على إثر قرار أصدره الدكتور«هشام عزمى» الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة باستئناف إصدار سلسلة «أبحاث المؤتمرات» والمعنية بطباعة الأبحاث الكاملة للمؤتمرات الدولية، والمحلية التى تنظمها أمانة المؤتمرات بالمجلس تحت إشراف الأستاذ «وائل حسين»، كما تضمن قرار إصدار السلسلة إسناد رئاسة تحريرها ل «عزة أبو اليزيد»، والتى شغلت من قبل منصب مدير تحرير النشر العام بالمجلس، ومدير إدارة النشر الثقافى بالمطابع الأميرية وكانت باكورة استئناف السلسلة كتابًا هامًا تَضَمَن أعمال «الملتقى الدولى الأول للتراث الثقافى» فى الفترة من 23 ــ 25 أكتوبر 2018، بالتعاون مع «مركز دراسات التراث الشعبى ــ كلية الآداب- جامعة القاهرة»، والذى انقسمت فعالياته بين المجلس الأعلى للثقافة، وجامعة القاهرة، لتحمل الدورة الأولى اسم العالمة الجليلة الأستاذة الدكتورة نبيلة إبراهيم؛ نظرًا لما قدمته فى هذا الحقل من دراسات هامة ورائدة وقد جاء الكتاب تحت عنوان «الأدب الشعبى والدراسات البينية»، والذى تمت طباعته فى جزأين من إعداد وتقديم الأستاذ الدكتور «خالد أبو الليل» أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة وحمل الكتاب بين طياته نِتَاج النقاشات الهامة بالمحاضرات الافتتاحية العامة، والجلسات العلمية، والموائد المستديرة، حول المحاور المطروحة فى المؤتمر، والتى تنطلق من تقارب العلاقات وتشابكها بين العلوم الإنسانية وبعضها البعض ونظرًا إلى تزايد الاهتمام بالدراسات الشعبية، فى إطار سياقاتها الثقافية، وكذلك فى إطار علاقاتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى، أو فى إطار ربط هذه الدراسات بالهوية الثقافية للمجتمعات المنتجة لها، أو فى ضوء ما تحتوى عليه من مقومات إنسانية، فإنه يطيب لنا أن نختار هذا الموضوع المهم مجالاً للكتابة عنه، والنقاش حوله، وهو مجال بحثى مهم أثار العديد من القضايا والإشكاليات البحثية، وقد أقيمت فعاليات الملتقى بين قاعات جامعة القاهرة، والمجلس الأعلى للثقافة، وقد جاءت محاور الملتقى على النحو التالى: الأدب الشعبى والعلوم الإنسانية (الدراسات التاريخية، الدراسات الاجتماعية، الدراسات النفسية، الدراسات اللغوية)و «الشفاهى، والمكتوب بين التأثير والتأثر» و«الأدب الشعبى والدراسات الثقافية» و«الأدب الشعبى والدراسات المقارنة» و«الاستشراق والأدب الشعبى العربى (ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، والسير الشعبية فى الكتابات الاستشراقية» و«الأدب الشعبى والأنواع الأدبية الحديثة (الرواية، والمسرح، والقصة القصيرة): بين التأسيس والاستلهام و«السرد القصصى واستلهام الأدب الشعبى» و«المسرح والشعر واستلهام الأدب الشعبى».
كما تضمن الملتقى عقد مائدتين مستديرتين مهمتين، شارك فيهما عدد من الكتاب المبدعين، من الشعراء، والروائيين، وكُتَّاب القصة القصيرة، والمسرح، إلى جانب عدد من النقاد العرب.. أولى هاتين الندوتين، اتخذت من «السرد القصصى واستلهام الأدب الشعبى» عنوانًا لها، فى حين حَمَلَت الثانية عنوانًا هو «المسرح والشعر واستلهام الأدب الشعبى»، وقد أثرت هاتان الندوتان الملتقى ثراءً حقيقيًا، عكسته النقاشات، والمداخلات، والتعليقات المهمة.. وتُعَد هاتان الندوتان مثالاً مهمًا على ذلك التفاعل المتبادل بين الجامعة، والمجتمع الثقافى، وقد اتخذ الملتقى من العربية، والإنجليزية، والفرنسية لغات له، وقد شارك فى هذا الملتقى باحثون وباحثات مثلوا عددًا كبيرًا من الجامعات المصرية، إلى جانب عدد كبير من باحثى الجامعات العربية والأوربية؛ الأمر الذى ساهم فى خلق حوار علمى خلاق حول القضايا التى أثارها الملتقى، وكما أسفر هذا الملتقى عن عدد من التوصيات المهمة التى يُثرى تنفيذها كل مجالات الأدب الشعبى كافة. بقيت الإشارة إلى أن «سلسلة أبحاث المؤتمرات» ستواصل هذا المشروع المهم مع طباعة العديد من المؤتمرات الهامة، ومنها «مؤتمر الرواية»، ومؤتمر «مائة عام على ثورة 1919» الأمر الذى يحقق زخما وتنوعا توثيقيا وبحثيا.