جدل حول استخدام «ريمديسفير» لعلاج كورونا: «الصحة العالمية» تُشكك و«المفوضية الأوروبية» تُوصي و«جلياد» تتحفظ

>>/ الشركة المنتجة للعقار: يُستخدم في50 دولة حول العالم بينها مصر
كتب: إبراهيم الطيب السبت 28-11-2020 12:22

فيما يبدو أنه صراع خفي بين منظمة الصحة العالمية وهيئة الأدوية الأغذية الأمريكية والمفوضية الأوروبية، حول الأدوية والبروتوكولات العلاجية المُستخدمة في علاج فيروس كورونا، أعلنت إحدى لجان منظمة الصحة العالمية، منع استخدام عقار ريمديسيفير في علاج كورونا، بدعوى أنها لم تجد أدلة كافية على أن العقار حسن من صحة المرضى.

وبعد ساعات من إعلان المنظمة هذا التحذير، أكدت المفوضة الأوروبية عدم تغيير توصيتها باستخدام الدواء المضاد للفيروسات، في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد، وطالبت الوكالة الأوروبية للدواء، المنظمة باطلاعها على الدراسات، التي أجرتها، وأفادت بأن الدواء غير فعال في مواجهة كورونا، على نقيض العديد من الدراسات العالمية التي أثبتت أهمية استخدامه كعلاج يهاجم الفيروس المسبب لمرض كورونا بشكل مباشر، ويمنع انتشاره داخل الجسم.

ويعتبر الـ«ريمديسيفير»، أول عقار اجازت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية «FDA» استخدامه في علاج مرضى كورونا، ويستخدم في مستشفيات ما يزيد عن 50 دولة في علاج مرضى كورونا، منها أمريكا، وألمانيا، وبريطانيا، واليابان.

وفيما قالت اللجنة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في إرشاداتها حول استخدام عقار «ريمديسفير» أنه لم تجد اللجنة أدلة كافية على أنه حسن نتائج تهم المرضى مثل انخفاض معدل الوفاة وتراجع الحاجة إلى التنفس الصناعي وتقليص وقت التحسن السريري، من ضمن أمور أخرى، ردت الشركة العالمية المنتجة لهذا العقار على بيان الصحة العالمية، وأكدت «جلياد» العالمية المنتجة للدواء في بيان صحفي، تحفظها على دراسة منظمة الصحة العالمية، خصوصاً وأن الحديث عن عدم جدوى الدواء في مواجهة كورونا، يأتي في وقت تتزايد فيه أعداد المصابين بالفيروس كورونا العالم، وفي ظل اعتماد الأطباء عليه بصفته المصرح به في عديد من الدول لعلاج فيروس SARS-Cov2 المسبب لإصابة فيروس كورونا.

وشددت، على أن الموافقة على استخدام «ريمديسفير» في علاج مرضى كورونا جاء بناءا على دراسات محكمة، تدرس شريحة متنوعة وعشوائية من المرضي ومنشورة في المجلات العالمية، وأظهرت هذه الدراسات جدوى «ريمديسفير» في تقصير مدة العلاج، وبالتالي تقليل العبء على موارد المستشفيات.

وأوضحت، أن هناك 3 تجارب سريرية عشوائية خاضعة للرقابة أجريت على الدواء، بما في ذلك «تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية خاضعة للتحكم الوهمي»، موضحة أن هذه التجارب تعتبر «المعيار الذهبي لتقييم فعالية وسلامة الأدوية التجريبية في الصناعة الدوائية».

وأكدت «جلياد»، أن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أمريكا، أكد في دراسة أجراها أن «رمدسيفير» يؤدي إلى تعافي أسرع بخمسة أيام للمرضى المتواجدين في المستشفى بشكل عام، وشفاء أسرع بسبعة أيام للأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم الأكسجين (الحالات المزمنة).

وأشارت إلى مراجعة بيانات الدراسة، ونشرها في المجلة العلمية «New England Journal of Medicine»، موضحة أن الدراسات التي تم إجرائها على الدواء دعمت الموافقات التنظيمية أو التراخيص المؤقتة لاستخدامه في علاج فيروس كورونا في حوالي 50 دولة حول العالم.

وشددت على أن نتائج الدراسة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية غير متوافقة مع الأدلة الأكثر قوة الناتجة من التجارب التي أجريت من قبل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID)، وتجارب «جيلياد»، والتي أثبتت نتائجها صحة الفوائد السريرية للرمدسيفير.

من جانبه، علق الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق وعضو اللجنة العليا للفيروسات، قائلاً إن استخدام «رمديسفير» مبكراً قبل دخول الفيروس إلى الخلايا الرئوية يعطي نتائج جيدة للغاية، حيث انه يقلل من تكاثر الفيروس، وبالتالي يمنع تطور الحالة وهذا ما أثبتته الدراسات في أكثر من ٥٠ دولة، وتنبهت إليه اللجنة العلمية ووزارة الصحة وأدرجته ضمن البروتوكول الحالي في مصر.