قد يؤدي عزم دونالد ترامب خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، إلى جعل طالبان أكثر ميلا إلى التحرك ميدانيًا، لكن على الحركة المتمردة أيضًا أن تتعامل مع جو بايدن الذي قد يبدي حزمًا أكبر حيالها، على ما يفيد محللون.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء 17 نوفمبر 2020، سحب نحو ألفي جندي أمريكي إضافي من أفغانستان بحلول 15 يناير، أي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وبذلك سيصبح عدد القوات الأمريكية في هذا البلد 2500 عسكري.
ومع هذا الإعلان ينوي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الإيفاء بتعهده بوضع حد «لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها» في الخارج. ومنذ العام 2001، سقط 2400 جندي أمريكي في النزاع في أفغانستان، الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار.
وقال نيشانك مطواني، نائب مدير مركز «أفغانستان ريسيرتش أند إيفالويشن يونيت» المستقل للأبحاث ومقره في كابول «نأمل ألا تتسرع الولايات المتحدة (في ظل إدارة بايدن) إلى الانسحاب وأن تمارس ضغوطا أكبر على طالبان».
وأضاف لوكالة فرانس برس «التركيز على الانسحاب لا يساعد كثيرا الرئيس الأفغاني أشرف غني أو القوات الأفغانية لأن حركة طالبان تدرك أن بإمكانها الانتظار حتى مغادرة الولايات المتحدة والضغط للسيطرة على الحكم كليا».
ورأت فاندا فلباب-بروان من «بروكينغز إنستيتوشن» أن بايدن قد يكتفي بوجود عسكري أمريكي في أفغانستان يقتصر على 2500 عسكري.
وأوضحت وفق وكالة فرانس برس «إذا أرادت الولايات المتحدة البقاء لأشهر قليلة يمكن لحركة طالبان أن تتقبل ذلك» لكن إن أرادت واشنطن المحافظة على قوات في أفغانستان لسنوات عدة «فلن ترضى بذلك».
ووقع اتفاق في فبراير في الدوحة بين واشنطن والمتمردين نص على سحب القوات الأمريكية بحلول مايو 2021. في المقابل تعهدت طالبان عدم مهاجمة القوات الامريكية ومنع مجموعات كالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من التحرك انطلاقا من أفغانستان.
ومنذ توقيع هذا الاتفاق، أخلت وزارة الدفاع الأمريكية قواعد عسكرية عدة في أفغانستان وسحبت آلاف الجنود.
لكن أي انسحاب إضافي سيكون له تأثير هائل على الأرض. وفق ما قال المحلل السياسي الأفغاني عطا نوري.