كثف الرئيس الأمريكى المنتخب، جو بايدن، استعداداته للمرحلة الانتقالية، والتأهب لدخول البيت الأبيض، يوم تنصيبه المقرر فى 20 يناير المقبل، مع التركيز على مكافحة وباء كورونا المستجد «كوفيد-19»، وإعادة توحيد بلاده المنقسمة، وإنعاش الاقتصاد، ويعتزم بايدن إلغاء انسحاب واشنطن من منظمة الصحة العالمية، وإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، وإلغاء المرسوم المتعلق بالهجرة الذى يحظر دخول مواطنى دول عدة ذات أغلبية مسلمة إلى الأراضى الأمريكية، فيما يواصل الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الإصرار على قبول نتيجة الانتخابات والإقرار بهزيمته، ولجأ إلى القضاء لإعادة فرز الأصوات فى الانتخابات الرئاسية فى ولايات بنسلفانيا وميتشجان وأريزونا، متهما الديمقراطيين بسرقة الانتخابات، وتساءل ترامب، على «تويتر»، مساء أمس الأول: «منذ متى تقرر وسائل الإعلام غير المنصفة من سيكون الرئيس المقبل»، مصرا على أنه الفائز بالرئاسة.
وأعلن بايدن تشكيل خلية أزمة من 12 شخصا، لمواجهة فيروس كورونا المستجد الذى أودى بحياة أكثر من 237 ألف أمريكى، وأصاب أكثر من 10 ملايين آخرين، وتضم الخلية علماء وخبراء وستكون مكلفة بوضع «خطة تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم التنصيب، وإجراء حملة فحوص وطنية وجعل الكمامة إلزامية فى المبانى الفيدرالية، ومجانية اللقاح المستقبلى، وقال أندور بيتس، المتحدث باسم بايدن إن: «مستشارى الرعاية الصحية للرئيس المنتخب أجروا محادثات مع المسؤولين التنفيذيين لصناعة الأدوية فى برنامج حكومى، للتعجيل بالتوصل لعلاج آمن وفعال لكورونا فى أسرع وقت».
وسيؤثر موقف ترامب، فى الأيام المقبلة، على عمل بايدن من أجل الوصول إلى معلومات من الوكالات الفيدرالية، يحتاج الأمر إلى قرار إدارى يفعل عملية الانتقال، وفى المقابل، حثت حملة بايدن رئيسة إدارة الخدمات العامة، التى عينها ترامب، على الموافقة على انتقال رسمى للسلطة، وحذرت من أن الأمن القومى والمصالح الاقتصادية الأمريكية تعتمد على إشارة واضحة بأن البلاد ستقوم «بانتقال سلس وسلمى للسلطة». وقالت متحدثة باسم حملة بايدن إن مديرة إدارة الأجهزة العامة، إميلى ميرفى، التى عينها ترامب عام 2017، لم تعلن، حتى الآن، الفائز فى انتخابات الرئاسة، مما أدى إلى تأخير وصول فريق بايدن إلى ملايين الدولارات من التمويل الاتحادى، وعدم القدرة على مقابلة المسؤولين فى وكالات المخابرات والإدارات الأخرى، وامتنعت المتحدثة عن تحديد موعد اتخاذ مثل هذا القرار، وقال النائب جيرى كونولى، الذى يرأس اللجنة الفرعية للعمليات الحكومية بمجلس النواب الأمريكى، إنه يجب على «ميرفى» بدء العملية دون تأخير»، وأضاف أن «الإدارة تلعب دورا حاسما فى الانتقال السلمى للسلطة وضمان عدم تعطيل الخدمات الحكومية الحيوية، ويعد هذا أكثر أهمية فى خضم جائحة قاتلة».
