سيظل اسم «شين كونري» أسطورة حية ونجم هوليوود وسيبقى اسمه لا ينفصل عن أشهر عميل سري عرفته السينما العالمية «جيمس بوند»، الذي قدمه في الفترة من 1962-1983 وجعله يتألق في 7 أفلام باعتباره العميل السري الشهير، وفي وقت لاحق من حياته المهنية، ظهر في أفلام نالت استحسانا كبيرا مثل The Untouchables، والتي أكسبته جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، وأعمال تجارية وشعبية مثل Indiana Jones، ونالت أدواره بعض الجوائز المهمة، كما اختير «أعظم اسكتلندي حي» و«أعظم كنز وطني حي في اسكتلندا»، وفي عام 1999، اختارته مجلة People بأنه «الرجل الأكثر جاذبية في القرن» كما حصل على لقب فارس رسميًا في عام 2000.
شق «كونري» طريقه من أول عمل له كبائع للحليب في إدنبرة ليصبح أحد أكثر الممثلين إنجازًا في العالم، ولكن ابتعد كثيرا عن الشاشة وعن تقديم الأعمال خلال السنوات الأخيرة، ومن المرجح أنه كان يقضي وقتًا مع عائلته في المنزل في جزر الباهاما بدلاً من التواجد مع أسماء كبيرة أخرى على السجادة الحمراء في الاحداث الفنية، وليبتعد عن دائرة الضوء، ولن تلتقطه الشاشة الفضية مرة أخرى.
لم يظهر كونري في أي فيلم منذ عام 2003، عندما لعب دور البطولة في The League of Extraordinary Gentlemen.
لوحظ غيابه في السنوات التالية، لكن «كونري» ظل صامتًا بشأن خططه المستقبلية لبعض الوقت، مما ترك المعجبين يتساءلون عما إذا كان سيعود إلى التمثيل.
أخيرًا، في عام 2006، قال إنه، في الواقع، اعتزل وتقاعد، وأكد رسميًا وضعه بعد حصوله على جائزة الإنجاز مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكي.
في عام 2007، أكد مجددًا أنه سيعود إلى التمثيل في مقابلة مع هيت فيجن، حيث قال إنه كان يفكر في العمل على فيلم آخر، لكنه في النهاية قرر رفضه.
في هذه المرحلة، لم يتبق لـ«كونري» أي شيء لإنجازه في هوليوود، لقد بنى بالفعل إرثه، يبدو أن التقاعد كان جاهزًا بدلاً من الاستمرار في صناعة الأفلام من أجل المال فقط هو خيار أفضل بالتأكيد للنجم الاسكوتلندي بعد كل شيء.
لم يذكر «كونري» أبدًا سبب اعتزاله صراحةً، لكن يبدو أن عددًا من العوامل المختلفة جعلته يقرر أن الوقت قد حان لتعليق قبعته التي تميز بوضعها.
تعرض فيلمه الأخير، The League of Extraordinary Gentlemen، لانتقادات عنيفة من النقاد، وبدلاً من اختيار دور آخر لإنهاء مسيرته بشكل أفضل، اختار أن يتبع غريزته الأولية، الابتعاد.
شعر «كونري» بالإحباط من تجربته في العمل مع المخرج ستيفن نورنجتون في فيلم The League of Extraordinary Gentlemen، وذهب إلى حد القول إن المخرج كان يجب أن يكون «محبوسًا بسبب الجنون»، وصرح «كونري» عقب عرض الفيلم أنه بذل قصارى جهده مع دوره، لكنه كان يعلم أن الإنتاج بأكمله كان خارج القضبان بحسب وصفه، وأن النقاد والجماهير على حد سواء ربما لن يكونوا سعداء للغاية،وقال إنه «شارك بشدة في تحرير ومحاولة إنقاذ» النتيجة النهائية؛ ربما تكون جهوده قد ساعدت إلى حد ما، ولكن بشكل عام، كان الفيلم يعتبر فاشلاً،ولعدم الرغبة في التعامل مع هذا النوع من التوتر بعد الآن، ابتعد كونري عن هوليوود ولم ينظر إلى الوراء حقًا.
بعد الكفاح في The League of Extraordinary Gentlemen وقراره اللاحق بالتقاعد، أثار أحد العروض اهتمام «كونري» بالعودة إلى الشاشة الكبيرة، حيث تواصل مع المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرج، الذي تحدث معه حول إعادة تمثيل دوره كوالد إنديانا جونز، الدكتور هنري جونز، في فيلم «إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة» Indiana Jones and the Last Crusade.
إلا أن «شين كونري» شعر أن الفيلم لا يستحق الخروج من التقاعد والعزلة التي كان فيها، فقد كان لديه بعض الاختلافات الإبداعية مع «سبيلبرج» فيما يتعلق بالشخصية والاتجاه المقترح للحبكة، ولكن الأهم من ذلك، أنه لا يريد التعامل مع ضغوط التمثيل مرة أخرى، وكتب كونري في بيان على موقعه على الإنترنت: «لو كان من الممكن أن يسحبني أي شيء من التقاعد، لكان من فيلم إنديانا جونز، لكن في النهاية، التقاعد هو مجرد متعة كبيرة».
قرب نهاية مسيرته التمثيلية، أصبح «شين كونري» غاضبًا من صناعة السينما ككل- وقام بتشويش المخرجين والاستوديوهات الذين رآهم ينتجون أفلامًا باهتة ويضيعون المواهب العظيمة،«سئمت الأغبياء ... الفجوة المتزايدة باستمرار بين الأشخاص الذين يعرفون كيفية صناعة الأفلام والأشخاص الذين يعطون الضوء الأخضر للأفلام»، هكذا تحدث في مقابلة عام 2005.
بعد سنوات من هذه المقابلة، أوضح في بيان له «إنه لسوء الحظ هؤلاء الحمقى قد حاصروا السوق في صناعة السينما».
واستمر في تسمية جورج كلوني وستيفن سودربيرج وشون بن كأشخاص كانوا يعملون بجد لإنتاج أفلام أكثر إبداعًا وعالية الجودة بدلاً من ضخ الأموال في شباك التذاكر أو السيناريوهات الكسولة غير الملهمة، صحيح أن هوليوود تبدو مشبعة بعمليات إعادة إنتاج الأفلام حاليا، لكن بها مواهب وفنانين حقيقيين بحسب «كونري» الذي أصبح غير سعيد بالوضع الحالي لصناعة السينما الهوليوودية.
ولكن يبدو الآن أن هذه النافذة مغلقة تمامًا وفقًا لصديق «كونري» القديم وزميله الممثل «مايكل كين»، فقد أغلق كونري الباب أمام أي عروض محتملة، في عام 2011، قال «كين» لصحيفة «تليجراف»: «لن يقدم فيلمًا آخر الآن، لقد سألته للتو، قال ،» لا، لن أفعل ذلك أبدًا ،على الرغم من أن بعض معجبيه قد يأملون في أن يكون هناك فيلم آخر في الأفق، يبدو أن الفرص ضئيلة للغاية ،فلا يوجد العديد من الأدوار في هوليوود للممثلين الأكبر سناً، وهي آفة بدأت تعرف طريقها إلى السينما الأمريكية بكثرة مؤخرا.
وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» اليوم السبت أن الممثل شون كونرى، توفى عن عمر يناهز 90 عاما.