(5)
خرج من غرفته وتخلص من عقدته وصار مثل كل الناس يجرى عليه ما يجرى عليهم.. أصبح يرتاد مكاتب المحامين الذى يتعامل معهم.. ويجلس مع زملائه ويتناقش معهم فى القضايا فى بساطة وعفوية ولا يغضب أبدا إذا قال له أحدهم تشرب قهوة والا شاى يا كبش..؟ وعندما يعتذر ويصر صاحب الدعوة على كرم الضيافة قائلا.. طيب.. نجيب لك عصير فيرد توفيق مازحا.. لو عندكم عصير، برسيم يبقى مفيش مانع.. يضحكون وهو معهم يضحك بروح مرحة وإحساس حقيقى بالبهجة.. أيضا تواجد داخل قاعات المحاكم وصار يترافع فى القضايا حاضرا عن المحامين الكبار، وعلى الصعيد العام كان يرصد مساحات الضيق والاختناق من النظام والتى تتسع مع كل يوم، وكثيرا ما كان يسأل نفسه كل هذا الضيق والاختناق ومع هذا تسير الدنيا حواليه دون أقل قدر من التمرد.. إنه يحس بالسخط الراقد داخل النفوس والأجساد، ولأنه أصبح يتردد على المقاهى من آن إلى آخر فقد كان يسمع الآهات من الفساد والشتائم المباشرة للرؤوس الكبيرة، أدرك أن حالة الغضب أصبحت حالة عامة ولكن متى ينفجر هذا الغضب..؟ لماذا الناس فى بلده أصبحوا هكذا.. متفرقين.. منقسمين.. خائفين..؟ وعندما ذهب لأداء صلاة المغرب فى المسجد قرر البقاء حتى صلاة العشاء والاستماع إلى الدرس الدينى الذى كان موضوعه «المنكر»، وكان من الطبيعى أن يذكر الشيخ حديث رسولنا الكريم، من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.. هتف بصوت مسموع متى نصل إلى الحالة الأولى؟ وسرعان ما سمع الإجابة من جاره.. قريب قوى بإذن الله.. وفى المساء عندما اختلى بشاشة اللاب توب أحس بأن هناك أشياء كثيرة مختلفة، كان يرى الدخان يتصاعد من السطور بل الكلمات.. كان يمشى فى الشارع ويشم رائحة حريق دون أن يراه، أخذ يتأمل الدعوة إلى المظاهرة السلمية يوم 25 يناير والأفكار تصعد وتهبط فى رأسه.. يسخن فيقول إنها البداية ومعظم النار من مستصغر الشرر، ويبرد فيقول وآخرتها إيه..؟ كلها كام ساعة فى الشارع وفى النهاية الكل هيروح بيته.. وعلى رأى المثل آخرة الزمر «طيط»، وبينما هو فى حالة ما بين السخونة والبرودة قرر أن يشارك حتى يدرك على أرض الواقع ما يعجز عن إدراكه من خلال الشاشة، وهكذا وجد نفسه فى قلب أول حشد بدأ يتجمع، صحيح أنه لا يعرف أحدا ولكنه يحس أن كل من حوله يعرفهم ويعرفونه، وأنهم صحبة حلوة متآلفة كأنهم أهل وجيران.. تحرك الحشد البشرى على إيقاع هتافات حماسية كان من المرددين لها، و فجأة وجد فى داخله قوة جبارة ورغبة هادرة فى أن يهتف بهتاف ويتبعه الآخرون، ودون إعداد مسبق انطلقت الإرادة وحدها من داخله كأنها زئير أسد وهتف..
قوم يا مصرى.. مصر بتناديك..
