«زي النهارده».. وفاة الشاعر البريطاني الرائد جون ميلتون 8 نوفمبر 1674

كتب: ماهر حسن الأحد 08-11-2020 08:51

جون ميلتون شاعر وعالم إنجليزي ويعد إلى جانب جيفري تشوسر وويليام شكسبير من أبرز شعراء الأدب الإنجليزي في القرن 17 ويظل يذكره محبو الأدب الانجليزي بقصيدته الأشهر «الفردوس المفقود» التي كتبها في 1667وتعتبرمن أعظم الأعمال الشعرية في اللغة الإنجليزية.

وقدأصيب ميلتون في فترة لاحقة بالعمى، وكتب حول ذلك قصيدة مكونة من 14 بيتًا شعريًا وتقول سيرة ميلتون أنه ولدفي لندن في 9 ديسمبر 1608 في بيئة يغلب عليها طابع التدين الممتزج بقدر كبير من الالتزام، وكذلك عُرف عن هذه الاسرة حبها الشديد للعلم، ويذكر التاريخ أن جده عانى الكثير في عصر الملكة اليزابيث وذلك بسبب اعتناقه للمذهب الكاثوليكي.

ومن المعروف أيضا أن أباه كان شغوفا بالموسيقى، فضلا عن كونه مؤلفا وملحنا موهوبا، وربما كان حب ميلتون للموسيقى نابعا من التصاقه الدائم بأبيه، وبذلك امتدت روافد العطاء من الأب للابن، ولاشك ان الموسيقى تركت بصمات ـ لا يمكن تجاهلها ـ على آراء ميلتون حيث كان يرى انها وسيلة مهمة لجعل الشعر أكثر فاعلية وتأثيرا.

وفي 1638 قام ميلتون برحلة مدعمة بوثائق إلى روما بهدف الاتصال برجال الطبقة المستنيرة وتبادل الافكار معهم ،وكان قد اجتمع أيضا مرات عديدة بجاليلو خلال خضوع هذا الأخير للاقامة الجبرية، وكانت تلك الاجتماعات مصورة في العديد من لوحات عصر النهضة ،لا سيما منها لوحة الرسام آنيبال جاتي الشهيرة وعنوانها «جاليلو وميلتون» والتي لا تزال حتى أيامنا هذه معروضة في أهم متاحف فلورانسا.

وكان ميلتون طيله حياته شخصية نشطة في القضايا السياسية والدينية،وخلال الحرب الأهلية الإنجليزية أصبح في صف أوليفر كرومويل المعارض للحكم الملكي استطاع الفرارمن عقوبات حتمية بعد رجوع الحكم الملكي في1660 بعد إصابته بالعمى في 1652، كرس نفسه لكتابة قصيدة «الفردوس المفقود» التي تحكي قصة الشيطان وهبوط آدم وحواء وبعد أربع سنوات نشر قصة انتصار المسيح على إغراءات الشيطان» في «استرداد الفردوس والدراما».

وتشتمل أعماله المعروفة الأخرى على المسرحية القصيرة «كومس» (1637)، و«أريوباجيتيكاز» (1644) إلى أن توفي «زي النهاردة» في 8 نوفمبر 1674.

وكان ميلتون قد عاش حياة مليئة بالمتاعب والمآسي المفجعة، فقد كانت المصائب تأتي تباعا، الواحدة تلو الأخرى، حيث فقد ابنه الأصغر في1652، ثم ما لبث أن فقد زوجته في العام نفسه، ثم فقد بصره وبعد أربع سنوات يتزوج مرة أخرى حين يفقد زوجته الثانية وطفلتها الرضيعة.

وفي 1663 يخوض ميلتون غمار تجربة جديدة حيث يرتبط بسيدة تدعى اليزابيث ميتشال، ويرى ميلتون أن العقل الذي منحه الله للإنسان تظهر آثاره في قدرة الإنسان على الاختيار، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الإنسان على تبني اختيارات صحيحة.