«بايدن» يطوى صفحة «أمريكا أولًا» ويعلن: «أمريكا عادت»

كتب: محمد البحيري, وكالات الأربعاء 25-11-2020 21:47

أعلن الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن طى صفحة سياسات «أمريكا أولا» التى اتبعها الرئيس دونالد ترامب، وقال إن الولايات المتحدة ستكون «مستعدة للقيادة» مجددا على الساحة العالمية، متعهدا بالعمل مع حلفاء واشنطن فى الخارج.

وفى معرض تقديمه لفريقه للسياسة الخارجية والأمن القومى، أشار بايدن إلى نيته بعد تولى السلطة فى 20 يناير إبعاد الولايات المتحدة عن النهج الوطنى أحادى النزعة الذى تبناه ترامب.

وقال بايدن إن فريقه، الذى يضم أنتونى بلينكن مرشحه لتولى وزارة الخارجية، ومساعده الذى يحظى بثقته، سينأى بنفسه عما سماه الرئيس المنتخب «الفكر العتيق والأساليب القديمة» فى منهجه للعلاقات الخارجية.

وأضاف بايدن، فى لقاء بمسقط رأسه بمدينة ويلمجنتون فى ولاية ديلاوير: «إنه فريق يجسد حقيقة أن أمريكا عادت ومستعدة لقيادة العالم، وليس الانسحاب منه، وسيجلس مرة أخرى على الطاولة وهو مستعد للتصدى لخصومنا وتقبل حلفائنا والدفاع عن قيمنا».

ويرجح المراقبون أن تركز السياسة الخارجية فى عهد بايدن على نهج أكثر تعددية ودبلوماسية بهدف إصلاح علاقات واشنطن مع حلفاء رئيسيين، وتبنى توجهات جديدة بخصوص قضايا مثل تغير المناخ، لكن ثمة من يشكك فى فاعلية ذلك فى ظل تفاقم المشاكل الداخلية الأمريكية، لا سيما على صعيد الاقتصاد.

وقال بايدن إنه فوجئ فى اتصالات مع زعماء نحو 20 دولة «بمدى تطلعهم إلى عودة الولايات المتحدة لتأكيد دورها التاريخى كزعيمة للعالم».

ويأتى وعده باحتضان تحالفات، من بينها تحالفات فى منطقة آسيا والمحيط الهادى، بعد تدهور فى العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، والذى أعاد إلى الأذهان فترة الحرب الباردة.

وشهد العام الأخير لإدارة ترامب انتقادات متكررة للصين، إذ دب خلاف بين القوتين حول معالجة الصين لجائحة فيروس كورونا وتدهور الحريات فى هونج كونج والخلافات الإقليمية فى بحر الصين الجنوبى.

وبينما من غير المرجح أن تجد الصين فى بايدن بديلا أكثر مرونة من ترامب، يتوقع دبلوماسيون ومحللون نبرة أكثر حذرا وجهودا أكبر لتقوية التحالفات للتصدى لبكين.

وقال بايدن إن العمل مع الحلفاء يساعد فى جعل أمريكا آمنة دون الانخراط فى «حروب غير ضرورية». ولم يشر إلى الحرب فى أفغانستان، أطول الحروب التى خاضتها الولايات المتحدة، فيما يتحرك ترامب لتقليص القوات الأمريكية هناك.

وقال بايدن إن فريقه قادر على بدء التنسيق مع إدارة ترامب فى الأمن القومى وجائحة فيروس كورونا وخطط توزيع اللقاح منذ أن حصل على الضوء الأخضر لبدء نقل السلطة رسميا يوم الاثنين.

وقال بايدن، فى مقابلة مع شبكة إن.بى.سى. التليفزيونية :«لن نكون بعيدين عن المنحنى إلى الحد الذى كنا نظن فى الماضى، وهناك الكثير من المباحثات المباشرة، ويجب أن أقول إن التواصل كان صادقا».

وفى لفتة أخرى على أن ترامب سلم بهزيمته فى الانتخابات، أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لتلقى بايدن تقارير المخابرات اليومية للرئيس. وقال بايدن إنه حصل على أحد هذه التقارير يوم الاثنين، لكن يتوقع أن يحصل عليها بشكل منتظم.

وحث بايدن مجلس الشيوخ، عند تقديم فريقه للأمن القومى، على أن يحدد «جلسة استماع عاجلة» لمرشحيه الذين يحتاجون إلى تصديق من المجلس وعبر عن أمله فى أن يتمكن من العمل مع الجمهوريين «بحسن نية للمضى قدما». وأضاف: «دعونا نبدأ ذلك العمل لرأب الصدع وتوحيد أمريكا والعالم أيضا».

من جانبه، عفا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن ديك رومى يحمل اسم «كورن»، أمس، لينقذه من الذبح، عملا بالتقليد السنوى فى البيت الأبيض قبل عيد الشكر الذى يحل هذا العام وسط تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وقال الملياردير الجمهورى إن «عيد الشكر يوم مميز للديوك الرومية»، لكنه «لأكثريتها ليس يوما سعيدا». وجاء كلامه خلال هذا الطقس السنوى فى البيت الأبيض الذى يقوم به للمرة الأخيرة فى ولايته بمناسبة العيد العائلى الذى يحل اليوم ويستهلك خلاله الأمريكيون على مائدة العشاء مع عائلاتهم 45 مليون ديك رومى سنويا، لكن السلطات الصحية دعت الأمريكيين هذا العام إلى ملازمة المنزل فى ظل الارتفاع الكبير فى الإصابات بكوفيد-19 فى الولايات المتحدة، حيث حصد الوباء أرواح ما يقرب من 260 ألف شخص.

ونال «كورن» هذا العفو بعدما تغلب على ديك رومى آخر بنتيجة تصويت على «تويتر»، لكن المنافس الخاسر «كوب» سينجو بريشه أيضا وفق التقليد. وسيوكل الديكان الروميان المربّيان فى مزرعة فى مدينة والكوت فى أيوا، إلى رعاية جامعة ولاية أيوا، حيث سيعيشان تقاعدا «طويلا وسعيدا للغاية».

وبعد العفو عن الديك الرومى، نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إن ترامب أبلغ حلفاءه بأنه يعتزم العفو عن مايكل فلين، مستشار الأمن القومى السابق الذى أقر بالذنب فى الكذب على مكتب التحقيقات الاتحادى (إف.بى.آى) فى تحقيق بشأن التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة عام 2016، لكن المصدر قال إنه لا يزال بإمكان ترامب تغيير رأيه بخصوص العفو المقرر، الذى تحدث عنه أولا موقع أكسيوس الإخبارى.

وأقر فلين، وهو جنرال متقاعد بالذنب فى عام 2017، بأنه كذب على مكتب التحقيقات الاتحادى بخصوص تعاملات أجراها مع السفير الروسى فى الولايات المتحدة فى الأسابيع التى سبقت تولى ترامب المنصب. لكنه سعى بعدئذ لسحب الإقرار زاعما أن المحققين انتهكوا حقوقه وخدعوه فى اتفاق بالإقرار بالذنب.