السودانيون في إسرائيل: مصيرنا «مُعلق في الهواء».. والتطبيع لا يعني الترحيل

كتب: محمد عبد الخالق مساهل الثلاثاء 27-10-2020 16:33

انتابت الجالية السودانية المقيمة في إسرائيل مشاعر الخوف والقلق مع الإعلان عن إقامة علاقات تطبيع بين تل أبيب والخرطوم، حيث دخل كثير منهم «الدولة اليهودية» بشكل غير قانوني، ومن ثم يخشون من الترحيل.

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في تقرير لها، الثلاثاء، إن «مصيرهم غير المؤكد صار الآن معلقًا في الهواء مع انتشار مخاوف بينهم من الترحيل إلى مناطق الإبادة والتطهير العرقي الملتهبة في دارفور، ومنطقة النيل الأزرق، ومن ثم التعرض للقتل»، مشيرة إلى أن «كثير منهم دخل البلاد على نحو غير مشروع سعيًا إلى اللجوء السياسي».

ونقلت الصحيفة عن «شيرا أبو، المتحدثة باسم منظمة»هوت لاين«للاجئين والمهاجرين بتل أبيل، قولها إن»كلمة آمن ليست الكلمة المناسبة التي استخدمها عن السودان«، موضحة أن»هناك اعتداءات ضد اللاجئين والنازحين الذين يعودون إلى السودان عندما يطالبون بأرضهم«، مشيرة إلى أن»إسرائيل حاولت في مناسبات عديدة ترحيل السودانيين وغيرهم من الأفارقة ممن يقيمون بشكل غير قانوني«، في حين أفادت»شيرا أبو«بأن»هؤلاء الأشخاص كانوا في إسرائيل منذ عشر سنوات، وحرمتهم إسرائيل في بداية الأمر من نظام اللجوء«، مضيفة:»بدأ قبول طلبات اللجوء في 2013 فقط«.

وأشار التقرير إلى «منع المواطن السوداني هارون، الذي جاء إلى إسرائيل في 2012، بعدما فر من دارفور، بسبب انتقاداته للحكومة السودانية، واحتجز في أحد مراكز الاعتقال قبل إطلاق سراحه، وتم منحه في نهاية المطاف حق اللجوء في ديسمبر 2017».

ونشرت الصحيفة نقلًا عن تصريحات «هارون» لموقع «ميديا لاين» قوله إن «مشاعر المواطنين السودانيين إزاء إقامة علاقات بين إسرائيل والسودان بأنها مُعقدة»، مضيفًا: «كنت واحدة من الطلاب الناشطين وأدعو إلى تطبيع العلاقات بين البلدين عندما كنت في السودان، فرؤية ذلك يتحقق هو خطوة تاريخية، ولكن البعض قلق، لأن نية الحكومة الإسرائيلية واضحة لترحيل طالبي اللجوء».

وتابع: «أعتقد أنه سيكون من الصعب جدًا على إسرائيل أن تصدر أوامر ترحيل بحقنا، لأنه ليس هناك تغيير فيما يتعلق بالأسباب التي دعتنا إلى الهروب من بلادنا وأصبحنا لاجئين في إسرائيل، وثانيا لأن التطبيع لا يعني الترحيل»، مشيرًا إلى أن «هناك سودانيين في إنجلترا وغيرها من الدول الأوروبية ممن لها علاقات دبلوماسية مع السودان، ولكنهم مازالوا يعتبرون هؤلاء السودانيين لاجئين»، مؤكدًا أنه «بمجرد أن تتوقف عملية الإبادة الجماعية في السودان سيعود إليها الناس طوعًا»، حسب قوله.

يذكر أن مواطني السودان لجأوا إلى إسرائيل بسبب النزاع العسكري عام 2008، حيث يوجد قرابة 4 آلاف لاجئ سوداني في إسرائيل، ما يقرب من 1200 من دارفور، والبقية مسيحيون من جنوب السودان، ويعيش معظمهم في تل أبيب وعراد وإيلات وبني براك.