انطلقت في مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين، الجلسة المفتوحة لبحث مطالبة الرئيس محمود عباس، للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، البدء بخطوات عملية لعقد مؤتمر دولي للسلام، لإنجاز حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
وفي كلمته أمام الجلسة، دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إلى ضرورة عودة التنسيق بين السلطة وإسرائيل واستلام أموال المقاصة، وأشار إلى أن السلطة تعاني من أزمة المالية كبيرة.
وتحدث عن اتفاق فتح وحماس والدعوة إلى الانتخابات واعتبرها تطور مهم.
وأوضح أن إسرائيل تواصل هدم منازل الفلسطينيين بالضفة، مؤكدًا أنه أمر غير مقبول، مطالبًا، إسرائيل بالتوقف الفوري عن هدم منازل الفلسطينيين في الضفة والقدس.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إن حل الدولتين يجب أن يوضع موضع التنفيذ لأننا بحاجة للمضي قدما في طريق السلام.
وأضاف في تقريره حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في جلسة مجلس الأمن الخاصة، مساء يوم الاثنين، ان «سلطات الاحتلال قامت ببناء 5000 وحدة استيطانية في الضفة، ما يثير خطرا كبيرا، وهي خطة من أكبر الخطط، حيث إن هذه المستوطنات تعيق تواصل الدولة الفلسطينية، وأكرر أن كل المستوطنات هي غير قانونية بنظر القانون الدولي، وهي عقبة في طريق السلام وتقوض حل الدولتين».
وأوضح أنه وفق تقارير الأمم المتحدة هدمت سلطات الاحتلال 59 مبنى فلسطينيا في مناطق «ج» بالضفة الغربية، وشردت العشرات من الفلسطينيين، ونفذت عمليات الهدم بدعوى عدم وجود رخض بناء، وهو أمر مستحيل الحصول عليه.
وتطرق إلى مدرسة «رأس التين» المهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال، وقال إن الهدم في حال نفذ فإنه سيؤثر على تعليم 50 طفلا على الأقل.
وحث اسرائيل «على وقف هدم الممتلكات الفلسطينية بما فيها في القدس الشرقية، والسماح للفلسطينيين بتوسيع مجمعاتهم، لكن اسرائيل لا تستجيب للطلبات الفلسطينية بتوسيع المناطق الخاصة بالبناء الفلسطيني».
وأضاف ان اسرائيل جمدت علاقاتها مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان في فلسطين، وحثها على السماح لموظفي المفوضية بالعودة لفلسطين.
ودعا لإجراء تحقيق في ظروف مقتل المواطن صامد صنوبر من قبل قوات الاحتلال قرب بلدة ترمسعيا، شمال شرق رام الله، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالأمس، وكذلك إصابة اشخاص بجروح وأضرار بالممتلكات في الضفة الغربية، خصوصا في موسم قطف الزيتون، من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، حيث يتعرض الفلسطينيون في هذا الموسم الخاص والمهم للخطر، ومنذ بدء الموسم أصيب 23 مزارعا بجروح، كما أحرقت أكثر من ألف شجرة، وان على اسرائيل حماية المزارعين الفلسطينيين.
وأعرب ملادينوف عن قلقه على صحة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفيما يتعلق بكورونا، قال إن القيود شددت ومددت حالة الطوارئ في الأرض الفلسطينية وواصل المجتمع الدولي جهوده للتصدي للوباء ومعالجة النواقص في المعدات الطبية، وقامت الامم المتحدة والمنظمات الحكومية بتسليم أجهزة تنفس اصطناعية ومسحات اختبار كورونا ومعدات حماية للأطباء في الأرض الفلسطينية.
ورحب ملادينوف بكل جهود مكافحة الوباء في الأراضي الفلسطينية، ودعا لتقديم مزيد من الإمدادات الطبية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خلال الجلسة: «من غير المبرر أن تواصل إسرائيل انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، مؤكدًا أن إسرائيل تواصل وضع العراقيل أمام جهود استئناف المفاوضات»
وقال المالكي: «إن إسرائيل لا ترغب في إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وتواصل فرض سياسة الأمر الواقع عبر بناء المستوطنات»
ودعا المجتمع الدولي للعمل على إنقاذ عملية السلام عبر الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح المالكي أنه حان الوقت ليحصل الشعب على حريته وحقه بتقرير المصير.
وقال ممثل الصين، تشانج جون: «إن القيادة الفلسطينية قدمت الكثير من الدعوات، وعلينا الوقوف أمامها والاستجابة لرؤية الرئيس محمود عباس»
وأضاف أنه يجب الالتزام بمسار حل الدولتين لآنه الحل الصائب، مؤكدًا أن بناء المستوطنات مخالف للقانون الدولي ويقوض حل الدولتين.
وقال: «للدفع قدمًا بعملية السلام، يجب التساؤل، ما هي العناصر العائدة!»، مضيفًا: «يمكن للمجتمع الدولي الضغط على الجانبين والعمل على المصلحة القصوى للفلسطينيين والدفع قدمًا لعملية السلام.»
وأوضح أن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار اراء الطرفين، ويجب التوصل للحل على قدم المفاوضات.
وأشار إلى أن جائحة «كورونا» زادت من الحالة السيئة للشعب الفلسطيني من الناحية الإنسانية والاقتصادية والإجتماعية، داعيًا لدعم الفلسطينيين ودعم اقتصادهم للعيش بسلام ونطالب برفع الحصار عن غزة، وندعو بوقف أي تدمير للأراضي الفلسطينية أو أي تدمير يضر بهم«
وأكد: لطالما دعمت الصين الشعب الفلسطيني لإحلال سلامها وعاصمتها القدس الشرقية، ودعمنا فلسطين وقدمنا المساعدات لتصدي جائحة كورونا في فلسطين وسوريا ولبنان.
وأفاد جون أن المساعدات الطبية للمؤسسات الفلسطينية وللرعاية الصحية خارج فلسطين جميعها الآن في طريقها للمقصد النهائي وتحت قيادة الرئيس سنساهم لحل عام وشامل ودائم للقضية الفلسطينية بأقرب فرصة ممكنة.