وفى المرة الأولى رددها خلفه العشرات، وفى المرة الثانية هتفت بها المئات.. وفى الثالثة صارت هديرا كاسحا وسرعان ما تم حمله على الأعناق، ومع هذا الارتفاع المفاجئ وغير المتوقع رأى بوضوح جنود الأمن المركزى الذين يطوقون المظاهرة فارتعشت شفتاه قليلا وهو يهم بالهتاف إلا أنه عندما نظر إلى جموع المتظاهرين انطلق الهتاف قويا وتلقائيا.. وغمره شعور عجيب لم يدركه من قبل شعور بالقوة والصلابة، لم يعد وحيدا يعيش مع نفسه إنه واحد ضمن حشد هائل قوى ومؤثر.. سأل الله جاهدا ألا يحدث أى احتكاك بين قوات الأمن وأى فرد من أفراد المظاهرة، كان يدرك أن الحطب جاف وساخن وأى شرارة سوف تشعل نارا لا تنتهى.. وعندما تأمل الحشد الذى يتزايد وجد أن الحس الوطنى هو السائد والمسيطر تماما هتافات وطنية خالصة.. لافتتات تحمل شعارات وعبارات لا تحمل سوى الأمانى المكبوتة والأحلام المحبطة.. غابت الشعارات الدينية والفئوية والحزبية، كان الوطن هو الحشد.. ومصر فقط هى الوحيدة الموجودة فى الساحة وداخل العقول والوجدان.. فى اليوم الأول للثورة لم يكن هناك تواجد لأى شخص من جماعة الإخوان، ولو حتى على سبيل الفرجة، وكذلك التيارات الدينية الأخرى، وكان الظهور الأول من قبل التيار السلفى فى اليوم الثانى للثورة حيث ظهر الشيخ السلفى الشهير صاحب اللحية المصبوغة والكثيفة والذى يضع طرحة بيضاء على رأسه، وطالب المتظاهرين بطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه عملا بفتاوى الأئمة والفقهاء، وحذر من الخراب وسوء العواقب، وأن هذا الفعل هو مؤامرة على بلد من بلاد الإسلام.. وعندما وصل إلى الحشد الهائل الذى استقر فى ميدان التحرير نبأ هذا الداعية صاحب اللحية والطرحة البيضاء انبرى أحد الشباب معرفا من حوله بهذا الرجل السلفى بأنه صناعة سعودية ومن الطبيعى ألا يعجبه ما يجرى فى مصر الآن لأن زوال حكم ملك مصر ربما يكون سببا فى زوال حكم ملوك آخرين.. وهذا الداعية السلفى لا يعنيه أمر ملك مصر بالدرجة الأولى وإنما يعنيه أمر الملك الذى يدين له بالولاء والثراء..
(6)
كانت الأحداث تتلاحق فى سرعة حتى إن المظاهرة الحاشدة تحولت فعلا إلى ثورة عارمة وغاضبة وأدرك النظام أن زمام الأمور قد فلت تماما خصوصا بعد انسحاب قوات الشرطة والاختفاء المريب والفجائى واهتز الرئيس والحكومة وكل الطواقم المعنية بإدارة البلاد، وجرت محاولات عدة من أجل التهدئة إلا أن جميعها كانت فاشلة أمام موجات السخط التى شملت أنحاء البلاد، أراد النظام الحاكم أن يطفئ بركانا بأن يلقى ببطانية فوقه ليؤكد غطرسته وغباءه وجهله بقدرات شعبه.. فكان السقوط..
رن هاتفه المحمول وأضاء وعندما شاهد اسم الشخص المتصل كان لابد أن يجيب فالطالب هو أستاذه الدكتور ناجى مخلوف المحامى الكبير والفذ والذى انطلق بمجرد فتح الخط..
إنت فين يا توفيق..؟
أنا فى ميدان التحرير يا دكتور..
فى الميدان بتعمل إيه..؟ ما خلاص يا ابنى الحكاية خلصت والراجل غار فى ستين داهية.. تعالى عندنا شغل مهم..
