«المنيحة» هي أعلى درجات التكافل الاجتماعى بين القبائل البدوية بمطروح، حين يود أن يساعد البدوى المقتدر أحد البدو الفقراء دون أن يشعره بالحرج، فيقوم بإعطائه «المنيحة».
وبحسب ما يقول حمد خالد شعيب، الباحث في التراث البدوى، أحد أعضاء أطلس الفلكلور المصرى، فالمنيحة هي أكبر من عادة بل قيمة إنسانية على أعلى مستوى من الرُقي والتحضر والتكافل الاجتماعي الحقيقي وليس ذلك الذي نسمع عنه من الكُبارات.. إنها الهبة والعطية بلا منّ ولا أذى ولا جرح مشاعر.
ويضيف: «كان أهلنا في البادية الذين وسّع الله عليهم في رزقهم لا ينسون الفقراء من أهلهم وجيرانهم والرعاة العاملين معهم فيمنحوهم شاة من الغنم أو عنزا حلوبا وعند الولادة القريب للشاه وقرب أن تضع ما في بطنها من ميلاد خير.
وللمنيحة شروط أهمها أن تكون حلوبًا حتى يستفيد منها الممنوحة له والشرط الآخر أن يقتسم المانح والممنوح ما تلده الشاة الممنوحة ولعل الغرض الواضح هو شراكة أما الغرض الخفي هو عطف وتكافل وتراحم وحفظ ماء وجه الفقراء من ذُل السؤال وقد يُمنح الفقير الواحد عددًا أكثر من شاة واحدة ومن أكثر من مانح حتى إنه بعد حولين أو ثلاثة «عامين أو ثلاثة» يستغني ويُعيد الأغنام لأهلها ويكون هو صاحب رزق مُستقل بذاته.