الموساد وسياسة «الأرض المحروقة».. لماذا اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده الآن؟

كتب: محمد عبد الخالق مساهل الإثنين 30-11-2020 02:20

قالت مديرة مبادرة مستقبل إيران بمجلس الأطلنطي، باربرا سلافين، إن اغتيال العالم النووي الكبير في إيران، محسن فخري زادة، لا يتعلق بوقف القنبلة النووية، ولكن بمنع الدبلوماسية، ومن ثم يجب على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ألا يدع هذا الاغتيال يفعل فعله.

أضافت «سلافين»، وهي أيضا متخصصة في الشؤون الخارجية ومحاضرة بجامعة جورج واشنطن، في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «عندما دبرت إسرائيل اغتيالات طالت نصف دستة من علماء النووي الإيرانيين في الفترة من 2010 إلى 2012، قال أنصار تلك الاغتيالات إنها تساعد في إبطاء البرنامج النووي في وقت تظهر فيه الدبلوماسية متعددة الأطراف قليلا من التقدم».

وأشارت إلى أن «قتل أحد كبار العلماء النوويين محسن زادة يأتي في سياق مختلف للغاية»، مؤكدة أن «إيران تقوم من جديد بإنتاج كمية كبيرة من اليورانيوم، ليست قريبة من المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي، وإجراءاتها مدفوعة بالانسحاب الإحادي من الاتفاق النووي الذي كان يهدف لتغطية قدرة إيران على تكديس يورانيوم عالى التخصيب بشكل كاف لصناعة سلاح واحد حتى يناير 2031».

وأضافت: «إيران أكدت مرارا أنها ستعود إلى الامتثال للاتفاق النووي إذا وافق بايدن على الشئ نفسه، ورفع العقوبات المرهقة التي راكمها الرئيس دونالد ترامب على عاتقها».

وتساءلت «سلافين»: «لماذا قتل فخري زاده الآن؟»، لتضيف: «رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبدعم الرئيس ترامب، يبدو عاقد العزم على سياسة الأرض المحروقة حتى يجعل العودة للدبلوماسية أمرا أكثر صعوبة في عهد الرئيس المنتخب جو بايدين».

وأردفت: «إسرائيل وإدارة ترامب على ما يبدو يخشيان من أن تسعى إدارة بايدن إلى عودة سريعة للاتفاق النووي، التي يمكن أن تنعش اقتصاد إيران المأزوم مما يجعل الأمر أكثر صعوبة فيما يتعلق باحتواء نفوذها في الشرق الأوسط».

ولفتت إلى أن «الحكومة الإسرائيلية لم تتحمل مسؤولية الاغتيال، غير أن عدة تقارير منشورة، والأسلوب الجرئ الذي قتل به فخري زاده يشيران بقوة إلى عملاء الموساد».

وقالت إن «إدارة ترامب من جانبها ربما علمت بالمخطط مسبقا أو ربما لم تعلم، ولكن وزير الخارجية، مايك بومبيو، كان في إسرائيل مؤخرا كما لم تقم الإدارة الأمريكية بإدانة حادث الاغتيال حتى الآن».

وأكدت أن «قتل فخري زاده، العقل المدبر الذي ذاع صيته بسبب جهوده السابقة للتسليح في إيران، لن يؤثر في الخبرات الفنية النووية الهائلة. وإيران لديها برنامج كان هدفه إنتاج رؤوس نووية الذي انتهى منذ 17 عامًا بعدما رصدته المخابرات الأمريكية وكشفت عنه إحدى جماعات المعارضة الإيرانية».

ونبهت إلى أن «الحادث الأخير ربما لا يستفز إيران كي تصنع أسلحة نووية، ولكنه سيغذى على الأرجح العداوة بين الولايات المتحدة وإيران، مما يجعل الدبلوماسية بينهما أكثر صعوبة، كما يقوي الجماعات المتشددة في إيران التي تعارض العودة للدبلوماسية، وهي جماعات تسعى إلى إتمام سيطرتها على الحياة السياسية الإيرانية في الانتخابات الرئاسية المقررة يونيو المقبل».

وتحدثت عن رد الفعل الإيراني الغاضب الذي أشار بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، متوقعة أن «تزيد إيران من دعمها لحركة حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني»، قائلة: «سوف تضمن بأن تظل إسرائيل الشيطان الأصغر في الدعاية الإيرانية في المستقبل المنظور، كما تكون الأهداف الناعمة الإسرائيلية ومن بينها السياح والطلاب، في خطر هم والمسؤولون الإسرائيليون في الخارج، وهو ما ينسحب أيضا على الأمريكان بسبب ارتباطهم بإسرائيل».

ونوهت إلى أنه «مع ارتفاع سخونة الأحداث، تواجه إدارة بايدن القادمة الآن تحديا خطيرا، وبايدن تعهد بالعودة إلى المفاوضات مع إيران، ولكنه هو وفريقه لا يمكن أن يفعلوا أكثر من بث رسالة عبر وسائل الإعلام لإيران تطلب منهم الصبر حتى تنصيب الرئيس الأمريكي في 20 يناير المقبل».