72 ساعة عاشها أهالى قريتى الفقيرة وبنى عقبة، التابعتين لمركز ببا فى بنى سويف، فى حالة من الفزع، بسبب انقطاع مياه الشرب، وقطع الطريق الواصل بين القريتين، وتلف المحاصيل الزراعية فى عشرات الأفدنة، نتيجة للسيول القادمة من جبال البحر الأحمر عبر مخر وادى الفقيرة المار بجوار القريتين فى طريقه إلى نهر النيل.
ورصدت «المصرى اليوم» عددًا من الأطفال بقرية سنور التابعة لمركز بنى سويف يسبحون فى منطقة تراكمت بها السيول ووصلت إلى منسوب مرتفع، وأغلقت المياه المحال الموجودة على الطريق الصحراوى الغربى القديم، ورغم نداءات المارة للأطفال بالخروج من المياه التى وصل ارتفاعها لأكثر من نصف المتر إلا أنهم أصروا على استكمال السباحة فى مياه الأمطار.
البداية كانت فى الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضى، حينما سمع الأهالى صوت تدفق مياه السيول القادمة من جبال البحر الأحمر إلى نهر النيل عبر مخر وادى الفقيرة المار بجوار قريتى الفقيرة وبنى عقبة.. دقائق وازدادت المياه قبل أن تخرج عن مسارها خلال ساعات وتتسبب فى انهيارات جزئية بالطريق الرئيسى الواصل بين القريتين وتتسبب فى قطعه وتلف عشرات الأفدنة وكسر بماسورة المياه الرئيسية بالقرية.
وانتشرت اللوادر والحفارات بالقرية فى محاولةٍ لإعادة تمهيد الطريق مرة أخرى، وإعادة تطهير وتهيئة المخر، بالإضافة إلى سيارة لنقل مياه الشرب إلى القرية. قال محمد خلف، أحد أهالى القرية: «فوجئنا بقدوم مياه السيول إلى مخر الفقيرة المجاور لقريتنا، قبل أن تتسبب المياه فى غرق أكثر من 140 فدانا مزروعة بعدة محاصيل، كذلك تسببت المياه فى انهيار بالطريق الواصل بين قريتى الفقيرة وبنى عقبة، وكسر بالماسورة الرئيسية لمياه الشرب ما تتسبب فى قطع المياه». وأضاف: «صباح الإثنين زارنا رئيس الوحدة المحلية، وفوجئنا بحضور المحافظ والتقى عددًا منا ووعدنا بأنه خلال ساعات سيتم انتهاء إصلاح الطريق وإعادة مياه الشرب مرة أخرى وصرف تعويضات للمتضررين».
وتابع عبدالحميد محمود، أحد الأهالى: «نحمد الله على عدم وصول مياه السيل إلى المنازل، وخروجها للأراضى الزراعية فقط، دون تعرض أى من الأهالى لمكروه». وأضاف محسن محمد: «مياه الشرب مقطوعة بسبب السيول التى تسببت فى قطع الطريق وتحطيم مواسير المياه، ما أدى إلى قطع المواسير الخاصة بمياه الشرب.. وانتظرنا شركة المياه تأتى لنا بفناطيس كبيرة حتى نقوم بملء الجراكن الموجودة فى منازلنا بالمياه لحين إصلاح الأعطال».
وأكد المحافظ الدكتور محمد هانى غُنيم استقرار الوضع بمخر سيل سنور، مشيرًا إلى أن المخر تمكن من استيعاب المياه القادمة من سلاسل جبال البحر الأحمر، إثر سقوط أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية، وأن المياه تحركت فى المخر باتجاه مجرى النيل، ولم تتعرض المنازل المجاورة للمخر لأى أضرار ولا توجد أى خسائر فى الأرواح، لكن توجد بعض التلفيات فى الزراعات بالقرب من مجرى النيل وبالوادى نفسه، فتم تكليف لجنة من «الزراعة والتضامن والوحدة المحلية لمركز ومدينة ببا» بحصرها لاتخاذ اللازم فى مثل تلك الحالات.