المقبلة مع الشركاء الدوليين لإعادة مسار المفاوضات بين الطرفين من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.