تثير ما يسمى بـ «أزمة الشرعية» مخاوف الكثيريين في الولايات المتحدة الأمريكية والتي صارت أزمة حقيقية، بعد تفوق المرشح المنتخب جو بايدن على الرئيس الحالي ترامب .
في حين أرسل مئات الزعماء تهنئتهم عبر تغريدات على موقع تويتر للرئيس المنتخب جو بايدين، بينما تحدث الرئيس الجديد تليفونيا، مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بين آخرين يوم الثلاثاء الماضي .
وانهمك الصحفيون في كتابة تقارير حول ما تبدو عليه رئاسة بايدين في الداخل والخارج، وذلك التزاحم المحموم للحصول على وظائف في الإدارة الأمريكية الجديدة .
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الرئيس ترامب لايزال يرفض نتيجة الانتخابات، مستندا إلى مزاعم لا أساس لها من الصحة والتي تتعلق بالاحتيال، بينما يمضى في خوض تحديات قانونية، يؤكد معظم الخبراء أنها بلا جدوى .
وأضافت واشنطن بوست في تقرير لها الأربعاء، أن ترامب رفض البدء في عملية الانتقال الرسمي للسلطة، وذلك كي يفتح الباب أمام إمكانية وقوع «فوضى إجرائية» في الأسبوع المقبل .
ونبه التقرير إلى أن المعلومات المغلوطة التي يروجها اليمينيون تتدفق على مواقع التواصل الإجتماعي بشأن بطاقات الاقتراع غير القانونية وما يسمى بـ«الانتخابات المسروقة» .
ورجح التقرير أن يكون كبار الجمهوريين مؤيدين لترامب ويسيرون على خطاه، حيث نقل عن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قوله: «إن ترامب محق 100% في التحقيق في مزاعم المخالفات الانتخابية وأن يقيم الاختيارات القانونية في هذا الشأن».
كما نقل عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصريحاته الثلاثاء بأنه «سوف يكون هناك انتقال سلس إلى إدارة ترامب الثانية» .
واستدرك أنه بعض الجمهوريين، يؤكدون سرا، أنهم سوف يعملون على تهدئة ترامب .
في حين قال أحد الجمهوريين البارزين :«لا غضاضة من التفكه معه في هذه المساحة الضيقة من الوقت، فلا أحد يعتقد جديا أن نتائج الانتخابات سوف تتغير، فقد ذهب يعلب الجولف في عطلة نهاية الأسبوع، فالأمر ليس كما لوكان يدبر لمنع بايدين من تولي السلطة في 20 يناير، كما أنه يبث تغريدات على موقع تويتر حول التقدم ببعض الدعاوى القضائية، وهي دعاوى سوف تسقط، كما أنه ينشر تغريدات أخرى عن سرقة الانتخابات، ثم يغادر بعد ذلك».
ولفت التقرير إلى أن المحللين السياسيين، تكهنوا منذ شهور، بالسيناريو الذي يرفض فيه ترامب قبول الهزيمة الانتخابية، قائلا :«والآن وبعد أن تبين أنهم على صواب، تبقى هناك أسئلة حول المدى الذي يذهب إليه ترامب، فبعض المعلقين يؤكدون أن النظام الأمريكي احتوى أسوأ دوافعه إلى حد كبير».
وفي هذا السياق، قال مؤرخ الفاشية والشعبوية فريدريكو فنشيلشتاين، إن ترامب، مثل الرئيس جاير بولسونارو بالبرازيل، لا يحب الديمقراطية، فهو يعجب بالديكتاتوريين والمستبدين، ولكن حتى الآن، ورغم أنه قلل من شأن الديمقراطية الأمريكية بعدة أساليب، إلا أن المؤسسات ووسائل الإعلام والمواطنين وضعوا حواجز أمام رغبته في أن يشكل خطرا فاشيا في الولايات المتحدة» .
وأكد التقرير أن «عقيدة التمجيد الذاتي للشخصية» التي يعتنقها ترامب لايزال لها سطوة هائلة بين قاعدة الجمهوريين والتي سوف تلقي بظلالها على فترة حكم بايدن القادمة، قائلا :«حتى إذا كان ترامب خارج السلطة، فإن أنصاره سوف يحركون أزمة شرعية على نحو صارخ، والتي من شأنها أن تقوض نظام الحكم البناء في واشنطن .