تلاعب بالمنافسين كيفما شاء، عبّر عن موهبة كروية فذة ونادرة في الملاعب العالمية خطفت قلوب وعقول أنصار المستديرة، وكان سبباً في زيادة شعبية اللعبة بشكل عام في فترة الثمانينات وبدايةً التسعينات، الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، يرحل عن عالمنا اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري عن عمر يناهز الستين من عمره، اثر أزمة قلبية.
وُلد مارادونا في الثلاثين من أكتوبر من عام 1960 بمدينة لانوس الأرجنتينية، وبدأ رحلته الاحترافية مع المستديرة وهو دون الـ 16 عاماً بصفوف فريق أرجنتينوس جونيوزر واستمر معه حتى عام 1981 وسجل معه 115 هدفاً في 167 مباراة، قبل أن يحول وجهته في موسم 1981-1982 لفريق بوكا جونيورز، قبل أن يخطو مارادونا خطوة عملاقة بالانتقال لصفوف برشلونة والدفاع عن ألوان قميصه ما بين عامي 19852 و 1984، ثم خوض أكثر من تجربة بالدوريات الأوروبية مع اشبيلية الاسباني ونابولي الايطالي واسدال الستار على مسيرته الكروية المبهرة بالعودة لبوكا جونيروز في 1995 والاعتزال داخل صفوفه بعد عامين.
ونجح مارادونا في تسجيل 259 هدفاً مع جميع الأندية التي لعب بقميصها خلال 491 مباراة، وعلى مدار 17 عاماً لعب خلالهم بشكل أساسي بصفوف المنتخب الأرجنتيني نجح مارادونا في تسجيل 34 هدفاً في 91 مباراة رسمية.
الانجاز الأكبر في تاريخ مارادونا كان بقيادة راقصي التانجو المنتخب الأرجنتيني للتتويج بكأس العالم عام 1986 بالمكسيك، وهي النسخة من المونديال التي سجل خلالها النجم الأرجنتيني أشهر هدفين في تاريخ المستديرة بالقرن الماضي أحدهما بلمسة يد واضحة في شباك المنتخب الانجليزي في ربع النهائي، وهدف ربما يكون الأجمل في تاريخ اللعبة خلال المباراة نفسها بعد مراوغة الجميع، كذلك عانق مارادونا عدة ألقاب أخرى منهم ثلاثية الدوري والكاس والسوبر مع برشلونة، وألقاب الدوري والكأس والسوبر الايطالي والدوري الاوروبي مع نابولي، ودوري الدرجة الأولى الأرجنتيني مع بوكا جونيورز، كذلك عناق كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً في 1979.
أما عن الألقاب الفردية في مسيرة مارادونا فحدث ولا حرج، في مقدمتها المرة الذهبية في عام 1986، كأفضل لاعب في العالم، والحذاء الفضي في مونديال 1986، وجائزة أفضل لاعب في قارة أمريكا الجنوبية في عامي 1979 و 1980، ولاعب العام في الأرجنتين خلال 4 مرات أخرهم في 1986، كذلك الكرة الذهبية في كأس العالم للشباب 1979، كمال نال الراحل عدد كبير من الألقاب الفردية الأخرى كهداف كأس ايطاليا في 1987-1988، وهدفا الدوري الأرجنتيني في 3 مواسم، وصاحب جائزة لاعب القرن من الفيفا، كذلك جائزة هدف القرن، والذي سجله في مرمى المنتخب الانجليزي.
واتجه مارادونا لمجال التدريب عقب انهاء مشواره مع كرة القدم وتولى تدريب عدد كبير من الأندية والمنتخبات على رأسهم المنتخب الأرجنتيني في الفترة من 2008 إلى 2010، كذلك الوصل والفجيرة الاماراتيين ولكنه لم يحقق النجاح الكبير في عالم التدريب مقارنةً بما أنجزه كلاعباً موهوباً انتزع اّهات عشاق المستديرة داخل المستطيل الأخضر.
رحل مارادونا، وبقيت لمساته الساحرة وأهدافه الخارقة، وانجازاته الحافلة، حية لم تمت في قلوب وأذهان المستديرة،، وداعاً مارادونا.