وتستمر المتعة والإثارة الأمريكيتان. وهما لا تقلان عن متعة الأفلام الأمريكية فى عز أيام هوليوود، وفى قمة انتشار «نتفليكس». ولا تختلفان عن الإثارة المرتبطة بكل ما هو أمريكى من سياسة إلى اقتصاد إلى ترفيه إلى تركيبة المجتمع بالغ التنوع. وعلينا أن نقر ونعترف بأن كل ما يرد من هناك يتسم بالإثارة والجاذبية، سواء نتج عن الجاذبية هبد ورزع أو أسفر عنها ترسيخ لعقدة الخواجة أو تعميق للانغلاق على النفس.
وتكفى هذه الساعات التى تمر كالسنوات دون أن يتم إعلان الفائز رغم وضوح المؤشرات. حتى تلك الساعات التى تجمدت فيها الصفحات الرئيسية للمواقع الخبرية الرئيسية والنشرات الإخبارية والبرامج السياسية الأساسية فى منصات إعلامية دولية، مثل «سى إن إن» و«فوكس نيوز» و«نيويورك تايمز» و«بى بى سى» و«فرانس 24» و«دويتش فيلله» وغيرها، حيث الأرقام مجمدة والأخبار العاجلة مكتوبة بصيغة أقرب ما يكون إلى السير على قشر البيض. «بايدن يتجه إلى حافة الفوز»، «بايدن على أعتاب البيت الأبيض»، «ترامب وبايدن وغموض الصندوق»، «بايدن يقول إنه الأقرب إلى الفوز وترامب يؤكد أن التلاعب حدث لا محالة» وغيرها آلاف العناوين والتقارير التى تعاملت فى الساعات القليلة الماضية مع السباق الرئاسى الأكثر إثارة من حيث المكونات والأهم نظرًا لمكانة الولايات المتحدة الأمريكية فى الكوكب وأدوارها السياسية والاقتصادية التى تلعبها فى دواخل كل دولة من دول الأرض.
وبينما آخرون غارقون مغموسون من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم فى تحليلات يقولون إنها سياسية وترجيحات ينعتونها بالاستراتيجية حول من يكون الفائز، ونوايا الفائز الكامنة فى الفص الجبهى فى المخ، وهو الفص المسؤول عن العواطف والتفكير والتخطيط للحركة، فإن أصحاب الشأن فى واد آخر تمامًا.
.