من المحاولات الفاشلة التى قام بها النظام الحاكم فى أيام احتضاره أنه أقال وزارة وجاء بوزارة أخرى، وقيل إن كاهن القصر نصح باشا القصر بأن يتم القبض على عدد من كبار الحزب الحاكم مع بعض وزراء الحكومة المقالة ولو بشكل مؤقت على اعتبار أن ذلك فيه ترضية للجموع الغاضبة، والتجارب السابقة أكدت أن الشعب المصرى دائما يرضى بالقليل، وقد وجدت الفكرة قبولا واستحسانا لدى الرجل الذى يجلس على مقعد تحيط به النار من كل جانب، وها هو النظام يشرب دم رجاله أملا فى أن يعطيه الحياة التى يريدها.. ولكن خابت فكرة كاهن القصر وسقط مع الساقطين، ثلاثة من الساقطين الذين تم القبض عليهم اختاروا الدكتور ناجى مخلوف للدفاع عنهم.. وبناء عليه استدعى المحامى الكبير من يثق بهم ويطمئن إلى كفاءاتهم للمساعدة القانونية والبحثية وكان توفيق الكبش فى صدارة هؤلاء والذى أظهر اعتراضه الشديد حيث يرى أن الدفاع عن أباطرة النظام الساقط يشكل إساءة لمن يقوم به.. إلا أن الأستاذ الجهبذ ابتسم فى وجهه قائلا:
دا شغل يا ابنى.. وبعدين من حق كل متهم إنه يكون له محامى..
ظل توفيق الكبش صامتا لحظات ثم قال لأستاذه بكل وضوح وشفافية..
بالنسبة لى المسألة صعبة..
ليه صعبة يا توفيق..؟
وأسهب فى الإجابة حتى يقنع أستاذه الذى يحرص على عدم إغضابه قائلا إنه لن يكون مخلصا بالقدر الكافى نظرا لأنه شخصيا ساخط وناقم عليهم وعلى غيرهم من سفلة المسؤولين الكبار الذين عاثوا فى مصر فسادا، وقضايا الأموال العامة هذه مع الفساد والنهب والسلب شأنها شأن قضايا المخدرات التى يرفض الأستاذ الدكتور قبولها.. أيضا أن الثورة ما زالت على أول الطريق وأنه يريد أن يواصل ويستمر، خاصة أن له دورا مهما وبارزا فى ميدان التحرير وهو على رأس مجموعة ثابتة فى الميدان ولها دورها الفعال والمؤثر.. وهنا ابتسم الأستاذ الدكتور وقال:
بقيت زعيم يا توفيق..؟
وهنا هتف توفيق بسرعة وحسم كأنه يدفع عن نفسه تهمة:
أعوذ بالله..
وزعلان كده ليه.. هو عيب إنك تبقى زعيم..؟
أيوه يا دكتور عيب.. أصل كل البلاوى السبب فيها الزعماء..
عندك حق.. خصوصا أصحاب الزعامة الكاذبة..!
أحس أن أستاذه قد غضب منه بعض الشىء.. وها هى أول وخزة منه، ولكنه استمر فى سرد وجهة نظره وأن كل من يعرفونه فى الميدان من الثوار لن يقبلوا بهذا التناقض المفضوح، كيف يكون ثائرا ويشارك فى الدفاع عن الذين ثار عليهم.. وقرر أن يلعب قليلا مع أستاذه ويذهب بالموضوع إلى طريق آخر وقال فى حزن:
يا دكتور.. لو الحكاية فساد.. ونهب.. وسرقة.. كانت المسألة تبقى بسيطة..!!
وإيه اللى مش بسيط فى نظرك..؟
وانطلق توفيق فى حماس مشبع بالأسى.. الخراب السياسى والفكرى والاجتماعى الذى حل واستقر بالبلاد.. قتل الشخصية المصرية وتصحير عقول شبابها بإهمال التعليم والثقافة، وتخريب الاقتصاد وبيع الأيدى والأرجل، فصارت مصر قعيدة ومع ذلك لم يرحموها وإنما دربوها على التسول وهم أول من تسولوا بها.. لقد أهدروا ماءها وأحرقوا زرعها وأتلفوا أرضها وأصابوا أهلها بأخطر الأمراض وغير ذلك كثير، وللأسف كل هذه يصعب استردادها.. صمت الدكتور ناجى مخلوف لحظة ثم قال وهو يشعر بسعادة:
هقول لك على حاجة محدش يعرفها غير المدام بتاعتى..
