يهود إثيوبيا يترقبون التكفير عن «خطايا» الطائفة في عيد «السجد»

مبادرة تفاعلية للمشاركة إلكترونيا بسبب كورونا ..وعرض لتقاليد العيد وقصص الهجرة
كتب: محمد عبد الخالق مساهل السبت 14-11-2020 15:39

تستعد إسرائيل لاحتقال لعطلة عيد السجد اليهودي الإثيوبي والتي تحل يوم الاثنين المقبل، وهو العيد الذي يعمق العلاقات بين الطائفة اليهودية الإثيوبية وإسرائيل والذي يترقبه يهود إثيوبيا كل عام للتكفير عن خطايا الطائفة .

وتحتفل الطائقة الأثيوبية في هذا العيد بتجدد العهد بين الشعب والرب وتوراته، إحياء لذكرى الميثاق الذي وقَّعه عزرا ونحميا مع الشعب الإسرائيلي عند عودة أبناء الشعب من المنفى في بابل في القرن الخامس قبل الميلاد.

وعيد السجد هو عيد من أعياد يهود إثيوبيا، طائفة «بيتا يسرائيل» (بيت إسرائيل) ويعود اسمه «سجد» إلى السجود والانحناء تعبدا للرب.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست السبت إنه جرى مع اقتراب العيد اليهودي الإثيوبي، تدشين مبادرة على الانترنت للتوصل إلى حل مبتكر للمشكلة التي يواجهها الآخرون هذا العام، وهي كيف يتسنسى الاحتفال هذا العام في ظل تدابير الإجراءات بسبب فيروس كورونا، مشيرة إلى أن هذه المبادرة انطلقت من مركز التراث لليهود الإثيوبيين بالتعاون مع منظمة إشكولوت، وهي منظمة غير ربحية، تضم عشرات الماكز عبر إسرائيل وتعمل على تعزيز الثقافية الإسرائيلية واليهودية

وأوضحت أن الصحيفة أنه جرى إطلاق الموقع للتغلب على تحدي السفر إلى القدس، والاستعاضة عن ذلك بالاحتفال من البيت ومن ثم تتاح تقاليد الاحتفال لشريحة عريضة من الشعب اليهودي .

وقالت إن الموقع الخاص بالاحتفال يضم مختلف الأنشطة والمعلومات التي تسمح لليهود الإثيوبيين والشعب اليهودي الذي لا يعرف شيئا عن عيد السجد، أن يكون لديهم خبرة تعليمية ومتنوعة، لافتة إلى أن المحتوى سوف يركز على حياة الطائفة اليهودية الإثيوبية وقصص «العلياء» أو الهجرة الشخصية، ومعنى عيد السجد وتقاليده وجذوره العميقة في الأمة اليهودية بشكل عام .

كما يقدم الموقع أنشطة تفاعلية ترمي إلى توفير عناصر الحميمية والإمتاع للخبرة التعليمية، حيث يمكن لمستخدمي الموقع تجريب غرفة الهروب «أونلاين» والتي تجسد قصة اليهود الإثيوبيين، إلى جانب أسئلة حول عيد السجد وعلاقته بمدينة القدس وقصص هجرة 17 فردا يعتبروا أبطالا في نظر الطائفة اليهودية الإثيوبية .

وفي سياق متصل، أفاد معجم الكنيست الإسرائيلي المنشور على موقعه الالكتروني، إن عيد السجد الإثيوبي يوافق العيد التاسع من شهر حشفان العبري- بعد يوم الغفران بـ 50 يوما (مثل عيد نزول التوراة الذي يحل 50 يوما بعد انتهاء عيد الفصح).

وأوضح المعجم طقوس العيد ،والذي يتضرع ويبتهل فيه يهود أثيوبيا إلى الرب ليمنّ عليهم بالعودة إلى صهيون.

وتقوم الطائفة بأسرها بمحاسبة النفس على المستوى الجماعي، بصورة مكملة لمحاسبة النفس على المستوى الفردي، التي يتم القيام بها يوم الغفران – حسب التقاليد اليهودية يتوجب على الجماهير اليهودية محاسبة النفس ومراجعة الذات وإصلاح النهج في المجال الاجتماعي أيضا، كي يصبح يهود المنفى جديرين بتركه والقدوم إلى أورشليم.

من هذا الباب، خطايا وسيئات أبناء طائفة يهود أثيوبيا تكفر وتغفر عند حلول بوم الغفران وفي غضون أيام التوبة الخمسين المتعاقبة بَعْدَه. وفي اليوم الخمسين، لدى انتهاء محاسبة النفس على المستوى الجماعي، يقوم أبناء الطائفة مرة أخرى بما يتميز به يوم الغفران من أداء الصلوات والقيام بالصيام.

وأضاف :«في أيامنا هذه، بعد قدوم معظم أبناء الطائفة الأثيوبية إلى إسرائيل، يقوم معشر اليهود الأثيوبيين من كبار وصغار السن على حد سواء بزيارة مدينة القدس وحائط المبكى ومنتزه»شيروفير«الواقع في حارة»أرمون هنتسيف«في المدينة، مؤكدا أن العيد هو موعد اجتماع سنوي لكل اليهود من الأصل الأثيوبي ويراه أبناء الطائفة على أنه فرصة من أجل توطيد ودعم العلاقة بجذورهم وتقاليدهم المميزة.

وذكر أن زعماء طائفة يهود أثيوبيا يرتدون العباءات المثيرة للهيبة ماسكين أسفار «الأوريت» وفي أياديهم مظلات ملوَّنة، ويقفون على منصة مرتفعة، يقرؤون اصحاحات التوراة في العلن. كما تأتي شخصيات جماهيرية لتتقدم بالتهاني إلى جمهور الحاضرين.