في عام ١٩٨٦، وصل فريقا الزمالك والأهلي لنهائي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكؤوس الأفريقية لملاقاة أفريكا سبورتس الإيفواري وسوجارا الجابوني على التوالي، وفاز حينها الفريقان بالبطولتين.
وعقب وصول الفريقان للنهائيين الأفريقيين، عنونت صحيفة الجمهورية تقريرها بعبارة «وماذا بعد وصول الأهلي والزمالك للنهائي»، تحدثت فيه الصحيفة عن أن وصول الزمالك لنهائي دوري أبطال أفريقيا على حساب فريق كانون ياوندي الكاميروني مثّل إنجازا جديدا للكرة المصرية، خاصة بعد تأهل الأهلي لنهائي كأس الكؤوس الأفريقية قبله، وبذلك أصبح لمصر فريقان في نهائي البطولتين الأفريقيتين الأبرز.
ولكن عادت الصحيفة في تقريرها، لتتحدث عن وجهتي نظر بشأن الاشتراك في البطولات الأفريقية، حيث استندت وجهة النظر المعارضة على سببين؛ أولهما الخسارة المادية التي تلحق بالأندية المصرية لارتفاع تكاليف السفر بالطائرات وتكاليف بدلات السفر للإداريين واللاعبين بالعملة الحرة، بالإضافة إلى المصاريف الباهظة التي تتكلفها الأندية لاستضافة الفرق الأفريقية، في الوقت الذي لا تغطي فيه إيرادات المباريات هذه المصروفات.
فيما تمثل السبب الآخر المعارض للاشتراك في البطولات الأفريقية في عدم استفادة الأندية المصرية من هذه اللقاءات، خاصة من النواحي الفنية، بسبب ضعف المستوى الفني لمعظم الفرق الأفريقية.
وأكد التقرير أن هذه الاعتراضات وردت على لسان بعض مسؤولي فريقي الأهلى والزمالك بسبب ما يواجهونه من عجز مستمر في ميزانياتهم السنوية.
فيما ذكرت وجهة النظر الأخرى المؤيدة للاشتراك في تلك البطولات، أنه بما أمنا نسعى إلى رفع مستوى الكرة المصرية، فيجب أن نعلم أنه مم الضروري الاشتراك في البطولات الدولية، وهذا الاشتراك لن يتأتى إلا عن طريق الباب الأفريقي سواء في الدورات الأولمبية أو بطولات كأس العالم، فضلا عن شهرة نجوم الكرة المصرية في أوساط المهتمين بالكرة الأفريقية.
وأضافت الصحيفة: والأهم من ذلك هو أننا قد اكتسبنا بالفعل بعض الخبرات الفنية والإدارية، فقد عرف لاعبونا كيفية مواجهة القوة والخشونة الأفريقية وعرفوا كيف يكسبون بمجموع المباراتين، كما عرف الإداريون كيفية معالجة مشاكل الطيران والتغذية والإقامة.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال تلك الفترة وحتى عام ١٩٩٧، لم يكن هناك مكافآت للبطولات الأفريقية الخاصة بالأندية، ففي عام ١٩٩٧ اتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم خطوة جريئة لمتابعة الصدارة التي تم تأسيسها قبل بضع سنوات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من خلال إنشاء مرحلة دوري في البطولة وتغيير الاسم إلى دوري أبطال أفريقيا. قدم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أيضًا جوائز مالية للمشاركين لأول مرة. من خلال تقديم جوائز قدرها مليون دولار أمريكي للفائزين و750 ألف دولار أمريكي للوصيف، وأصبحت بطولة دوري أبطال فريقيا الجديدة أغنى مسابقة للأندية في أفريقيا.
وقرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» عام 2016، رفع قيمة الجوائز المالية لكل البطولات التي ينظمها الاتحاد، ومنها بطولة دوري أبطال أفريقيا، حيث يحصل صاحب المركز الأول على 2.5 مليون دولار، وصاحب المركز الثاني يحصل على 1.25 مليون دولار، فضلا عن ارتفاع مستوى الفرق الأفريقية، بجانب تأهيلها لكأس العالم للأندية، الأمر الذي تسبب في الاهتمام بشكل أكبر باابطولة، بل جعلها البطولة الأقوى والأهم في القارة.