هنا فقط أدرك توفيق الكبش أن أستاذه قد قبل بوجهة نظر تلميذه، وأنه صرف النظر ولو مؤقتا عن مسألة مشاركته فى الدفاع من الباطن عن المجموعة الأولى من المتهمين، وأخذ يستمع بشغف إلى أستاذه الذى أخبره أنه رفض أن يكون وزيرا فى عهد مبارك وأن الوزارة عرضت عليه أكثر من مرة وذلك لأنه علم أن مبارك كان ترتيبه ما قبل الأخير فى دفعة التخرج من الكلية الحربية، وأن أقصى طموحه بعد تركه للخدمة العسكرية أن يحصل على وظيفة محترمة فى شركة مصر للطيران.. فكيف يكون مرؤوسا لرجل بلا طموح ولاثقافة.. وعندما أدرك الدكتور أن الكبش لم يعلق استطرد فى هدوء:
شوف يا ابنى هتسمع كتير عن حسنى مبارك.. حتى اللى ما يعرفش عنه حاجة هيقول عنه حاجة..؟ بس دا اللى حصل.. الراجل ما كنش ينفع من الأصل.. الله يرحمه السادات..
هنا انطلق الكبش
السادات.. والا الأمريكان..
هتفرق إيه يعنى.. النتيجة إنه ركب ومرضيش ينزل..
وزعق الكبش فى إصرار وحماسة:
بس نزل..
إلا أن رد أستاذه الدكتور فجر فى داخله كل ينابيع الحزن والأسى.. ذلك الحزن الذى يجرح الفؤاد ويدفع بالدموع إلى الانسياب..
أيوه نزل.. لكن بعد إيه..؟!
(7)
الإقامة الدائمة فى قلب ميدان التحرير فرضت عليه العزلة التامة وكان لايعرف أى شىء عما يجرى فى سائر البلاد.. مجرد أخبار قصيرة ومتناثرة تتطاير وتنتقل من شخص إلى آخر.. وعندما خرج من مكتب الأستاذ الدكتور تذكر أن هناك حظر تجول، ولأنه عقد العزم على أن يبيت ليلته خارج الميدان وأن ينام فى فراشه ويطمئن على الوالدة ويحصل على الحمام الذى أصبح ضروريا وملحا بعد أن أصبحت رائحته على غير ما يجب.. وعندما أظهر مخاوفه هذه أخبروه أنه حظر تحول هين ولين، ويمكن أن يصل إلى بيته فى أمان الله طالما أنه يحمل بطاقة الرقم القومى وكارنيه النقابة.. وفى البيت استقبلته الأم بكل الشوق والمحبة والترحاب رغم أنها اختصرت مدة العناق والأحضان نظرا لرائحته التى طغت على عاطفة الأمومة.. دفعت به إلى الحمام ودخلت إلى المطبخ لتعد له وجبة ساخنة وبعد أن خرج إليها نظيفا رائقا تأملته قائلة:
البلد بقى حالها مايل كده ليه يابنى..؟
تغيرت ملامحه وأحس أنه تلقى صفعة قوية على وجهه من أعز الناس.. وقال للأم فى هدوء:
إوعى تقولى الكلام دا قدام حد غريب، أحسن يعتبروكى من الفلول.. وبعدين البلد حالها مايل ليه.. الثورة عشرة على عشرة وزى الفل..
وضعت أمامه طبق كباب الحلة وجلست تؤكلّه وقالت:
بقى تبقى جوه الثورة وفى قلبها ومش عارف اللى بيجرى فى البلد..؟
وانطلقت الأم تقص وتحكى وتؤكد أنها تعرف أكثر مما يعرف فهى تجلس أمام التليفزيون ليل نهار، وهى تمسك بالريموت فى يدها لا تتركه أبدا وتقلب لاهثة وراء القنوات.. أما هو فقد كان ميدان التحرير هو مصر بالنسبة له، عرف منها أن الغضب شمل كل بلاد مصر وليس القاهرة فقط.. وأن أول شهيد كان فى مدينة السويس.. وأن البلد كلها لم يعد فيها أمان بعد أن أصبح البلطجية هم أسياد البلد وحكامها والحرامية هم تاج رأسها ومصمصت شفتيها فى حسرة وقالت:
واللى جرى فى البوليس مجراش على حد.. بتوع البوليس اللى طول عمرهم كان لهم شنة ورنة عملوا فيهم زى ما بيعملوا فى حرامية الجزم من على أبواب الجوامع.. لهم حق يروحوا وما يرجعوش..
