ندوة بـ«الأعلى للثقافة»: إسهامات القاهرة والأندلس في الفكر والفلسفة لا يمكن إغفالها

كتب: سحر المليجي الخميس 29-10-2020 18:52

أقام المجلس الأعلى للثقافة الأمسية الثقافية الرابعة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة «علاقات ثقافية»، وخُصصت للاحتفاء بدولة إسبانيا، وأدارها الدكتور هشام عزمى، بمشاركة كل من السفير رامون خيل كاساريس، سفير إسبانيا بالقاهرة، والسفير الدكتور بدر عبدالعاطى، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، والدكتور أحمد مرسى، أستاذ الأدب الشعبى والفلكلور.

وتحدث الدكتور هشام عزمى حديثه متناولًا العلاقات المصرية الإسبانية، قائلًا: «لا يمكن إنكار العمق التاريخى للعلاقات المصرية الإسبانية، لذا كانت ولا زالت الإسهامات التي قدمتها مصر والأندلس في مختلف المجالات وخاصة المجال الفكري والفلسفي وامتدادها إلى المتوسط في الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر خير شاهد على ذلك. ومن هذه الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال: المقريزي والقلقشندي والرحالة ابن الزبير المنتمى إلى مدينة بالينسيا الإسبانية، والرحالة المصرى لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبدالباسط، والشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب وعلى صعيد المدن؛ فلقد كان لكل من غرناطة وقرطبة وبالينسيا أو مورسيا التي عاشت بها شخصيات شهيرة مثل ابن عربي والمرسي أبوالعباس، كان لها إسهامات عديدة طوال سبعة قرون شأنها شأن القاهرة والإسكندرية، وتزامنا مع احتفال إسبانيا بعيدها الوطنى الذي يحل في اليوم الثاني عشر من أكتوبر، وتدعيمًا للروابط الثقافية مع هذه الدولة الصديقة، تنعقد هذه الندوة الجديدة التي تنظم تحت شعار: (مصر إسبانيا: علاقات ثقافية)».

فيما تحدث السفير الإسبانى رامون خيل كاساريس، مؤكدًا بتواجده في المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة في هذه الفعالية، التي تؤكد عمق العلاقات الثقافية بين بلاده المملكة الإسبانية ومصر مهد الحضارات الإنسانية؛ حيث تحدث قائلًا: «منذ لحظة أن توليت منصبى كسفير لإسبانيا في هذا البلد العظيم، مهد الحضارة الإنسانية، قد شعرت بهذه الصداقة التي تظهر من خلال المعاملة الودودة التي تلقيتها دائما من السلطات المصرية أنا وفريق العمل بالسفارة، وعند تجولى في شوارع المدن المصرية، لا أستطيع التوقف عن التفكير في أن الكثير من أبطالنا ومفكرينا وفلاسفتنا وشعرائنا ومبتكرينا وتجارنا وبحارتنا، تنحدر أصولهم من هذه المدن، كما أفكر دائما في أنفاس من مروا بطرقات تلك المدن، خلال رحلتهم من الأندلس إلى مكة للحج، وقرروا البقاء فيها وكيف احتضنتهم ورحبت بهم تلك المدن، وهو الشعور الذي يغمرنى أنا أيضا من خلال العديد من الأصدقاء المحبين للحضارة الإسبانية، لكم جزيل الشكر من كل قلبى.».

بدأ السفير بدر عبدالعاطى كلمته، بالإشادة بمبادرة (علاقات ثقافية)، وشدد على أن قيمة هذه الأمسية تتمثل في إتاحة فرصة رائعة للتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية وهو العلاقات الثقافية بين مصر وإسبانيا؛ حيث تابع موضحًا عمق العلاقات بين الجانبين المصرى والإسبانى، مشيرًا إلى أهمية تعزيزها عبر السُبل والمستويات كافة، مثل: المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى، وأكد أن تعزيز العلاقات الثقافية بات ضرورة قصوى، خاصة في هذه التوقيت الدقيق للمرحلة الحساسة التي نعيشها، وسط تيارات تدعو للعنصرية وكراهية الآخر؛ فنحن أحوج ما نكون أكثر من أي وقت مضى للتواصل الثقافى عبر دعم وتعزيز قوتنا الناعمة، ولا شك أننا نسعد بتبادلنا مع إسبانيا علاقات متميزة على مختلف الأصعدة، وعلى رأسها شتى المناحى والدروب الثقافية والفنية؛ فمصر وإسبانيا تنتميان للهُوية الثقافية المتوسطية، وهو أمر الذي ييسر كثيرًا من التواصل الثقافى المشترك بينهما بطبيعة الحال.

فيما تمحورت الدكتور أحمد مرسى حول تجربته الثقافية في إسبانيا، حينما عمل مستشارًا ثقافيًا في السفارة المصرية، ومديرًا للبعثة التعليمية ومديرًا للمعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد في إسبانيا، وأشار إلى أنه كان سيرفض فكرة سفره، بسبب عدم معرفته للغة الإسبانية، إلا أن وزير التعليم العالى آنذاك قال له أنه اختاره للنهوض بالمعهد ثقافيًا؛ فلا تقتصر مهمته على الترجمة حتى يكون معيار سفره مرتكزًا فقط على إجادة اللغة! وهو ما دفعه لقبول هذا التحدى، وبالفعل تعلم الإسبانية في ستة أشهر، وما ساعده على تحقيق هذا الإنجاز، هو أن الشعب الإسبانى يتمتع بصفة رائعة، وهى تقديم المساعدة والدعم بشكل كبير لراغبى تعلم الإسبانية، وتابع مؤكدًا أن الروابط الثقافية بين مصر وإسبانيا متينة جدًا.