«مجوهرات الإسكندرية» يواصل «بصمات ملكية على أرض الفيروز» بمحطة القطارات

كتب: رجب رمضان الأحد 15-11-2020 12:35

يواصل متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية، سلسلة مبادرته التثقيفية «بصمات ملكية على أرض الفيروز»، من خلال عرض المنشآت والمبانى التراثية والتاريخية على موقعه الرسمي على «فيس بوك»، بعرض محطة قطارات الإسكندرية، الموجودة في ميدان محطة مصر.

ذكر المتحف أنه بدأت قصة محطة قطارات الإسكندرية، في خمسينيات القرن التاسع عشر حين كانت مصر ثاني دولة في العالم بعد إنجلترا في إدخال السكك الحديدية إلى أراضيها، كما أنها كانت الأولى من نوعها على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، وكان ذلك تحديداً عام 1851 حين أسند الخديوي عباس حلمي مهمة إنشاء السكة الحديد إلى المهندس البريطاني مصمم السكك الحديدية روبرت ستيفن سن نجل چورچ ستيفن سن مخترع القاطرة الحديدية، الذي بدأ في تشغيلها عام 1854، وتم إنشاء عدد كبير من المحطات على مدار تلك الفترة للربط بين محافظات مصر كان من أقدمها محطة قطار الإسكندرية والتي عرفت شعبياً بإسم «محطة مصر» وهو الاسم المعروف حتى يومنا هذا.

تابع: «وضع تصميم المحطة آنذاك المهندس المعماري إدوين بانس وتولى الإشراف على تشييدها هنري روس مساعد روبرت ستيفن سن، وكان ذلك البناء قريباً من ميدان محمد على باشا في قلب المدينة مصمم على الطراز المعماري الأوروبي الإنجليزي منافساً بأناقته محطتي سكة حديد روما وباريس ومكوّن من طابقين، الأول يشمل ردهة داخلية رحبة مزودة بالوسائل العصرية لراحة المسافرين، والثاني كانت به مكاتب الهندسة والحركة والوابورات، وفي عهد الخديوي إسماعيل ( 1863-1879 ) تم مدّ السكك الحديدية في جميع أرجاء القطر المصري من أقصى الجنوب (وادي حلفا) إلى أقصى الشمال (الإسكندرية) لتسهيل حركة السفر والتجارة» .

مع ازدياد الضغط على المحطة القديمة وازدياد عدد المسافرين أصبحت هناك ضرورة ملحة لتشييد محطة أكبر تتسع للمزيد من القطارات والمسافرين، والتي تأسست عام 1911 وقامت بتنفيذها شركة بلچيكية متخصصة في إنشاء السكك الحديدية وتم افتتاحها رسمياً في عهد الملك فؤاد عام 1927 بالرغم من توقف العمل بها لفترات بسبب الحرب العالمية الأولى، وكان مبنى المحطة الجديد ضخماً عظيماً، بلغت تكلفة إنشائه حوالي 350 ألف جنيه ما يعد بمثابة رقم خيالي وقتها، فقد أقيم المبنى على مساحة 4000 م مربع، بلغ عرض واجهة المحطة الأمامية 90 متر وقام بتصميمها المعماري الإيطالي الشهير ( أنطونيو لاشياك) مهندس القصور الخديوية الذي شيد العديد من الروائع المعمارية آنذاك ومن ضمنها قصر النبيلة فاطمة الزهراء حيدر -متحف المجوهرات الملكية حالياً- كما قامت شركة Hennebique الإيطالية بأعمال الخرسانة .

وما زالت محطة قطارات الإسكندرية تقوم بدورها في استقبال وتوديع القطارات المتجهة من الوجه البحري إلى جميع أنحاء مصر، تقف شامخة كتحفة فنية عصيّة على الزوال .