«زي النهارده».. وفاة الكاتب الأمريكى يوجين أونيل 27 نوفمبر 1953

كتب: ماهر حسن الجمعة 27-11-2020 03:11

يوجين جلادستون أونيل كاتب مسرحى أمريكى حاصل على جائزة نوبل في الآداب في عام ١٩٣٦، وكانت مسرحياته من المسرحيات الرائدة في مجال القضايا الإنسانية والواقعية، كما عنى بالشخصيات التي تعيش على هامش المجتمع وبين كل مسرحياته ذات الطابع التراجيدى كتب يوجين أونيل مسرحية كوميدية هي «آه أيتها البرارى» التي صدرت في ١٩٣٣ ويمكن القول أن المسرح الأمريكي قد أحدث نقلة مهمة ومعاصرة على يد يوجين أونيل وأنه أحد المؤسسين للمسرح هناك ومثلما كانت أعماله جاذبة للجمهور فقد حظيت باهتمام نقدى واسع وهو مولود في ١٦ أكتوبر ١٨٨٨فى أحد الفنادق العامة، حيث كانت تقيم العائلة إقامةمؤقتة في نيويورك لأب ممثل في المسرح هو جيمس أونيل أما والدته فكانت أمريكية من أصل إيرلندي وكانت ولادة أونيل على يد طبيب يفتقر للمهارة فعولجت أمه بالمورفين وأدمنته، ولما علم وهو في سن المراهقة أن والدته أصبحت مدمنة بسبب ولادته شعر بالذنب ،قضى أونيل سنوات طفولته في غرف الفنادق أو مسافراً أو منتظراً خلف خشبات المسارح التي عمل ولم يهنأ بالاستقرار وكان المسرح جزءاً أساسياً من حياته وقد التحق بمدرسة داخلية في نيويورك ثم في ستامفورد في ولاية كونتيكت، ثم التحق بجامعة برنستون وأمضى هناك عاماً ثم تركها ساعياً للحصول على ما أسماه بالتجربة التعليمية الحقيقية وعمل بحّاراً، وأمضى وقتاً يتسكع في موانئ متعددة حول العالم ولما بلغ الرابعة والعشرين عمل صحفياً ونشر بعضاً من القصائد، وأصيب بالسل وقضي ستة أشهر في مصح وهناك أتيحت أصلح من نفسه وبدأ الكتابة للمسرح ثم التحق بجامعة هارفرد ليدرس مادة الكتابة المسرحية على يد أستاذ المسرح والناقد والكاتب جورج بيكر وانصرف للكتابة ومثّلت أولى مسرحياته عام 1916 فرقة مسرحية تجريبية وعرضت مسرحيته «مبحرون شرقاً إلى كارديف على مسرح قديم على رصيف ميناء وفي خريف ذلك العام قدمت مسرحيته ضمن أول عرض للفرقة في نيويورك وعرضت الفرقة في السنين الأربع التالية جميع مسرحياته ذات الفصل الواحد التي تدور حول البحر والبحارة وأعطته هذه المسرحيات بعض الشهرة قبل أن تعرض مسرحيته الطويلة «وراء الأفق» على مسارح برودواي في 1920، ومدح النقاد الواقعية المأسوية للمسرحية ونال أونيل جائزة بوليتزر عنها، وحصل على الجائزة نفسها ثلاث مرات أخرى عن مسرحياته «آنا كريستي» و«فاصل غريب» و«رحلة يوم طويل في الليل»التي كتبها في الأربعينات ولكنها عرضت عام 1957 وحصل على اهتمام الجمهور المسرحي وازدادت شهرته ومكانته في السنوات التالية التي كتب فيها عشرين مسرحية طويلة وأصبحت أعماله من أكثر الأعمال الأدبية ترجمة وإخراجاً

وكان في العشرينات قد قوبلت مسرحية «الامبراطورجونز»بحماسةٍ كبيرةٍ،ثم عرضت في بروداوي أكثرمن مئتي مرة وحولت إلى أوبرا عام 1933 وأحس أونيل بأنه كاتب ناجح حين عرضت مسرحيته «القرد كثيف الشعر» في برودوي عام 1922ثم كانت مسرحيته«رغبة تحت شجر الدردار» ثم «الإله الكبير براون» ثم «فاصل غريب

وأخرجت ثلاثية أونيل «الحِداد يليق بالكترا» عام 1929، ونالت هذه المسرحية مديحاً لم تحصل عليه أي من مسرحياته الأخرى وبعد كل المآسي هذه دخل أونيل مرحلة جديدة تتصف بفقدان الثقة والمسرحيات التي كتبها في الثلاثينات تبدأ بدايات غير واضحة وأفضلها مسرحيته الطويلة «عودة رجل الثلج» المبنية على أيامه في الحانات والموانئ ومنذ البداية حاول أونيل أن يحول حياته الشخصية إلى فن مسرحي ونجح في هذا في الأربعينيات حين كتب «رحلة يوم طويل في الليل» لكنه أوصى أن تُخرج بعد موته غير أنها أُخرجت عام 1957.

ومن مسرحياته الأخري «العنكبوت» و«قاصد إلى شرق كارديف» و«فى الطوق» و«الرحلة الطويلة إلى الوطن» و«قمر الكارييز» و«الحبل» و«وراء الأفق» و«الإمبراطور جو نز» و«الغوريلا» و«الإله براون» تزوج أونيل ثلاث مرات وأنجب ثلاثة أولاد، ولكنه أصبح غريباً عن كل أولاده وقد انتحر أكبرهم وأصاب أونيل مرض منعه من الكتابة، ثم مات في غرفة بفندق في بوسطن «زي النهارده» فى٢٧ نوفمبر ١٩٥٣ بعد أن قال: «ولدت في غرفة فندق لعينة وأموت في غرفة فندق».