وبينما كانت شبكة «سى.إن.إن» التليفزيونية الأمريكية ذكرت أن السيدة الأولى ميلانيا ترامب، قالت له: «إن الوقت قد حان لقبول فوز بايدن»، ونقلت الشبكة عن مصدر أمريكى قوله: «لقد عرضت ميلانيا موقفها على ترامب كما تفعل فى كثير من الأحيان»، إلا أن ميلانيا قالت على «تويتر»، فى وقت لاحق، مساء أمس الأول: «الشعب الأمريكى يستحق انتخابات نزيهة، وكل صوت قانونى - وليس غير قانونى - يجب أن يحصى، علينا أن نحمى ديمقراطيتنا بشفافية كاملة». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، إن مسؤولا فى البيت الأبيض شكك فى تقارير «سى. إن. إن» بأن جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، نصح الرئيس بقبول الهزيمة، كما نقل موقع «أكسيوس»، الإخبارى الأمريكى، أن مصدرا فى الدائرة المقربة من ترامب نفى أن يكون كوشنر «نصح ترامب بالتنازل»، وأوضحت «نيويورك تايمز»: «اجتمع مستشارو وموظفو البيت الأبيض فى مقر حملة ترامب، بعد أن أوضح مسؤولو الحملة أن أى استراتيجية قانونية لن تغير على الأرجح نتائج الانتخابات، وطلب مسؤولون من كوشنر توضيح ذلك لترامب»، وعندما سألوا كوشنر عما إذا كان يجب أن يكون جزءا من هذه المحادثات، قالت إن كوشنر أوضح أنه سيشارك فى المناقشات اللاحقة، وذكر موقع «أكسيوس» أن الأغلبية فى الدائرة المحيطة بترامب قبلت فوز بايدن.
وهناك العديد من الترتيبات التى ينبغى إجراؤها حتى يصبح بايدن رسميا الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، ويمثل يوم 8 ديسمبر المقبل، الموعد النهائى لحل كافة الخلافات الانتخابية العالقة على مستوى الولايات، وسيتم بحلول هذا اليوم الانتهاء من جميع عمليات إعادة فرز الأصوات، والبّت فى الطعون القضائية التى قدمها ترامب وحملته، حول نتائج الانتخابات الرئاسية، وفى 14 ديسمبر المقبل، سيصوّت أعضاء المجمع الانتخابى الـ537 عن طريق الاقتراع الورقى فى عواصم ولاياتهم، وفى العاصمة واشنطن على الرئيس المقبل، وتعتمد 33 ولاية وواشنطن قوانين أو لوائح تتطلب من أعضاء المجمع، التصويت بنفس الطريقة التى يسير بها التصويت الشعبى فى تلك الولايات. ويعرف الناخب الذى لا يصوّت وفقا لمن فاز فى التصويت الشعبى باسم «الناخب غير الأمين»، وتحسب أصوات الرئيس ونائبه ويوقع الناخبون على 6 شهادات تصويت، ويتم إرسال الشهادات والأوراق الرسمية الأخرى بالبريد المسجل إلى المسؤولين، وبينهم رئيس مجلس الشيوخ، وبحلول 23 ديسمبر المقبل، يجب تسليم الشهادات إلى المسؤولين، وفى 6 يناير 2021، يعقد مجلسا النواب والشيوخ جلسة مشتركة لفرز الأصوات الانتخابية، وإذا حصل مرشح على 270 صوتا فى المجمع الانتخابى أو أكثر، يعلن رئيس مجلس الشيوخ، نائب الرئيس الحالى، مايك بنس، النتائج، وإذا لم يفز أى من المرشحين، يمكن لمجلس النواب أن يقر بنتيجة الانتخابات، بناء على التعديل الـ12 للدستور الأمريكى، وإذا تطلب الأمر، يمكن أن يتم انتخاب الرئيس من خلال تصويت الأغلبية، وفى 20 يناير 2021، يؤدى الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، كما يستقبل الرئيس المنتهية ولايته خلفه المنتخب فى البيت الأبيض، وفى احتفال يرأسه رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس.