«زي النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي ألفريد فرج 4 ديسمبر 2005

كتب: ماهر حسن الجمعة 04-12-2020 04:50

عمل بالجزائر من عام ١٩٧٣ حتى ١٩٧٩، مستشارا لإدارة الثقافة بمدينة وهران ولإدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم العالى، وهو واحد من أعمدة المسرح العربى منذ فترة الستينيات وواحد ممن شكلوا الذائقة المسرحية الرفيعة قبل أن يصيبها ما أصابها مع التحولات التي أعقبت الانفتاح.

وهو واحد من الجيل الفارق الذي تلا جيل توفيق الحكيم وقد استحق بحق لقب شكسبير المسرح العربى، وهو ينتمى للجيل الذي ينتمى إليه يوسف إدريس وسعد الدين وهبة ونعمان عاشور وميخائيل رومان ومحمود دياب ورشاد رشدى.

ويمكن الوقوف في مسرحيات ألفريد فرج على هموم سياسية معاصرة مثلما في «الزير سالم»، التي تتناول حرب البسوس والتى نقف فيها على رؤية مسرحية للتمزق، وكان ألفريد فرج يرى في «ألف ليلة وليلة» معينا لا ينضب لأدب يجسد الهوية القومية، ومن أعماله الأخرى «سقوط فرعون» و«سليمان الحلبى»، التي تناولت قضية الاستقلال الوطنى، و«رسائل قاضى إشبيلية» والكوميديا الاجتماعية «زواج على ورقة طلاق»، ومسرحية «عسكر وحرامية» و«النار والزيتون» عن القضية الفلسطينية وكان آخر العروض التي قدمتها الدولة له على المسرح القومى، هو «عطوة أبومطوة» بطولة يحيى الفخرانى و«جواز على ورقة طلاق».

أما اسمه كاملا وسيرته فهو ألفريد مرقس فرج، وهو مولود في قرية كفر الصيادين بالزقازيق عام ١٩٢٩، ولكن نشأته الحقيقية كانت في الإسكندرية، والتى ظل بها حتى حتى تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام ١٩٤٩، وعمل مدرسا للغة الإنجليزية بعد تخرجه لست سنوات كما عمل صحفياً وناقداً أدبياً بمجلة «روزاليوسف» ومجلة «التحرير» وجريدة «الجمهورية» إلى أن تفرغ للمسرح خلال أعوام ١٩٦٤و ١٩٦٥.

وفى هذه السنوات تتابعت مسرحياته التي تناولت التغيرات الاجتماعية بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ وكانت علاقة ألفريد بالمسرح قد بدأت أثناء دراسته المدرسية من خلال التمثيل، ولأنه درس الإنجليزية فقد اطلع على المسرح الإنجليزى فقرأ لشكسبير وبرناردشو وأوسكار وايلد وكتب أول نصوصه بعنوان «صوت مصر».

وبسبب انتماءاته اليسارية اعتقل لخمس سنوات من ١٩٥٩إلى ١٩٦٤، وبعد خروجه حصل على منحة تفرغ وكتب «حلاق بغداد» و«سليمان الحلبى» التي كانت تناوُلاً لفكرة الحرية والاستقلال و«على جناح التبريزى وتابعه قفة»، وتقلد فرج بعض الوظائف ومنها مستشاربرامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية، ومستشار الهيئة العامة للمسرح ومدير المسرح الكوميدى ثم بلندن محررا ثقافيا في الصحف العربية في لندن، إلى أن توفى «زي النهارده» في ٤ ديسمبر ٢٠٠٥.