فعاليات المؤتمر الافتراضى لمستقبل الإعلام في العالم بحضور «مدبولي»

كتب: محمد طه السبت 21-11-2020 13:45

انطلق ظهر اليوم السبت فعاليات المؤتمر الافتراضى «مستقبل الإعلام في العالم»، الذي تنظمه وزارة الدولة للإعلام المصرية، بهدف عرض التوجهات الإعلامية العالمية في تطورات الإعلام وارتباطها بالتطور في التكنولوجيا الحديثة، ووضع تصور للإعلام محليًا وَدَوْلِيًّا في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.

افتتح المؤتمر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،والذى أشار خلال كلمته إلى أهمية المؤتمر في تحديد آليات ومسئوليات الإعلاميين في مصر لمواكبة التطور الإعلامى والتحول الرقمي في العالم، وبالأخص مع التزايد المستمر للإعلام الرقمي، حيث أصبح ترويج الشائعات وتزييف الحقائق أمر منتشر. لذا أكد مدبولى على ضرورة استخدام الإعلام بناء على أسُس مهنية ومعلومات دقيقة وأن غير ذلك سيؤدى إلى ضعف القوى الناعمة للدولة المصرية، وأكد إهتمام مصر الكبير بالإعلام، وإن مصراستحدثت وزارة الدولة للإعلام لوضع سياسات إعلامية عملية للدولة المصرية .

أدار الجلسة الافتتاحية الإعلامي المصري شريف عامر، وتضمنت الجلسة كلمات لكل من وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور على العايد، وزير الدولة للإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية، ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقاً، منى غانم المرى الإعلامية الإماراتية ورئيس نادي دبي للصحافة.

بدأ وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل كلمته باستعراض التغيرات التي طرأت على صناعة الإعلام منذ أن كانت المعلومة تسير فيه من مُرسل إلى مُستقبل وكان نقل المعلومة من دولة لاخرى يستغرق وقتا طويلا، إلى دخول الإنترنت بين دول العالم وظهور الذكاء الاصطناعى وأصبح لم يعد هناك فرق بين المرسل والمستقبل..

أضاف هيكل أنه نتيجة لهذه التطورات لم يعد هناك مجال كبير للتدقيق والبحث في المعلومات المنشورة، وأصبح مستقبل الإعلام يحمل العديد من التساؤلات حول المسئولية الأخلاقية في نشر المعلومات،مستقبل الصحفى، هل تلغى الوسائل الإعلامية الحديثة الأقدم منها وغيرها من التساؤلات.

أوضح هيكل أن مؤتمر مستقبل الإعلام يأتى تحت عنوان «مهنة باقية، وأدوات متغيرة» للنظر في هذه التساؤلات والبحث في مستقبل مهنة الإعلام من خلال التعرف على تجارب الدولة الأخرى في هذا المجال، والنظر في تصورات الأكاديميين والعاملين في هذا المجال على السواء لهذا المستقبل، ذلك للخروج بتوصيات متكاملة تساعد على وضع تصور لإعلام المستقبل بالشكل الذي يمكن من بناء سياسات إعلامية فعالة تقدر على استيعاب أدوات هذا المستقبل.

أشار وزير الاتصالات د. عمرو طلعت خلال كلمته أن التطور التكنولوجي أدى إلى ظهور مفهوم الإعلام الرقمى الذي يعتمد على تقنيات حديثة، وإنه لابد من الاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعى.

وأضاف أن مصر تقدمت 55 مركزاً عالمياً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى فصار ترتيبُها 56 من بين 172 دولة، وأن اهم استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في صناعة الاعلام؛ هي التطبيقات الخاصة بالحد من الانتشار المتزايد للمعلومات المضللة، نتيجة لما توفره من إمكانيات في التعامل الذكى مع النصوص واللغة،وكذلك مراقبة صحة الوسائط الرقمية والتحقق منها.

أكد وزير الاتصالات إنه رغم الإيمان بالدور الحيوي للتكنولوجيا في تطوير بيئة العمل الإعلامي؛ ولكن هذا لا يعنى أن التكنولوجيا وحدها كافية لخلق إعلام قوى، بل يظل الابداع الانساني والفكر الابتكارى والعمل البشري الخلاق الأعمدة الأساسية التي تحقق منظومة اعلامية متميزة قوامُها اعلاميين.

الدكتور على العايد، وزير الدولة للإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية، أكد خلال كلمته على دور الإعلام على مر التاريخ حيث ساهم بمختلف أشكاله في إحداث ظاهر أنسانية عديدة سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية وقاد إلى إحداث تغيرات كبرى على مستوى العديد من الشعوب

أشار كذلك إلى إنه رغم التطور الهائل في أدوات وسائل الإعلام والذى ساهم في تبادل المعلومات وتدفقها بسرعة هائلة/ ظهرت العديد من التحديات رغم إيجابية هذا التطور مثل تزايد الممارسات الغير حميدة مثل نشر الإشاعات والتشويه والتي تعكس ضعف مستوى التربية والثقافة الإعلامية في العديد من المجتمعات العربية.

من جانبها أشارت منى غانم المرى الإعلامية الإماراتية ورئيس نادي دبي للصحافة. أن تطوير الإعلام العربى يعتمد على رصد أبرز التوجهات الإعلامية العالمية للنظر في سبل مواكبتها، وأكدت أن الإبداع هو العنوان العريض للمرحلة القادمة في الإعلام ولابد من الاستثمار في تنمية المواهب الإبداعية لدى العاملين في المجال الإعلامى.

نصحت رئيس نادى دبي للصحافة المؤسسات الإعلامية أن تبادر بتعديل أوضاعها لتناسب المرحلة الجديدة للنمو، مشيرة أن ظهور أنماط استهلاك إعلامية جديدة أدت إلى زيادة سرعة التحول إلى البدائل الرقمية بالأخص أن منصات التواصل الإجتماعى فرضت قواعد جديدة على العمل الإعلامى وغيرت صورته ومحتواه، وعصفت بالمفاهيم والأدوات التقليدية للإعلام.

في إطار كلمته ألقى ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقاً الضوء على جائحة المعلومات المضللة، ونظريات المؤامرة، وخطاب الكراهية التي يتم نشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد أن المسئولية تقع على عاتقنا جميعًا في مكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وتشجيع الأخبار والتحليلات القائمة

على الحقائق وحماية التقارير المستقلة.

أشار مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سابقاً إلى مبادرات الأمم المتحدة

في هذا الشأن وأهمها مبادرة «verified» التي أطلقها الأمين العام لتوفير المعلومات العلمية وتعزيز التضامن وتعزيز التعاون المحلي والعالمي.

الجدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر طوال اليوم وتتضمن ثلاث جلسات حوارية تجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب

على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالا للتطور التكنولوجي.

وتدعو وزارة الدولة للإعلام المهتمين بتطوير الإعلام في مصر من خبراء وإعلاميين ومؤسسات إعلامية وطلبة الجامعات والمهتمين بالإعلام على مستوى العالم للمشاركة في المؤتمر، من خلال الصفحة الرسمية لوزارة الدولة للإعلام التي تبث المؤتمر على الرابط:

https://www.facebook.com/SMoInfo/