الصادق المهدي.. رحيل هادئ لـ«إمام المعارضة السودانية» (بروفايل)

كتب: فاطمة محمد, وكالات الخميس 26-11-2020 14:32

تُوفي زعيم حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي، فجر الخميس، عن عمر ناهز 85 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد تدهور حالته الصحية، ونقله إلى دولة الإمارات، لتلقي العلاج.

وأعلنت الحكومة الانتقالية في السودان، التي تحكم بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والجماعات المدنية، الحداد ثلاثة أيام على روح «المهدي».

نشأ الصادق المهدي داخل عائلة سياسية عريقة في السودان، فجده الأكبر محمد أحمد المهدي، الذي أسس الحركة المهدية في السودان، وجده المباشر عبدالرحمن المهدي، ووالده هو الصديق المهدي.

حصل «المهدي» على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة في عام 1957، وتولى منصب رئيس الوزراء ممثلاً عن حزب الأمة في حكومة ائتلافية مع الحزب التجمع الاتحادي عام 1966.

وفي عام 1969 قاد الجنرال جعفر النميري انقلابًا عسكريًا، وسيطر على البلاد حتى عام 1985، وألقي القبض على «المهدي»، وتم نفيه إلى القاهرة، وعاش تحت الإقامة الجبرية.

وعقب الإطاحة بحكم «النميري» في عام 1985 في انقلاب عسكري قاده الجنرال سوار الذهب جرت انتخابات تشريعية، فاز فيها حزب الأمة بالأكثرية، وانتخب «المهدي» رئيسًا للوزراء.

وفي عام 1989، قاد الجنرال عمر البشير انقلابًا عسكريًا أطاح بحكومة «المهدي»، وفرض على البلاد الحكم العسكري، وزج بـ«المهدي» في السجن، وبنهاية عام 1990 وضع في الإقامة الجبرية في منزل زوج عمته.

التقى «المهدي» بالرئيس «البشير» في جيبوتي عام 1999، وبعدها بعام عاد إلى البلاد، وفي عام 2002 انتخب إمامًا لحركة الأنصار، وبعدها بعام أُعيد انتخابه رئيسًا لحزب الأمة، وكذلك عام 2009.

وفي ديسمبر 2018، عاد «المهدي» إلى السودان، بعد ما يقرب من عام قضاه في منفى ذاتي بالخارج، في الوقت الذي اشتدت فيه الاحتجاجات على تدهور الأوضاع الاقتصادية وحكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

وجه «المهدي» انتقادات حادة لنظام «البشير»، فقد دعا الحكومة السودانية إلى سحب قواتها المشاركة في الحرب الدائرة في اليمن، واصفًا مشاركة السودان فيها بـ«الخطأ الكبير».

كان حزب الأمة المعتدل الذي ينتمي إليه «المهدي» من أكبر أحزاب المعارضة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، وظل شخصية مؤثرة في الشارع السوداني حتى بعد الإطاحة بـ«البشير» في أبريل 2019.

كانت ابنته «مريم»، نائبة زعيم حزب الأمة، من بين المعتقلين خلال المظاهرات، ورغم عدم الإعلان عن خليفة لرئيس الحزب بعد، فقد كانت «مريم» أبرز قيادة في الحزب في المفاوضات السياسية ووسائل الإعلام في السنوات الأخيرة.

ولزعيم حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي، عدة مؤلفات تذخر بها المكتبة السودانية منها «مستقبل الإسلام في السودان» و«الإسلام والنظام العالمي الجديد» و«السودان إلى أين».