تظاهر آلاف الأشخاص في مدن فرنسية عدة يوم السبت احتجاجا على مشروع قانون يفرض قيودا على تصوير رجال الشرطة خلال أداء مهامهم، مستنكرين هذه الخطوة باعتبارها مقيدة لحرية الصحافة.
وكان التجمع الأكبر بالقرب من برج ايفل في باريس، حيث انتشر عدد كبير من رجال الشرطة.
وشارك في التظاهرات ممثلون عن وسائل الاعلام وحركات مثل «السترات الصفر» بالإضافة الى نقابات عمالية، ولوح البعض بأعلام الحزبين الشيوعي والخضر.
ورفعت لافتة لوكالة «ميدياربات» كتب عليها إن «الديموقراطية تموت في الظلام».
وكان البرلمان قد أقر في وقت متأخر الجمعة تعديل «قانون الأمن الشامل» الذي من شأنه تجريم نشر صور رجال الشرطة أثناء عملهم بنية الإضرار بـ«سلامتهم الجسدية أو النفسية».
ويقيد القانون نشر صور أو مقاطع فيديو تتضمن وجوه ضباط الشرطة أثناء الخدمة، وفي بعض الحالات يجب تظليل الوجوه.
وقالت نقابات الصحافيين إن الشرطة تمنح الضوء الأخضر لمنع المراسلين من أداء عملهم واحتمال توثيقهم لانتهاكات محتملة.
ومع ذلك يوضح التعديل أنه لا ينبغي للإجراءات المقترحة إعاقة حرية الصحافة بأي حال من الأحوال.
وتشعر وسائل الإعلام الفرنسية بالقلق أيضا من انتهاكات محتملة للحقوق عبر استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة التظاهرات وكذلك برامج التعرف على الوجوه المرتبطة بكاميرات المراقبة.
وواجهت الشرطة الفرنسية في السنوات الأخيرة اتهامات بوحشية مزعومة في تعاملها مع المتظاهرين والمشتبه بهم، وخاصة السود والعرب وأقليات أخرى.
وفي مدينة ليل الشمالية خرج نحو ألف متظاهر حيث حمل أحدهم لافتة كتب عليها باللغة الإنكليزية «أورويل كان على حق»، في إشارة إلى رواية «1984».
وتظاهر آخرون في مدينة رين في بريتاني وفي مونبلييه هاتفين «ضعوا أسلحتكم أرضا وسنضع هواتفنا».
وتنص المادة 24 من مشروع القانون على عقوبة تصل الى السجن لمدة عام وغرامة قدرها 45 ألف يورو (54 ألف دولار) لمن يدان بنشر صور تظهر وجوه ضباط شرطة أو تسمح بالتعرف عليهم بما يؤدي الى الإضرار بـ«سلامتهم الجسدية أو النفسية».
ويقول رجال الشرطة انهم يواجهون خطرا شخصيا كبيرا أثناء أداء واجبهم، وقد أصيب العشرات منهم خلال الاشتباكات مع المتظاهرين في السنوات الأخيرة.