للمرة الثانية، أعيد الحديث عن «التريند» و«الترافيك»، على مواقع التواصل الاجتماعى، التى يلهث الكثيرون وراءها، فهى ذلك «الغلاف الجميل» الذى يحيط بأصحابه فقط، ولكنه لا يعدو كونه «وحشًا كاسرًا» يؤثر سلبًا على المجتمع الذى بات هشًّا للغاية يتأثر من أقل شىء يصطدم به، والذى لم يعد يشعر بـ«السلام»، الذى كان يحكمه طوال سنوات طويلة مع «تواصل» أفراده «الفعلى» وليس «الافتراضى».
منذ يومين، كانت الصورة الحاكمة لهذه المواقع للممثلة ياسمين صبرى، فى طائرتها الخاصة، والتى نشرتها على صفحتها الشخصية، وتزامن نشرها مع صورة أخرى لسيدة بسيطة تجلس على الرصيف أثناء المطر لبيع الترمس، وتعرضت صورة «ياسمين» لهجوم شديد، ومقارنة بـ«السيدة البسيطة».
كان منها صور لممثل أصبح صاحب «تريند سلبى»، منذ يومين، بسبب صور مستفزة أخرى ضمن سلسلة «استفزازاته».
والغريب أن من «هؤلاء» مَن يتولى مناصب فى مؤسسات مهمة، وبعضهم من الوجوه التى تعتمد عليها الدولة فى تصديرها الرأى العام باستمرار، فكيف لا يشعر «هؤلاء» بتأثير إطلالاتهم لجمهور، النسبة الغالبة فيه يكملون مصاريف الشهر بالكاد، ويتمنون لو أن مُحصِّل الكهرباء يختفى، ولو لبضعة أشهر، وينسى الفواتير المؤجَّلة! لماذا لم يفكر «هؤلاء» فى دعم خطوات الدولة فى برنامجها الإنسانى «أطفال بلا مأوى» ليسخروا طائراتهم لأجل هذا البرنامج، كما كان يفعل فنانو الزمن الجميل فيما يُعرف بـ«قطار الرحمة»، الذى بدأ فى أعقاب قيام ثورة يوليو، حيث كانت هناك قافلة بمشاركة المشاهير لجمع التبرعات، أعطوا خلالها صورة إيجابية لجموع الشعب بدورهم الوطنى لدعم بلدهم، وبالتالى لم يلتفت الشعب كثيرًا إلى ثرواتهم، التى لم تكن بالقدر الفائق والمستفز الذى نشاهده الآن، ولم ينتقدهم الصحفيون وقتها فى مقالاتهم اللاذعة عندما كانوا يقضون إجازاتهم على شواطئ المعمورة ورأس البر- ساحل الأغنياء آنذاك.
.