وأدركت أن كلامها هذا أفقده الشهية وهو المقيم فى التحرير وبالتأكيد كان يأكل ما لا يؤكل، وعندما أحست بالخطأ الذى ارتكبته أرادت أن تعيد إليه شهيته التى تبددت فقالت:
لكن.. البركة فى الجيش..
ولكن كان الأوان قد فات.. مسح فمه بالفوطة قائلا:
الحمد لله.. تسلم إيدك يا امه..
وعندما أدركت فشل سعيها فى إعادة الشهية إليه قررت الاستمرار فى بث تساؤلاتها حيث قالت:
ليه الجيش مش عارف يظبط البلد..؟ دا عنده دبابات..
رد عليها بهدوء وثقة بما يفيد بأن الدبابة تصلح لمهاجمة موقع أو هدم مانع أو تدمير عائق أو نسف جدار حصين.. ولكنها لا تصلح لمطاردة بلطجى أو سارق، وشرد بذهنه لحظات.. هذا ما كان يريده الرئيس المخلوع الفوضى.. ألم يخطب فى الناس قائلا إما الشرعية وإما الفوضى، ولأنه يرى فى نفسه «الشرعى الوحيد» فهذه الفوضى تقهر الثورة وتفضى بالبلاد إلى الهلاك.. وأخرجته الأم من شروده عندما سألته فى عفوية:
مصر مين اللى بيحكمها دلوقت يا توفيق يا ابنى..؟
الجيش.. المجلس العسكرى..
وهو الجيش يعرف يحكم..؟
الجيش يعرف يحارب ياماما..
الحكم حاجة والحرب حاجة..
ماهو علشان كده.. مش هيطول فى الحكم.. كام شهر ويمشى..
لو عمل كده يبقى عداه العيب.. أصله بصراحة يا ابنى.. مش عارف يظبطها.. لاهوّه.. ولا شرف فتح الباب اللى بيطلع فى التليفزيون يقول شعر..
ضحك عاليا فسرت الأم لذلك واستطردت وهى فى حالة انشراح:
وعزة الله بيفكرنى بالشاعر فاروق شوشة.. هوه شرف ده بيعمل إيه بالظبط..؟
بيمشى الأحوال..
فين هية الأحوال الماشية دى..؟ عمرنا ما شفنا وقف حال أكتر من اللى احنا فيه..
ويبدو أن طبق «كباب الحلة» الدسم بدأ يعمل مفعوله وشعر بالتثاقل وأصابته نوبة من التثاؤب ورد عليها فى بطء شديد:
ع.. ع.. على العموم لسه ما خدش فرصته..!!
هنا أدركت الأم مدى حاجته إلى النوم فأخذت بيده قائلة..
قوم نام يا ابنى.. إنت جعان نوم..
«كان يمشى فى الشارع ويشم رائحة حريق دون أن يراه
أخذ يتأمل الدعوة لمظاهرة 25 يناير والأفكار تصعد وتهبط فى رأسه»
«فجأة.. وجد داخله قوة جبارة ورغبة هادرة فى أن يهتف ويتبعه الآخرون فانطلقت الإرادة كأنها زئير أسد.. وهتف: قوم يا مصرى.. مصر بتناديك»
«عندما وصل إلى الميدان وجد أحد الشباب ينبه إلى أن هذا الداعية السلفى صناعة سعودية، ولا يعنيه أمر مصر، وإنما أمر من يدين له بالولاء والثراء»
«وجدت الفكرة قبولاً واستحساناً لدى الرجل الذى يجلس على مقعد تحيط به النار من كل جانب، وها هو النظام يشرب دم رجاله أملاً فى أن يعطيه الحياة التى يريدها»
(تصحيح.. واعتذار)
ورد فى الحلقة الأولى خطأ غير مقصود بإحدى آيات القرآن الكريم، حيث كتبت الآية «ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم والفسوق بعد الإيمان»، والصحيح «ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان» لذا وجب التصحيح.. والاعتذار.
فى حلقة الخميس المقبل:
توفيق الكبش ينسحب من الميدان سجن مزرعة طرة أصبح له شهرة واسعة بعد استقباله العتاة الجبارين